تمتاز اللغة العربية بنغماتها الجميلة والتي تعد فن الخطاب، وتعتمد على القدرة على إقناع المستمع والتأثير فيه من خلال استخدام الكلمات والأسلوب الذي يستخدمه المتحدث، ويتمثل ذلك في إيصال معنى الخطاب بشكل كامل إلى المتلقي، سواء كان الخطاب مسموعا أو مقروءا، ولهذا وصف ابن الأثير وظيفة اللغة العربية بأنها تستخدم الأفكار المليحة الرائعة والمعاني الرقيقة الدقيقة لاستدراج الخصم إلى الإقرار بالحق والتسليم له، وتستخدم اللغة العربية أسلوبين أساسيين هما: الأسلوب الخبري والأسلوب الإنشائي، والأسلوب الخبري هو أسلوب يمكن أن يكون صادقا أو كاذبا، باستثناء ما جاء في القرآن والحديث والحقائق العلمية، وما هو الأسلوب الثاني.
أنواع الأساليب الإنشائية
الأسلوب الإنشائي يشير إلى الكلام الذي يمكن تحديد صحته أو كذبه بسهولة، وينقسم الأسلوب الإنشائي إلى جملتين، الأولى هي الجملة الطلبية التي يطلب فيها المتحدث من المخاطب تنفيذ أو عدم تنفيذ أمر ما، والثانية هي الجملة غير الطلبية التي لا يطلب فيها المتحدث شيئًا من المخاطب.
يتميز الأسلوب الإنشائي الطلبي بطلبه ما لم يتم الحصول عليه بعد وفي وقت الطلب، وعادة ما يأتي بخمسة أوجه.
1 – الأمر، وفيه دائما ما يطلب المتحدث من المخاطب أن يقوم بفعل، ويتعين عليه الإلتزام والتكليف به، ويأتي الأمر بأربع صيغ مختلفة
2- فعل الأمر، كقولك: اكتب، اشرب، تعلم.
يستخدم اللام المكسورة في صيغة الفعل المضارع للأمر، مثلما تقول “ليلعب”، “ليذهب”، “ليغضب”، “ولتكن”، “ليقضوا.
يُعد المصدر الذي ينوب عن فعل الأمر، ويؤدي معناه، ولا يجتمع مع فعله كقولك `وقوفاً، ثباتاً، انقضاضاً`، من بين الأمور التي يجب معرفتها في اللغة العربية.
5- فعل الأمر كما جاء في القرآن “هيهات هيهات لما توعدون”، “وقالت هيت ل.
النَّهي هو طلب المتحدث من المخاطب التوقف عن القيام بأمر ما، ويتم تشكيل أسلوب النَّهي من خلال فعل مضارع مسبوق بـ (لا) النَّاهية، مثل قول: لا تتأخر عن موعد، لا تقول كذبًا، لا تدعم الظالم.
7- الاستفهام، يتم تعريف الاستفهام كطلب لمعرفة شيء مجهول للسائل، أو لم يتم معرفته به سابقا، وذلك من خلال استخدام أدوات الاستفهام، مثل الهمزة وهل، والتي توضح معنى الجملة وتشمل الكلمات التالية: كيف، هل، كم، متى، أنى، من، ما، أيان، أين، أي، كقولك، ما عملك، أين تعيش، هل والدك مهندس أم طبيب.
النداء هو طلب شخص واستدعائه للحضور، ويتم استخدام حروف النداء بدلا من الفعل وتعني “أنادي” أو “أدعو”، وتختلف حروف النداء باختلاف مكان المنادى، فإذا كان المنادى قريبا يتم استخدام الهمزة أو أي، وإذا كان المنادى بعيدا يتم استخدام إحدى الحروف التالية: يا، أيا، هيا، أو وا.
يتمثل أسلوب التمني في الرغبة الإيجابية في حدوث شيء معين، مثل الرغبة في حصول محبة شخص ما أو زيارة شخص، ويتضمن ذلك استخدام عبارات مثل `ليت`، `لعل`، و`عسى`. وقد يتم استخدام هذا الأسلوب فيما لا يمكن تحقيقه بسبب عدم إمكانية حدوثه أو بعد المنال.
الأسلوب الإنشائي غير المطلوب، وهو ما لا يتطلب طلبا محددا، بمعنى أن الطلب غير مرتبط بالطلب، وهناك خمسة أنواع لهذا الأسلوب وهي: المدح والذم، القسم، التعجب، الرجاء، صيغ العقود.
التعجب هو أسلوب يدل على الاستغراب والانفعال النفسي عندما يشعر الشخص بأمر لا يعرف سببه، وله صيغتان، الأولى هي التعجب السماعي الذي لا يتبع قاعدة ولا وزنًا، مثل “ولله درك” و”يا لك من رجل”، والصيغة الثانية هي “تبارك الله.
12- والقياسي وله صيغتين ما أفعله، وأفعل به، كقولك: ما أجمل هذا الثوب، وما أحسنه على، وما أحسنه بعلي.
13- المدح والذم، أساليب للتعبير عن الإعجاب بشيء ما أو الاستهجان منه، ونستخدم أسلوب المدح عندما نرغب في تقديم الثناء على شيء يستحق ذلك، ونستخدم كلمات مثل “نعم” و”حبذا”، أما أسلوب الذم فنستخدمه عندما نرغب في التشكيك في شيء يستحق الذم والانتقاد، ونستخدم كلمات مثل “بئس” و”لا حبذ.
القسم هو أسلوب يدل على اليمين والحلف بمعظم، ويهدف إلى تأكيد شيء لدى السامع بهدف إزالة أي شك عنده.
الرجاء هو أسلوب يشير إلى احتمالية حدوث شيء ما، بسبب وجود احتمالية لحدوثه، ولا يعتبر بعيد المنال، ويستخدم كلمة الرجاء للتعبير عن الأمل أو الرغبة في حدوث شيء ما.