اسلاميات

الاثر المترتب على اصلاح ذات البين

اصلاح ذات البين يُعد من الأمور الوقائية التي اتخذها الإسلام كشيء ضروري من أجل الحفاظ على قوة المجتمع، فواجب على المسلم إصلاح ذات البين، ويعني هذا العمل القوي والدؤوب على إزالة كافة الأسباب التي أدت إلى الفرقة والنزاع بين المسلمين، عن طريق الوفاق والتحابب بينهم، فحث الإسلام على ذلك، ووجه العديد من التوجيهات والنصوص القرآنية والأحاديث النبوية، وأشار إلى وجود العديد من الطرق لتحقيق ذلك والتي يمكن انتهاجها لإصلاح ذات البين، لأنه يترتب على عدم إصلاحه العديد من مظاهر الفساد.

جدول المحتويات

الأثر المترتب على إصلاح ذات البين

هناك أثر طيب ينتج عن إصلاح العلاقات بين الأشخاص، وأجر عظيم من الله سبحانه وتعالى، بسبب إصلاح العلاقات بين الناس والمتخاصمين. إن الله سبحانه وتعالى يحب من يسعى لإصلاح العلاقات بين الناس والمتخاصمين، لأن ذلك سيكون له فضل وأجر عظيم عند الله عز وجل. عندما يسعى الفرد لإصلاح العلاقات بين الناس والمتخاصمين، ينشأ من ذلك المحبة والرحمة بين الناس، بالإضافة إلى حل جميع المشكلات والأمور الصعبة التي يجب أن نسعى لحلها.

على الرغم من وجود بعض المشاكل البسيطة، إلا أن عدم حلها يسبب ضررا كبيرا للمسلمين، وبالتالي يؤدي إلى تفاقم الأمور عليهم. ولذلك، يوجد العديد من رجال الإصلاح داخل المجتمع الذين يلعبون دورا كبيرا في حل النزاعات والمشكلات الصعبة التي يواجهها الأفراد والتي يجدون صعوبة في حلها. إن تلك المشكلات سببت الكثير من الدماء المراقة، ويتلقى هؤلاء الرجال أجرا عظيما عند الله، لأنهم ساهموا في حل العديد من المشاكل التي كانت تهدد بسفك الدماء ونشر المشاكل.

مشروعية إصلاح ذات البين

تحث الكثير من النصوص الشرعية على إصلاح العلاقات الخاصة بالأفراد، وذلك لتشمل العديد من أنواع النزاعات والخصومات بينهم، ومن بين هذه النصوص:

ـ قوله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) [لحجرات:10]

ـ قوله صلّ الله عليه وسلم: سأخبركم عن أفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلى، فقال: إصلاح العلاقات بين الناس، فإن فساد العلاقات بين الناس هو الشيء الذي يدمرهم.

سبل لإصلاح بين ذات البين

تتعدد طرق اصلاح ذات البين وشروطها ومن بينها :

يجب أن تكون النية في الإصلاح خالصة دون وجود أي مكان للمصالح الشخصية في هذا القرار.

العدالة وتقوى الله هما المعايير المعروفة، ويجب الابتعاد عن الهوى الذي يؤدي دائمًا إلى نتائج عكسية ولا يحقق رضى الجميع.

النصيحة بشكل عام يجب أن تتضمن الاعتماد الكلي على الآداب المناسبة، ويجب اختيار العبارات المناسبة للنصيحة واعتماد اللين والحسن في القول.

يجب الحفاظ على خصوصية جميع أطراف النزاع وعدم تجاهل هذا الجانب أو إهماله.

ينبغي تجنب الكشف عن الأسرار التي لا ينبغي الكشف عنها إلا في حالات الضرورة القصوى التي تستدعي الكشف عنها لإنهاء النزاعات والخلافات، لأنها في كثير من الأحيان قد تؤدي إلى عرقلة الإصلاح بشكل عام.

يجب الوقوف بين المتخاصمين والاستماع إليهم بشكل عادل ومتساوٍ ، وذلك حتى يتم إعادة الحقوق إلى أصحابها وتحقيق المصالحة في النهاية.

يجب الاهتمام بأسلوب الحوار الراقي بين الأطراف المتخاصمة من أجل تحقيق الإصلاح، حيث يمكن أن يكون لهذا الأسلوب أثر كبير في تقريب وجهات النظر بينهما.

يستخدم النصح والإرشاد كأسلوب لتحسين العلاقات، ويتم ذلك من خلال توضيح فوائد إصلاح العلاقات بين الأفراد، وكذلك عواقب تدمير العلاقات في الدنيا والآخرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى