الامانة في الاسلام واثرها في المجتمع
الأمانة هي جزء من الأخلاق الكريمة التي وصانا بها الله سبحانه وتعالى، وكان الرسول الكريم قد تحلى بها. يجب على المؤمن أن يكون أمينا ويحافظ على الحقوق، ويؤديها كاملة إلى أصحابها، وكان الرسول الكريم قد حمل الأمانة وتحلى بالصدق والأمانة حتى في أشد الأوقات عداوة مع المشركين، ولم يشكك أحد في أمانته.
الأمانة في الإسلام
قال الله تعالى في كتابه العزيز عن الأمانة: `والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون`، وفي الآية التالية أخص الذين يؤدون الصلوات، وهو فضل عظيم لحامل الأمانة.
– تشمل الأمانة كل ما يدخل حياة المسلم، من أمور الدين والدنيا فهي عبارة عن إعادة الحقوق لأصحابها.
نحن نمارس عبادة الله بالصلاة والصوم لحفظ جوارحنا من الوقوع في المحرمات والبقاء صامدين ومتيقظين للضمير، ولله الحق في ذلك.
عندما حمل الرسالة وأداها كما يجب وتحمل كل الصعاب، ضرب الرسول صلى الله عليه وسلم لنا مثالًا في الأمانة، وقال لقومه: `إني لكم رسولٌ أمينٌ`.
جعل الرسول صلى الله عليه وسلم نزع الأمانة علامة على اقتراب الساعة وفساد الزمان، حيث قال: `لا إيمانَ لمن لا أمانةَ له، ولا دينَ لمنْ لا عهدَ لهُ`.
فضل الأمانة في الإسلام
– أمرنا الله في كتابه العزيز أن نعيد الأمانات إلى أهلها حيث قال، إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن توأدوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ.
– وجعل الله سبحانه وتعالى خيانة الأمانة من علامات النفاق والعصيان لأوامره.
الأمانة هي من أوصاف المؤمنين الذين نالوا الفلاح في الدنيا والآخرة، ويستثني الله سبحانه وتعالى المصلين من الهلع والجذع لأنهم أدوا أمانتهم إليه بالصلوات والعبادات.
– ولا يقوى أي شخص على حمل سمة الخلق الكريم، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم قلتُ: يا رسولَ اللهِ، ألا تستعملُني؟ قال: فضرب بيدِه على منكبي، ثم قال: يا أبا ذرٍّ، إنّك ضعيفٌ، وإنّها أمانةٌ، وإنّها يومَ القيامةِ، خزيٌ وندامةٌ، إلا من أخذها بحقِّها وأدَّى الذي عليهِ فيها
أنواع الأمانة
الأمانة في حقوق الناس تعني الحفاظ على الودائع المادية كما فعل الرسول الكريم الذي كان يتميز بالصدق والأمانة. وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: `من أخذ أموال الناس يريد أداءها، أدى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها، أتلفه الله عز وجل`.
الأمانة في الكلام هي الشهادة، حيث يجب على المؤمن أن يشهد بالحق فقط، وشهادة الزور من الكبائر، ويجب أيضًا عدم الحديث عن الآخرين بدون وجه حق.
المسؤولية هي أيضًا عن الأمانات، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته”، فالأب مسؤول عن رعاية أبنائه والأم كذلك، والأخ الأكبر وأي شخص يحمل مسؤولية هو حامل للأمانة.
– الأمانة في العلم تعني أن يقوم الشخص بنقل المعرفة والمعلومات التي يمتلكها بدقة وصحة، دون تغيير أو تحريف أو تبديل، لكي يمكن للمتلقي فهمها واستخدامها.
– الأمانة في القضاء، أن يكون القاضي أمينا في أحكامه ولا يخرج عنه حكم إلا بالعدل.
يجب أن يكون الإرشاد موثوقًا فيه، ويجب على الشخص الذي يأتي ليستشيره ويأخذ رأيه أن يثق به، وعليهأن ينصحه بما يراه صحيحًا ويوجهه بشكل صحيح، ولا يخون ثقته بتوجيهه إلى الطريق الخاطئ.
– الأمانة في الرسالات؛ فيجب أن يوصلها الشخص إلى أهلها دون إحداث أي تغيير فيها، سواء كانت لفظيةً أو كتابيةً أو ، لأن الأمانة في السمع والبصر وسائر الحواس؛ فعليه على أن يكف حواسه عن الوقوع في الحرام، وأن يقوم بتأدية حقوق تعالى مثل الصلاة وحقوق عباده، فيستخدمها فيما أمر الله به ورغب عليه.
يتعين على الإنسان الحفاظ على الأمانة في سلوكه، وتجنب الخطأ في اللسان والتشهير والغيبة وكل ما ليس من حقه.
أمانة النفس تعني أن يتوقف الشخص عن التعرض لجسده بشكل سيء، ولا يجرح أو يؤذي نفسه بشكل متعمد.
آثار الأمانة على المجتمع
يشعر كل فرد يعيش في المجتمع بالأمان والأمان، ويشعر بالاطمئنان بشأن أمواله وعائلته.
تشمل السعي لرضا الله سبحانه وتعالى ورضوانه في الأمور الدنيوية والآخرة.
– زيادة الثقة بالنفس.
تعزيز العلاقات بين الأفراد يؤدي إلى تكوين مجتمع مترابط لا ينتهك حقوق أحد، مما يجعل من الصعب التفريق بينهم.
– تتنافى جميع الصفات السيئة من المجتمع مثل الكذب والخيانة والنفاق.
تزدهر الأحوال المادية للمجتمع، فلا تجد مشتريا يغش تاجرا بتخفيض سعر البضاعة، ولا تجد بائعا يبالغ في سعر بضاعته للربح.
انتشار العلم والمعرفة بحيث لا يوجد مدرس أو عالِم يرفض نقل معرفته بالكامل إلى الطلاب.