اسلامياتشخصيات اسلامية

الامام الشاطبي … معجزة عصره

لا شك أن تعلم القرآن واتقانه قراءة وحفظا هو أشرف وأجل علم في الكون كله وسنتحدث اليوم عن إمام اشتهر به أنه كان من أمهر القراء ومن أفضل من علم ودرس علم القراءات وتلمذ على يديه الكثير من طلبة العلم، وهو الإمام الشاطبي. إنه، وأكثر ما اشتهر به الإمام الشاطبي، أنه ألف قصيدته المشهورة “قصيدة الشاطبية”، ولقد قيل في حق الإمام الشاطبي الكثير من الكلام الطيب، فكان يتميز بصفات كثيرة، كلها رائعة، مثل شدة ذكائه، وأنه كان يحرص دائما على الطهارة عندما يدرس لطلابه القراءة. ولقد رزق الإمام الشاطبي بالقبول والشهرة، ما لا يعلمه كتاب غيره في هذا الفن، حتى صارت جميع بلاد الإسلام لا تخلو من منظومة الشاطبية. وتوفي الإمام الشاطبي، رحمه الله، عام 590 هجريا و1194 ميلاديا، عن عمر يناهز اثنان وخمسين عاما، ودفن في تربة القاضي الفاضل بالقرب من سفح جبل المقطم بالقاهرة.

شاهد :  أفضل علماء اللغة العربية في التاريخ

اسمه والتعريف به : يدعى الإمام الشاطبي بأبي محمد، واسمه الحقيقي القاسم بن فيرة، وهو من أشهر علماء المسلمين على مذهب أهل السنة والجماعة، كما كان من أبرز علماء علم القراءات في القرآن الكريم .

مولده ونشأته :  في عام 538 هجرية ولد الإمام الشاطبي في مدينة شاطبة الواقعة شرق الأندلس، وكان ضريرا ويقال إنه ولد أعمى، ولكن والديه حرصا على تعليمه القرآن الكريم فحفظه كاملا، كما تعلم الفقه والحديث كغيره من أهل مدينة شاطبة في الأندلس، وحضر دروس العلم هناك. وكان الإمام الشاطبي مولعا بعلم القراءات في القرآن الكريم، وحريصا على تعلمه وبرع فيه. وسافر إلى مدينة أخرى لتلقي العلم هناك أيضا على يد أكبر المشايخ، وهي مدينة بلسنة في الأندلس، وأصبح بعد ذلك من أفضل المشايخ في علم القراءات. وجاء الإمام الشاطبي إلى مصر بعد ذلك، وعاش فيها وعلم فيها العديد من التلاميذ، وألف فيها منظومته المشهورة “حرز الأماني ووجه التهاني”، والتي اشتهر بها الشاطبي، وبقي في مصر حتى توفي الله تعالى .

ما اشتهر عنه من صفات :  لقد تم ذكر الكثير من الثناء على الإمام الشاطبي، فكان يتميز بصفات رائعة مثل ذكائه البارز وحرصه على الطهارة عند تدريس طلابه، وكان يتحدث فقط عند الضرورة ولا يسمح لمن يجلس معه بالتحدث إلا فيما يتعلق بالقرآن والعلم، وكان حافظا للحديث، ومن أبرز صفاته أنه كان أحد أشهر علماء القراءات، وكان ماهرا في عدة فنون علمية، وكان متقنا في اللغة وعالما في الأدب، وكان الإمام الشاطبي من أتباع المذهب الشافعي، وصفاته تشمل أيضا التقوى والزهد، وكان لا يشتكي مهما تعرض للألم .

منظومة الشاطبية : تعد منظومة أو قصيدة الشاطبية الأشهر التي قدمها لنا الإمام الشاطبي، حيث وفقه الله لتنظيم هذه القصيدة التي تعد من أوائل القصائد في علم القراءات، وأشهرها في كل البلاد الإسلامية، بحيث لا تخلو بلد إسلامي منها، ولا يخلو بيت طالب علم شرعي منها، إذ إن كلماتها رصينة وأسلوبها جميل وتسمى “حزر الأماني ووجه التهاني” في القراءات السبع، وتحوي فوائد نحوية ولغوية ومواعظ، ولذلك أثنى العلماء على هذه القصيدة كثيرا، مثل الإمام الذهبي الذي يقول في كتابه “معرفة القراء الكبار

بقصيدته حرز الأماني وعقيلة أتراب القصائد، سارت الركبان وخضع لها فحول الشعراء وكبار البلغاء وحذاق القراء، حيث أبدع وأوجز وسهل الصعب، وهي قصيدتان تتميزان بالقراءة والرسم وحفظهما بشكل لا يحصى

ويتميز منهجها وطريقتها وأبياتها في المقدمة من النظام

جعل الله الأئمة الذين نقلوا القرآن بطريقة سهلة وجميلة يجزيهم بالخير

منهم سبعة يتوسطهم سماء العلا والعدل وزهر وكمال

لها شهبٌ عنها استنارت فنورت، وانفرج الظلام حتى انجلت

حظي المام الشاطبي بالقبول والشهرة التي لا نراها في كتب فنانين آخرين في هذا المجال، حتى أصبحت منظومة الشاطبية موجودة في جميع بلاد الإسلام، وكان الناس يتغنون بها ويأخذون أقواله كما هي دون تشكيك، ويعتبرون كلامه منطوقًا ومفهومًا .

وفاته :  توفي الإمام الشاطبي رحمه الله في عام 590 هجري و 1194 ميلادي عن عمر يناهز اثنان وخمسون عاما، ودفن بجوار القاضي الفاضل في تربة المقطم بالقاهرة

شاهد :  افضل انواع الخيول في العالم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى