الإمبراطور الطاغية ” هيبياس الأثيني “
هيبياس الأثيني كان واحدا من حكام العصر الطاغي ، وهذا العصر شهد توالي الطغاة في اليونان ، وكان ذلك قبل الميلاد ، وتسببت حكمهم في الكثير من الخسائر في الأرواح والممتلكات ، إذ كان طموحه الحفاظ على الحكم على بلاده وجعلها قوية ، ولكن تم إسقاط حكمه بسبب عدم اهتمامه بالشعب والوطن ، وقاد بلاده إلى الغزو الفارسي ، ولكنه لم ينجح في تحقيق حلمه.
من هو هيبياس الأثيني؟
هو الإمبراطور هيبياس الطاغية الذي عاش في الفترة قبل الميلاد وبالتحديد في القرن السادس قبل الميلاد عام 527ق.م، وقد جاء الإمبراطور هيبياس حاكما على أثينا بعد وفاة والده الإمبراطور الطاغية `بسيستراتوس`، ولم يحكم أثينا وقتها وحده بل تشارك حكم البلاد مع أخيه `هيباراخوس` الذي تعرض للاغتيال والقتل في عام 514 ق.م على يد كل من `هارموديوس` و`أريستوجيتون` فقام هيبياس على الفور بإصدار قرار بعدمهما بطريقة وحشية وهو ما يعزى إليه المؤرخون للتغيرات التي حدثت في قرارات هيبياس التالية لهذه الواقعة حيث بات أكثر قسوة وخشونة في التعامل مع رعيته وجميع الموجودين في البلاط الملكي لديه.
فرار هيبياس من أثينا:
بدأ هيبياس في إصدار قرارات متخبطة وغاشمة أغلبها تصب في مهاجمة شعبه وتعذيبه وممارسة الظلم والقهر عليه مما جعل شعبه يكرهونه ويتمنون زوال ملكه كما رحل أبوه، مما جعل مجموعة من الثوار وداعمين الديمقراطية يخططون لأحكام السيطرة على أثينا ويقومون بالتخلص من هذا الحاكم المستبد، حتى استطاعوا تنفيذ مخططهم في عام 510 ق.م أي بعد أربع سنوات من هذا الحكم الظالم، ولكن هيبياس استطاع الفرار من أثينا واللجوء إلى الفرس، الذين كانوا يرون أن ممارسة الديمقراطية في أثينا يخالف العديد من مصالحهم ويضر بها.
استخدموا تهديدا بضرورة عودة هيبياس ليكون حاكما عليهم، وإلا فسوف يجبرون على غزو أثينا وهجومها. لم يلتفت الأثينيون إلى هذه التهديدات، حيث كانوا يفضلون الديمقراطية على الأمان من هجمات الفرس. ونتجت معركة بين الفريقين، أثينا والفرس، في معركة شهيرة تعرف بمعركة ماراثون.
معركة مارثون:
تعد هذه المعركة واحدة من أهم المعارك الحربية في تاريخ أوروبا القديمة، حيث نشأت نتيجة ثورة قام بها الشعب الأثيني ضد قوات الإمبراطورية الفارسية، رافضا عودة هيبياس ملكا عليهم مرة أخرى. كان هيبياس حليفا لأعداء الأثينيين وعمل ضدهم للتوجيه الفرس إلى نقاط الضعف والقوة في البلاد، مما سمح للفرس بغزو أثينا وكانت هذه أول احتلال فارسي لليونان. ومع ذلك، لم يستسلم شعب أثينا أمام قوة الفرس، بل قاومهم وتصدى لهم حتى نجحوا في تحقيق النصر العظيم، على الرغم من قوة جيش الفرس وأسطولهم المهيب، أمام الأثينيين،
وهكذا ضاعت أمال هيبياس في العودة إلى أثينا مرة أخرى كإمبراطور وحاكم للبلاد، إلا أن المعارك بين اليونان والفرس لم تنتهي بمعركة ماراثون فقد تلت هذه معركة مارثون مجموعة من المعارك، حتى استطاعت اليونان إحكام سيطرتها على الحكم والتصدي للغزو الفارسي الذي فشل في مخططه للإستيلاء عليها.