الخليج العربيعمان

الأسس والمنطلقات الثابتة للسياسة الخارجية العمانية

عادةً ما تتسم السياسة الخارجية العمانية لسلطنة عمان بالوضوح ، و الصراحة ، و الشفافية في التعامل ، و لذك يكون مع مختلف القضايا الخليجية ، و العربية بالعلاوة إلى القضايا الدولية ، و ذلك يرجع في الأصل إلى تلك الأسس ، و المنطقات الثابتة التي تقوم على الرؤية العمانية للسياسية الخارجية ككل .

منذ بداية النهضة العمانية الحديثة تحت قيادة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد، وبعد مرور سبعة وأربعين عاما تقريبا، دخلت السلطنة مرحلة جديدة ومجيدة في تاريخها. ترتكز هذه المرحلة بشكل رئيسي على رؤية استراتيجية شاملة ومتكاملة لبناء مستقبل واعد وزاهر للسلطنة في جميع المجالات وعلى جميع المستويات، سواء على الصعيد الداخلي أو في علاقات السلطنة الخارجية مع الدول والشعوب الشقيقة والصديقة في المنطقة .

وعلى امتداد العالم من حولها، ولأن سلطنة عمان هي في الأساس دولة ضاربة بجذورها في عمق التاريخ فقد لعبت دورا حيويا بل وحضاريا شديد التأثير في فترات التاريخ المتتالية، وذلك بالإضافة إلى الرؤية السامية لجلالة السلطان قابوس في عصرها الحديث، والتي تفاعلت فيها العديد من العوامل مثل الخبرة الثرية للتاريخ العماني .

بالإضافة إلى الموقع الاستراتيجي للسلطنة، تسعى السلطنة لبناء دولة عصرية تحظى بالسلام والأمن والاستقرار الداخلي، بهدف تحسين حياة المواطن العماني. كما تتطلع السلطنة باستمرار إلى نشر السلام والأمن والاستقرار في منطقة الخليج وعلى المستويات الإقليمية والدولية، بهدف أن تنعم جميع شعوب المنطقة ودولها بالسلام والاستقرار والرخاء .

الأسس والمنطلقات الثابتة للسياسة الخارجية العمانية :- – تم وضع القيادة السياسية العمانية المبادئ الأساسية والأسس التي تستند إليها السياسة الخارجية العمانية، ويرجع ذلك إلى قدرتها على فهم الأحداث والتطورات الإقليمية الكبيرة، وتداخل المصالح في هذه المنطقة الحيوية والمهمة في العالم. تم وضع هذه المبادئ والأسس على جميع المستويات، سواء الداخلية أو الخارجية .

أو فيما يخص علاقات السلطنة مع الأشقاء أو الأصدقاء على قاعدة صلبة ، و هي العمل من أجل تحقيق السلام ، و الأمن ، و الاستقرار انطلاقاً من أن السلام ، و الأمن ، و الاستقرار هي ضرورات لا غنى عنها للبناء ، و الرخاء ، و التنمية ، و في نفس التوقيت الذي تم فيه بناء ركائز دولة عمانية تقوم في الأساس على حشد كل طاقات الشعب العماني بل على المشاركة الواسعة ، و الكبيرة الدرجة لأبناء الوطن في صياغة ، و بناء التنمية الوطنية مع السير قدماً لتحقيق الأهداف ، و الأولويات الوطنية ، و ذلك وفق خطط ، و برامج التنمية المخطط لها في مختلف المجالات .

و لهذا كان السعي الدئوب ، و الكبير من جانب السلطنة في تحقيق الأمن ، و الاستقرار في منطقة الخليج بل ، و المنطقة العربية ككل بل ، و على مستوى العالم ، و كانت من نتائج تلك الأسس ، و المنطلقات الثابتة للسياسة العمانية أن تحظى الدبلوماسية العمانية بثقة الجميع ، و تقديرهم بل ، و أن تكون السلطنة طرفاً فاعلاً ، و مؤثراً في كل الجهود الطيبة ، و التي تسعى إلى حل المشاكل سواء الخليجية أو الإقليمية.

وأن تكون السلطنة مقصدا للعديد من قيادات المنطقة، والعالم بهدف التشاور، وتبادل الرأي هذا مع عمل السلطنة على حل كل المنازعات بالطرق السلمية مع التأكيد على الأخذ بسبل الحوار الإيجابي، ورفض كل أشكال الاستقطاب أو السيطرة على المستوى الإقليمي أو الدولي، إذا لم تكن السنوات الأخيرة الماضية، وحتى الآن، إلا انعكاسا لهذه المبادئ، والأسس الثابتة لها، مع التأكيد من جانب السلطنة على أنها دولة مستقلة وذات سيادة، تعمل على صياغة وإدارة علاقاتها ومواقفها الخارجية بما يحقق مصالحها الوطنية، دون الإضرار بمصالح الدول الأخرى، وبعيدا عن أي ضغوط أو تأثيرات خارجية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى