الأعشاب الضارة
من المعروف جيدا أن لأي دواء تقليدي بعض الآثار الجانبية، حيث يتم وصف هذه الآثار الجانبية والإبلاغ عنها بعد إجراء العديد من التجارب على هذه الأدوية. بالإضافة أيضا إلى الدراسات البحثية حيث يتم دراسة الآثار الجانبية وتقييمها بعد تسويق الدواء. وهكذا يتوفر معلومات حول مكونات الدواء والتفاعلات والاستخدام في فترة الحمل وأثناء الرضاعة الطبيعية ولمرضى الأطفال، وتوضح المراجع القياسية للأطباء الذين يعالجون المرضى الجرعات المحددة وحدودها. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تخضع الأدوية لمعايير صارمة لمراقبة الجودة، حيث يجب أن تحتوي هذه الأدوية على كميات ونسب محددة من المواد .
استخدام الأعشاب كعلاجات
على العكس من الأدوية التقليدية، نجد أن العلاجات غير التقليدية، مثل الأعشاب، ليست لديها أساس علمي قوي أو غالبا غير موجود، مما يجعل الأطباء غير قادرين على توجيه مرضاهم بشكل صحيح بخصوص الاستخدام السليم أو السمية المحتملة لهذه الأعشاب، وبالتالي تحديد الضرر الناتج عن استخدامها. ولكن المشكلة هنا هي عدم وجود مراجع قياسية وعدم تحليل معظم تركيبات الأعشاب لمعرفة الضرر الناتج عنها، وبالتالي يمكن أن تشكل أي جرعة من هذه الأعشاب تهديدا كبيرا على الصحة العامة للإنسان .
بالإضافة إلى ذلك، حتى إذا كان هناك عشب معين له تأثير ضار أو سمية معروفة، قد يتجاهل المصنع تحذير المستهلكين، حيث لا يطلب من الشركات المصنعة تنبيه المستهلكين إلى المخاطر المعروفة المتعلقة بتلك الأعشاب الضارة، وذلك بسبب عدم تخضع تلك الأعشاب أو المكملات الغذائية المصنوعة منها للعقوبات أو التنظيم أو الرقابة من قبل أي وكالة أو هيئة .
أضرار الأدوية العشبية
أظهرت العديد من الدراسات والأبحاث العلمية أن بعض الأعشابالتي يتم استخدامها كأدوية يمكن أن تسبب العديد من الأمراض، مثل الفشل الكلوي وتلف الكبد، لدى بعض المستهلكين، لأن هذه الأعشاب تحتوي على مواد كيميائية سامة أو معادن ثقيلة، أو تتفاعل بشكل ضار مع أدوية أخرى .
لقد توصلت الدراسات العلمية إلى ضرورة إجراء العديد من الأبحاث والاختبارات على العديد من الأعشاب التي تحمل أضرارا جسيمة قبل استخدامها كأدوية علاجية. ولذلك، يجب أن يتم تنفيذ اختبارات مستقلة للأدوية العشبية قبل طرحها في السوق. أشارت الدراسات أيضا إلى ضرورة اتخاذ إجراءات قانونية عندما تكون المنتجات العشبية غير مطابقة للوائح. بالإضافة إلى ذلك، يجب مراقبة منتجات الأعشاب بناء على الأضرار الجسيمة التي قد تحملها. على سبيل المثال، اكتشف الباحثون أن بعض الأعشاب الضارة تشكل خطرا على فعالية علاج السرطان. وبالتالي، يجب على الحكومات اتخاذ إجراءات لتنظيم استخدام الأعشاب كأدوية، بما في ذلك المنتجات التكميلية والبديلة. وينبغي أيضا فرض عقوبات أشد على الشركات المصنعة التي تقدم ادعاءات مضللة أو كاذبة .
إن عدم وجود مراقبة منهجية على الأعشاب الضارة يعني وجود ردود فعل سلبية خطيرة مثل الفشل الكلوي وتلف الكبد الناجم عن بعض أنواع النباتات العشبية ، بالإضافة إلى ذلك تشير الدراسات أن العديد من مستخدمي الأدوية العشبية لا يخبرون طبيبهم أنهم يتناولون المواد لانهم يعتقدون انها طبيعية وبالتالي فهي ليست ضارة .
لكن الحقيقة أن هذه الأعشاب يمكن أن تكون مصدرًا للسموم القوية جدًا ، وفي الواقع فإن العديد من الأشياء التي نستخدمها كأدوية مشتقة من نباتات سامة وضارة على البشر وأيضاً قد تسبب ضرراً للكثير من الحيوانات ، ,اشارت الأبحاث أنه يمكننا استخدام هذه الأعشاب الضارة بتركيزات منخفضة جداً من أجل الحصول على تأثيرات طبية مفيدة وتجنب الأضرار الناتجة عن استخدامها حيث يعتقد بعض الناس أنه نظرًا لأن الأدوية العشبية مستمدة من المنتجات الطبيعية فهي ليست أدوية لكنها كذلك ولديها القدرة على التسبب في ضرر أو التفاعل بشكل ضار مع الأدوية الموصوفة .
علاجات عشبية خطيرة
إن الأعشاب بحاجة إلى سجل مثبت من السلامة لإدارة الأغذية والأدوية للموافقة على استخدامها ، ولكن بالنسبة للأعشاب التقليدية فإن استخدامها على مدى آلاف السنين يكفي لاعتبارها آمنة ، وعلى النقيض نجد أن المكونات العشبية الغذائية الجديدة تتطلب عرضًا أكثر قوة للبيانات لإثبات سلامتها ، وعلى الرغم من وجود المسؤولية على الإدارات والمنظمات الصحية إلا أن معظم مسؤولية السلامة على عاتق الشركات المصنعة للأدوية العشبية وأيضاً على الأفراد لكي يتجنبوا استخدام أي أعشاب دون التعرف على الأضرار الصحية المرتبطة بها .
المشكلة الكبيرة هي أن بعض الأعشاب تتفاعل مع الوصفات الطبية والأدوية التي لا تتطلب وصفة طبية. فعلى الرغم من أن الأعشاب يمكن أن تحسن الصحة بشكل كبير، إلا أن بعض التركيبات يمكن أن تسبب آثارا جانبية ضارة. وعلى سبيل المثال، وجد باحثون أن حوالي 5% من الأشخاص الذين يتناولون مكملات غذائية مصنوعة من الأعشاب التي تستخدم تقليديا لزيادة الدافع الجنسي وتعزيز وظيفة المناعة ومساعدة الدورة الشهرية يعانون من آثار جانبية خطيرة مثل سرطان الكلى والكبد والمثانة. وبالتالي، يتحمل الشركات المصنعة للمكملات المصنوعة من الأعشاب الضارة مسؤولية الإبلاغ عن الآثار الجانبية السلبية لهذه الأعشاب وما يمكن أن تسببه من أمراض صحية خطيرة .
عشبة الكافا
عند دراسة تاريخ استخدام هذه العشبة نجد أنه تم استخدم هذه العشبة لخصائصها المنومة والمهدئة لعدة قرون ، حيث أدرك العالم الغربي قدرة العشب على تخفيف التوتر والقلق والأرق في التسعينيات ، كما أوصت دراسة نشرت عام 2007 في طبيب الأسرة الأمريكية باستخدام الكافا على المدى القصير لاضطرابات القلق المعتدلة .
لكن استخدام هذه العشبة قد صاحبه المخاطر صحية لأنه مع زيادة تناول هذا العشب كمشروب نجد أنه زادت التقارير عن تلف الكبد وهو ما يكفي يفسر حظر عدد كبير من الدول الأوروبية استخدام هذه الأعشاب نظراً لما لها من أضرار صحية كبيرة ، ولكن المشكلة ليست بالضرورة الأعشاب نفسها ، بل تكمن المشكلة في كيفية استخدامها .
مستخلص الشاي الأخضر
الشاي الأخضر هو واحد من أفضل الأعشاب للصحة، حيث تساعد مضادات الأكسدة الموجودة في الشاي الأخضر على تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والسمنة والسكري والسرطان، بالإضافة إلى أمراض أخرى، حيث ارتفعت شعبية مستخلص الشاي الأخضر في مكملات فقدان الوزن بشكل كبير في السنوات القليلة الماضية .
على الرغم من فوائد الشاي الأخضر، إلا أن استخدامه يحمل عددا من المخاطر الصحية، حيث حذرت الكلية الأمريكية لأمراض الجهاز الهضمي في عام 2014 من أن تناول جرعات عالية من المكملات التي تحتوي على العشبة المستخرجة من الشاي الأخضر يمكن أن يسبب سمية الكبد، كما يمكن أن تتفاعل العشبة مع بعض الأدوية مثل المضادات الحيوية ومضادات الاكتئاب التي تحتوي على الكافيين الطبيعي .
عشبة خاتم الذهب
يتم استخراج هذا الجذر للاستفادة من خصائصه المضادة للالتهابات لتخفيف المشاكل مثل الإمساك، وخصائصه المضادة للميكروبات لمنع نزلات البرد وأمراض الجهاز التنفسي العلوي. ومع ذلك، يحمل الجذر العديد من المخاطر الصحية، حيث أنه، على الرغم من كونه فعالا في مكافحة العدوى، فإنه يقلل أيضا من نشاط إنزيمين رئيسيين يساعدان في التخلص من السموم والأدوية في جسمك. بالإضافة إلى ذلك، تحذر الدراسات من أن استخدام جذر خاتم الذهب قد يؤثر على ضغط الدم ويزيد من خطر النزيف عند تناول أدوية مضادة للتجلط .