الامير أندرو أمير اليونان والدنمارك
ولد الأمير أندرو في أثينا باليونان، وكان الابن الرابع للملك جورج الأول، وكانت والدته دوقة روسيا أولغا كونستانتينوفنا، وبدأ مسيرته في الجيش اليوناني خلال حروب البلقان عندما كان في الثلاثينيات من عمره .
نشأته وحياته :
وُلد الأمير أندرو في القصر الملكي في 2 فبراير عام 1882 في أثينا، في الأسرة من العائلة المالكة اليونانية، وكان أبوه الملك جورج الأول وأمه الملكة أولغا ، وقد كان رابع شخص في الصف ليكون الوريث للعرش، وكان الطفل السابع في العائلة، لذلك لم تأخذه الأسره على محمل الجد .
بدأ أندرو تعلم العديد من اللغات الأوروبية في سن مبكرة من حياته، وفي سن المراهقة، كان يجيد الألمانية والدانماركية والفرنسية والروسية، بالإضافة إلى اليونانية كلغته الأم. كان يطمح دائما للانضمام إلى الجيش الملكي، ودرس في أثينا، وكان مهتما بشكل كبير بالتاريخ اليوناني، وهذا يتناقض مع معظم أشقائه الذين اهتموا بالتاريخ الأوروبي .
حياته العسكرية :
درس الأمير أندرو في المدارس العسكرية، وانضم فيما بعد إلى القوات المسلحة اليونانية، ومنذ انضمامه إلى الجيش، لم تكن الأوضاع السياسية سلسة ومستقرة، وكانت تشهد حدوث الصعود والهبوط باستمرار، وخاصة بعد الإنتفاضة التي اندلعت ضد العائلة المالكة التي كان الأمير أندرو جزءا منها، ولكنه غاب خلال حرب البلقان في عام 191.
بعد ذلك، تم إعادة الأمير أندرو إلى الجيش، وتم تكريمه كجندي شجاع، وفي ذلك الوقت توفي والده وأصبح شقيقه الأكبر الملك قسطنطين هو الحاكم، وكان ملكا ضعيفا جدا، وهذا أدى إلى قيامه بالعديد من التنازلات في الحرب العالمية الأولى في عام 1917، مما تسبب في إصابة أندرو وعائلته واضطرارهم للجوء إلى المنفى.
وقد استقرت العاصفة السياسية حتى عام 1920، وفي الحرب اليونانية التركية، قاتل أندرو بشجاعة من أجل بلاده، وفي هذا التوقيت كانت اليونان على حافة أزمة سياسية أخرى، وهذه المرة كانت خطيرة، وقد خسرت اليونان حربًا في آسيا الصغرى في عام 1922، وواجهت العائلة المالكة اليونانية بأكملها محكمة عسكرية ، وشعر الأمير أندرو بخطر على عائلته، مما جعله يُغادر مع أسرته واستقر في ضواحي باريس، حيث أمضى بها معظم حياته المتبقية.
الحياة في المنفى والسنوات اللاحقة :
خدم الأمير أندرو في الجيش اليوناني بإخلاص، وعلى الرغم من ذلك، استجوبته المجتمع الدولي. تم تأليف العديد من الكتب حول هذا الأمر في عام 1930 بعنوان `نحو الكارثة`. قدم الكتاب العديد من الأحداث الصادقة حول حياته الشخصية عندما كان في الثلاثينيات من عمره. كما تحدث عن وحدته بعد زواج بناته من العائلة الملكية الألمانية، والتي كانت تعتبر عدوة لمعظم دول أوروبا. تم تسليط الضوء على زوجته الأميرة أليس، لأنها كانت تعاني من الاضطرابات النفسية، وهذا الأمر أدى إلى تعرض الأمير أندرو لحالة اكتئاب.
وما زاد الأمور سوءا هو أنه لم تظهر علامات تحسن الوضع في اليونان، وكان يعلم أنه سيتم تمديد فترة نفيه لفترة طويلة جدا. عاش أندرو في الريف الفرنسي داخل شقة صغيرة، وفي عام 1936 تم إلغاء نفيه وعاد إلى اليونان لفترة وجيزة. تم استعادة معظم أصول العائلة المالكة لهم، وحدثت مصالحة عائلية أخرى في عام 1937 عندما توفيت ابنته سيسيل وعائلتها في حادث تحطم طائرة .
عندما اندلعت الحرب العالمية الثانية، انقسمت العائلة إلى جزئين، حيث كان ابنهم فيليب يقاتل في صف البريطانيين، بينما تزوجت بناتهم من أسر ملكية ألمانية، مما أدى إلى نشوب صراع داخل العائلة. وعاش أندرو حياة مليئة بالاكتئاب والوحدة حتى توفي في ديسمبر عام 1944 في مونتي عن عمر يناهز 62 عاما. وكانت آخر أمنياته رؤية عائلته متحدة مرة أخيرة .