الأعذار الشرعية التي تبيح الفطر في رمضان
حكم صيام رمضان
صوم شهر رمضان فرض الله سبحانه وتعالى على المكلفين، وهو ركن من أركان الإسلام الخمس، وفريضة واجبة على كل مسلم.
في كتابه العزيز، قال الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا، كتب عليكم الصيام كما كتب على الأمم السابقة من قبلكم، لعلكم تتقون)، وهذا صدق الله العظيم.
قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريض أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم لعلكم تشكرون) صدق الله العظيم.
الأعذار الشرعية للفطر في رمضان
المرض
- المرض البسيط هو نوع من الأمراض التي لا تسبب أي مشقة للصائم، مثل الصداع ومرض السكري، ويمكن السيطرة عليه بسهولة، بالإضافة إلى حالات الحمى. وبالرغم من ذلك، أشار ابن سيرين إلى أن المرض بشكل عام يعد سببا مشروعا للإفطار في رمضان.
- المرض الذي يعد من الأمراض التي يباح فيها الفطر للشخص الصائم يطلق عليه اسم المرض الذي له رخصة، وهذا الأمر يعني أن صاحبه يحصل على رخصة للإفطار في شهر رمضان، حيث يؤدي الصيام في هذه الحالة إلى زيادة المرض على صاحبه، ومن المحتمل أن يؤدي هذا الأمر إلى هلاكه. ففي هذه الحالات، يباح الإفطار في شهر رمضان المبارك، وذكر بعض العلماء في الإسلام أنه مكروه الصيام في هذه الحالات، وذلك لأن الدين يسر وليس دينا صعبا.
- النوع الثالث من الأمراض المعروف باسم المرض الموجب للفطر، وهو المرض الذي يمنع المسلم من الصيام، حيث يمكن أن يؤدي الصيام إلى الموت لدى المريض المصاب بهذا المرض. يتم تحديد ضرورة الصيام أو الإفطار للمريض في هذه الحالة من قبل الاستشارات الطبية التي يقدمها الطبيب المختص. في هذه الحالة، يجب على المريض أن يفطر بدلا من الصيام بسبب خطورة المرض عليه. وقد أمر الله سبحانه وتعالى بحفظ النفس، وذكر في القرآن الكريم `ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما`، وأيضا قال `ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة`.
عذر السفر
توجد شروط متعلقة بسفر رمضان المبارك تجيز الإفطار. ومن بين هذه الشروط أن يكون المسافر قد قطع مسافة لا تقل عن 81 كيلومترا، وتلك هي المسافة التي يسمح فيها بقصر الصلاة. يجب على الشخص أن يكون مستعدا للسفر قبل طلوع الفجر. وأضاف بعض العلماء المعروفين باسم الشافعية شرطا آخر، وهو أن يكون الشخص غير مسافر دائم، حيث لا يجوز له الإفطار إلا إذا كان هناك صعوبة في الصيام.
عذر الحيض والنفاس
حرم الله على المرأة الصيام خلال فترة الحيض والنفاس، ويسمح لهن بالإفطار في شهر رمضان المبارك. والحكمة وراء السماح للنساء بالإفطار في حالات الحيض والنفاس تعود إلى حالات الضعف الشديد التي يمرون بها، مثل حالة المريض الذي يسمح له بالإفطار في رمضان.
لا يحق للمرأة الصائمة أن تنوي الصيام أثناء فترة الحيض، إلا إذا تحققت من طهارتها قبل الفجر، وعليها أن تصوم حتى ولو تأخرت عملية الغسل. وفي حالة تحقق الطهارة بعد الفجر، فلا يحق لها الصيام. كما لا يحق لأي امرأة أن تصوم إذا بدأت فترة الحيض قبل غروب الشمس.
الأشخاص كبار السن
أشار العلماء إلى أن تقدم السن يعتبر سببًا شرعيًا يجيز الإفطار في شهر رمضان المبارك، واتفق العلماء على جواز الإفطار لكبار السن الذين يعانون من العجز والصعوبة في الصيام، وخوفًا على صحتهم وحياتهم.
عذر الحمل والرضاعة
نشر أهل العلم إباحة الفطر خلال شهر رمضان المبارك للمرأة الحامل أو المرأة التي ترضع طفلها، وذلك بسبب الخوف الشديد من وقوع الضرر على المرأة الحامل وعلى جنينها أو طفلها المرضع.
ولكن في حالة عدم وجود الضرر عليها وعلى جنينها أو على طفلها الرضيع فيجب عليها الصيام، وذلك في حالة أن اللبن الذي يتناوله المرضع يكون كافي له ولا يوجد على الأم أثناء فترة الرضاعة طيلة اليوم أي نوع من أنواع المشقة، أو كان الطفل الرضيع يتغذي على اللبن من النوع المعروف باسم اللبن الصناعي أو البودرة، فيكون في هذه الحالة ليس لها الفطر ويتوجب عليها الصيام خلال شهر رمضان المبارك، وذلك لأن الفطر يعد رخصة عند الحاجة أليه أو حاجة الطفل الرضيع أو الجنين داخلها إليه، فإذا كان لا يوجد هناك الحاجة إلى فعل ذلك فلا يجب على المرأة أن تقوم بالإفطار خلال الشهر المبارك الذي يعد صيامه ركن من أركان الإسلام الخمس وصيامه فريضة من الفرائض، والإفطار دون أعذار شرعية خلال هذا الشهر الكريم يعد كبيرة من الكبائر ومعصية لله سبحانه وتعالى في أمره.
إذا قامت المرأة الحامل بالإفطار خلال شهر رمضان، فيجب عليها صيام الأيام التي أفطرتها فيما بعد، وليس هناك مانع من تأخير القضاء، ولكن إذا توفرت الظروف يجب عليها القضاء بأسرع وقت ممكن.
فدية الافطار في رمضان
يجب على كبار السن والمرضى الذين يعانون من الأمراض المزمنة دفع الفدية ويجوز لهم الإفطار في رمضان، وعلى كل يوم يقومون فيه بالإفطار أو إطعام مسكين في شهر رمضان المبارك دفع الفدية.
حكم من أفطر في شهر رمضان عمدًا
إذا قام شخص ما بالإفطار في شهر رمضان المبارك دون وجود عذر شرعي، فإن ذلك يُعد معصية لله سبحانه وتعالى، ويترتب على هذا الفعل إثمًا كبيرًا من الكبائر، ويتوجب عليه التوبة الصادقة التي تُسمى التوبة النصوح.
في حالة كان الإفطار ناتجًا عن سبب غير الجماع، يجب عليه أن يصوم الأيام التي أفطر فيها.
القول الأولي في المسألة التي تخص الإفطار دون أعذار شرعية تبيح الفطر في شهر رمضان المبارك على لسان كل من الحنابلة و العلماء المعروفة باسم الشافعية بعدم الوجوب بالكفارة على من قام بالإفطار بشكل مقصود غير سبب الجماع، وذلك بسبب عدم صحة قياس تلك الكفارة على الكفارة التي تنتمي إلى حالة حدوث الجماع.
قالت الحنفية بأن الكفارة واجبة على الأشخاص الذين يفطرون بشكل مقصود في رمضان دون وجود عذر شرعي، ولكن في حالة عدم تحقق شهوة البطن، مثل تناول الشخص حجارة، فلا يلزمه الكفارة بسبب عدم تحقيق شهوة البطن