الأكينزيو لعلاج قئ العلاج الكيماوي للسرطان
مرضى السرطان في مراحل معينة من المرض يكون الخيار الوحيد أمام الأطباء هو اللجوء إلى العلاج الكيميائي، والذي يتسبب في العديد من الآثار الجانبية التي تجعل المريض في حالة صحية ونفسية سيئة للغاية. العلاج الكيميائي هو أحد أنواع العلاجات التي تستخدم لتدمير الخلايا السرطانية وتثبيط عملية نموها وانتشارها بين الخلايا. ومع ذلك، من أهم المشاكل التي يسببها العلاج الكيميائي هو انتشاره عبر الدم لعلاج الجسم بشكل كامل، وخلال انتشاره يمكن أن يتسبب في تدمير بعض الخلايا السليمة في الجسم، مما قد يتسبب في بعض الاختلالات في الوظائف الحيوية الطبيعية لجسم الإنسان. ومن أبرز الأعراض الجانبية التي تنتج عنه هو الغثيان والقيء الذي يستمر خلال مراحل العلاج الكيميائي منذ بدايته وحتى الانتهاء منه، ومع تقدم مراحل العلاج يزداد الغثيان والقيء لدى المرضى ويؤثر على العديد من خلايا الجسم ويؤدي إلى شعورهم الدائم بالضعف والوهن وعدم الاقبال على الطعام أو الشراب خوفا من .
في عام 2008 وافقت هيئة الغذاء والدواء على احد الادوية التي تساعد في علاج الاحساس بالغثيان والقئ اثناء مراحل العلاج الكيماوي وكان ذلك الدواء يُدعى البالونوسيترون palonosetron والذي كان له فعالية كبيرة في منع الاحساس بالقئ والغثيان في المراحل الاولى من تلقي العلاج الكيماوي ولكنه لم يكن بنفس القوة في المراحل المتقدمة والمتأخرة والشاملة من العلاج الكيماوي مما جعل الباحثون يستمرون في البحث عن عقار جديد يتمكن من علاج الغثيان والقئ في جميع مراحل العلاج الكيماوي بنفس الفعالية .
◄ الأكينزيو Akynzeo : تمكن الباحثون بعد الأبحاث المستمرة خلال السنوات السابقة من اكتشاف تركيبة كيميائية جديدة لعلاج الغثيان والقيء بفعالية في جميع مراحل العلاج الكيميائي، وتتمثل هذه التركيبة في عقار “أكينزيو” الذي يحتوي على مادتين فعالتين وهما مادة “البالونوسيترون” التي وافقت عليها الهيئة مسبقا والتي تمنع الغثيان تماما خلال الـ 24 ساعة الأولى من تلقي العلاج الكيميائي، بالإضافة إلى المادة الجديدة وهي مادة “النيتيوبيتانت” التي أظهرت فعالية كبيرة في منع الغثيان والقيء خلال المراحل الحادة والمتأخرة من العلاج الكيميائي، أي في خلال فترة تترواح بين 25 و 120 ساعة من تلقي العلاج .
◄ تجارب الفعالية : قام الباحثون بتنفيذ دراستين تجريبيتين على الدواء الأكينزيو (Akynzeo)، وشملت الدراسات 1720 مريضا يتلقون العلاج الكيميائي في مراحل متعددة. قام الباحثون بتقسيمهم إلى مجموعتين؛ حيث تلقت المجموعة الأولى دواء الأكينزيو (Akynzeo)، وتلقت المجموعة الثانية دواء البالونوسيترون (palonosetron). تم تسجيل النتائج في كل مرحلة من بداية تلقي العلاج حتى المراحل المتأخرة والشاملة للعلاج. كانت النتائج على النحو التالي: في المرحلة الأولى، كما هو متوقع، لم يحتاج أي من المجموعتين لعلاج الغثيان ولم يشعروا بالحاجة إلى الغثيان أو التقيؤ على الإطلاق. في المرحلة الحادة، أظهرت النتائج أن 98.5% من المجموعة التي تلقت دواء الأكينزيو (Akynzeo) لم يحتاجوا لعلاج الغثيان أو كان لديهم أي شعور بالغثيان أو القيء. أما في المرحلة المتأخرة، فكانت النتائج 90.4% لأولئك الذين تلقوا دواء الأكينزيو (Akynzeo). وفي المرحلة الشاملة أو المرحلة النهائية، كانت النسبة 89.6% لأولئك الذين تناولوا دواء الأكينزيو (Akynzeo). أما المجموعة التي تناولت دواء البالونوسيترون (palonosetron)، فأظهرت النتائج في المرحلة الحادة أن 89.7% منهم لم يحتاجوا لعلاج الغثيان أو كان لديهم شعور بالقيء. وفي المرحلة المتأخرة، كانت النتيجة 80.1% من تلك الذين تناولوا دواء البالونوسيترون (palonosetron) لم يشعروا بالغثيان أو القيء. وفي المرحلة الشاملة، كانت النتيجة 76.5%. استنتج الباحثون من هذه النتائج فعالية وقوة دواء الأكينزيو (Akynzeo) خلال مراحل العلاج الكيميائي المختلفة، ووافقت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على استخدامه بشكل رسمي. ومن أهم الآثار الجانبية التي لاحظت خلال التجارب لدواء الأكينزيو (Akynzeo) كان الصداع والضعف وصعوبة الهضم والألم .