الاذكار المقيدة والمطلقة
تُعتبر الأذكار من أفضل العبادات التي يتقرب فيها العبد من ربه ، وقد حثّ عليها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز ، ومنها قوله عزّ وجل في سورة الأحزاب ” وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35)” ، وبذلك يتضح أن فضل الذكر عظيم جدًا عند الله سبحانه وتعالى ، وينقسم الذكر إلى نوعين أساسيين وهما الذكر المقيد والذكر المطلق ؛ فما هو الفرق بينهما؟.
ما هي الأذكار المقيدة
هي الأذكار التي تتم في أوقات محددة وتنقسم إلى أربعة أقسام ، وهي على النحو التالي:
أذكار الصباح والمساء
يتم تحديد أوقات الأذكار؛ حيث يكون وقت أذكار الصباح بعد صلاة الصبح وحتى قبل طلوع الشمس، وأما وقت أذكار المساء فيكون بعد صلاة العصر وحتى قبل غروب الشمس. ومن الجدير بالذكر أنه لا يجوز تأجيل هذه الأذكار المحددة إذا فات وقتها، وقد قال الله تعالى في سورة طه `فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، ومن أوقات الليل فسبح وفي أطراف النهار لعلك ترضى (130)`.
أذكار الأحوال العادية
وهي التي تقال في بعض الأحوال التي يتعرض لها الإنسان في حياته اليومية مثل ما يقوله عند دخوله البيت ، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “إذا دخلَ الرَّجُلُ بيتَه فذكرَ اللهَ عزَّ و جلَّ عندَ دُخولِه و عِندَ طعامِه ؛ قالَ الشَّيطانُ : لا مَبيتَ لكُم و لا عَشاءَ ، إذا دخلَ فلَم يذكرِ اللهَ عِندَ دخولِه ، قالَ الشَّيطانُ : أدرَكتُم المبيتَ ، و إنْ لَم يذكرِ اللهَ عندَ طعامِه ، قالَ الشَّيطانُ : أدرَكْتُم المبيتَ و العَشاءَ” ، ومن هذه الأحوال أيضًا ما يقوله الإنسان عند لبس ثوب جديد ، وفي هذا الذكر قال الرسول صلى الله عليه وسلم ” إذا استجد ثوبا سماه باسمه – عمامة ، أو قميصًا ، أو رداء – يقول : اللهم لك الحمد أنت كسوتنيه ، أسألك خيره وخير ما صنع له ، وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له”.
ومن أحوال الإنسان التي يتعرض لها أيضًا دخول الخلاء ، وهناك ذكر ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء ؛ حيث كان يقول عليه أفضل الصلاة والسلام “اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ” ، وهناك كذلك ذكر للخروج من الخلاء ؛ حيث ورد عن عائشة رضي الله عنها أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج من الغائط قال “غفرانك” ، وهكذا تتعدد أحوال الإنسان التي تستدعي أذكار مقيدة بكل حالة على مدار اليوم.
أذكار الأحوال العارضة
هذه هي الأذكار التي يتم قولها في حالة حدوث شيء غير متوقع مثل سماع صياح الديكة أو صوت نهيق الحمار. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: `إذا سمعتم صياح الديكة، فاسألوا الله من فضله، فإنها رأت ملكا. وإذا سمعتم نهيق الحمار، فتعوذوا بالله من الشيطان، فإنه رأى شيطانا`. ومن الأحوال العارضة أيضا سماع نباح الكلب. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: `إذا سمعتم نباح الكلاب ونهيق الحمير في الليل، فتعوذوا بالله، فإنها ترى ما لا ترون`. وهناك العديد من الأحوال العارضة التي قد تطرأ على الإنسان، وعندما تحدث تلك الحالات، يذكر الإنسان ببعض الأذكار المذكورة في الأمر الذي تعرض له.
أذكار تقال في أوقات الشدة
يواجه الإنسان في حياته أوقات صعبة وقاسية نفسيا، مثل الحزن والهم. هناك أذكار تقال في هذه الحالات، ومن المذكور عن ابن عباس رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقول عند المصاعب: `لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم`. وهناك العديد من الأذكار التي تقال في أوقات الحزن والضيق.
ما هي الأذكار المطلقة
الأذكار المطلقة هي تلك الأذكار التي لم يتم تحديد عددها أو اقتصارها على حالة أو زمان معين؛ حيث ذكرت بصفة ترغيبية مطلقة فيها. ومنها ما ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله `أن قول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، أحب إلي مما طلعت عليه الشمس`، ومنها أيضا قول النبي صلى الله عليه وسلم `كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم`. وهناك العديد من الأذكار المطلقة التي ينصح بتكرارها في كل وقت وحي.