الرياضة

الأسطورة العربية محمد أبو تريكة

تعد ظواهر الكرة العربية متنوعة، بعضها يتجلى في الأندية والبعض الآخر في المدربين أو اللاعبين. كل ظاهرة من هذه الظواهر تمثل حدثا هاما سيرسخ في ذاكرة التاريخ في يوم من الأيام. كلمة “ظاهرة” تشير إلى شيء فريد ومميز، على سبيل المثال، فريق كرة قدم حقق موسما رائعا وفاز بجميع البطولات التي شارك فيها، أو مدرب أثر بشكل كبير على تطور فريقه ورفع مكانته إلى مستوى أفضل، أو لاعب صنع الفارق مع جميع الفرق التي لعب معها وأثر بشكل قوي مع منتخب بلاده. الظواهر في عالمنا العربي متعددة، ومن الممكن أن نكتب عن كل ظاهرة فريدة من نوعها في مقالات عديدة، لأنها بالتأكيد تستحق ذلك. من يمكن أن ينسى المدرب الرياضي كال رولس ألبرتو الذي ساهم في تطور كرة القدم السعودية وقادها للتأهل لكأس العالم 1994؟ ومن يمكن أن ينسى محمود الخطيب، لاعب الأهلي المصري؟ ومن يمكن أن ينسى مانويل جوزيه، المدرب الذي قاد النادي الأهلي المصري وحقق معه 22 بطولة؟ هناك العديد والعديد من الأسماء المشهورة على المستوى المحلي والدولي. وبالطبع، من يمكن أن ينسى صاحب هذا المقال، اللاعب العربي المصري المعتزل محمد أبو تريكة، الذي يحظى بشعبية كبيرة في العالم العربي والأفريقي. إنه أحد أعظم الرياضيين العرب من الناحية الفنية والأخلاقية. يعتبر محمد أبو تريكة أسطورة في كرة القدم، سواء في النادي الأهلي أو المنتخب المصري، وقد حقق العديد من الإنجازات والنجاحات على مستويات مختلفة. محمد أبو تريكة هو بطل مقالنا اليوم، وسنستعرض أهم إنجازات هذا اللاعب العظيم .

محمد أبو تريكة وكيف برز كأفضل الرياضيين العرب :

أبو تريكة ولد في قرية نهايا بالجيزة عام 1978 وفي البداية كان يعمل في فترات الصيف مع والده في مجال البناء. والده كان عاملا بسيطا، ولكن عندما كان يعمل في إجازة الصيف، كان يستغل أوقات فراغه في لعب كرة القدم مع أصدقائه في شوارع ناهيا. عندما كان عمره اثنتا عشرة سنة، سمع أبو تريكة من أحد أصدقائه عن اختبارات تجرى في نادي الترسانة. قرر الانضمام إليها، وعندما رأوه المسؤولون لأول مرة، عملوا على ضمه للفريق بناء على مهاراته الكروية العالية التي تدل على أنه سيكون لاعبا كبيرا. في نادي الترسانة، كان أبو تريكة مميزا بين زملائه وكان يعتمد عليه دائما في فرق الناشئين الأكبر سنا. تم تصعيده للعب في الفريق الأول في سن مبكرة، وكان لاعبا مميزا للفريق، وكان يعتبر كأنه ورقة رابحة للفريق. استمر أبو تريكة في اللعب مع الفريق الذي كان يلعب في دوري الدرجة الثانية المصري حتى عام 2000، حيث تم تأهيله مع الفريق للعب في الدوري المصري الممتاز بعدما كان هدافا في دوري الدرجة الثانية. لفت أبو تريكة الأنظار في الدوري الممتاز ولعب دورا كبيرا في بقاء الفريق في الدوري لمدة موسمين متتاليين بعد أن كان يكافح للبقاء فيه. في فترة الانتقالات الشتوية في عام 2004، قدم النادي الأهلي المصري عرضا بقيمة 450 ألف جنيه مصري لنادي الترسانة، ووافق اللاعب والنادي على العرض .

مع النادي الأهلي، كانت المحطة الأبرز في تاريخ اللاعب، حيث بدأ الجمهور المصري في التعرف عليه وكان اللاعب الأول في تشكيلة الفريق، وتم تشكيل فريق بقيادة المدرب البرتغالي مانويل جوزية، وشكل ثنائيا ناجحا مع اللاعب محمد بركات وحقق مع النادي العديد من الإنجازات التي سنوضحها. فاز أبو تريكة مع النادي بلقب الدوري المصري سبع مرات، بدءا من عام ٢٠٠٥ وحتى عام ٢٠١١، وحقق كأس مصر مرتين، وفاز بلقب السوبر المصري ست مرات، بالإضافة إلى البطولات الأفريقية التي حققها، حيث فاز بدوري أبطال أفريقيا خمس مرات مع النادي الأهلي، وفاز بلقب السوبر الأفريقي أربع مرات، وشارك في كأس العالم للأندية ثلاث مرات، وحقق المركز الثالث في عام ٢٠٠٦ وأصبح هداف البطولة بتسجيله ثلاثة أهداف .

في عام 2012، قام أبو تريكة بتجربة احترافية في نادي بني ياس الإماراتي. حدث ذلك بعد توقف النشاط الكروي في مصر بعد أحداث مباراة بورسعيد التي أسفرت عن وفاة 72 مشجعا. قرر أبو تريكة مؤقتا الابتعاد عن الأجواء المتوترة، ولذلك قدم نادي بني ياس الإماراتي عرضا للإعارة لمدة ستة أشهر. وافق النادي على هذا العرض بعد رفض فكرة البيع النهائي. قضى تريكة ستة أشهر مع الفريق الإماراتي، خاض خلالها 12 مباراة وسجل أربعة أهداف، بما فيها أهداف حاسمة في كأس الخليج التي فاز بها الفريق. سجل هدفا في المباراة النهائية وصنع هدفا، وفاز الفريق بثلاثة أهداف على فريق لوخيا القطري. بعد انتهاء فترة الإعارة مع الفريق بعد بطولة كأس العالم للأندية عام 2013، أعلن اللاعب اعتزاله بشكل نهائي .

على مستوى المنتخب المصري أنضم أبو تريكة للمنتخب عام 2004 وكانت أول مباراة له أمام منتخب ترنداد وتوباجو ، أبو تريكة كان من العناصر المؤثرة في المنتخب فقد كان من أهم أسباب فوز المنتخب المصري بكأس الأمم الأفريقية عام 2006 وعام 2008 والذي سجل بها أهم الأهداف وهو هدف البطولة في المباراة النهائية أمام منتخب الكاميرون ، كما كان لأبو تريكة دور كبير في المنافسة على الصعود على كأس العالم من خلال المباراة الفاصلة التي جمعت المنتخب المصري والجزائري في أم دورمان بالسودان والتي أستطاع بها الفوز المنتخب الجزائري والتأهل للمونديال ، كما وصل أيضا للمرحلة النهائية مع المنتخب في التصفيات التالية في كأس العالم 2014 ولكن لم يستطيع أيضا المنتخب المصري الفوز على المنتخب الغاني وخرج من التصفيات والتي جاء بعدها أعلان اللاعب الأعتزال الدولي لكرة القدم ، فمحمد أبو تريكة مثال للرياضي المشرف والذي يتمنى كثير من أطفالنا وشبابنا العربي أن يكونوا على نفس المستوى الأخلاقي والفني .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى