الانسانتنمية بشرية

الآثار السامة للحديث الذاتي السلبي

ما هي أحاديث الذات السلبية

يمكن أن يأخذ الحديث الذاتي السلبي شكل عديد من الصور، فقد يكون في صورة جمل متكررة مثل “أنا لست جيدا في هذا الأمر، لذلك يجب أن أتجنب السعي لذلك من أجل سلامتي النفسية”، أو يمكن أن يظهر للبعض في صورة لوم “لا يمكنني فعل أي شيء بشكل صحيح، فلا داعي للمحاولة”، أو يمكن أن يتحدث الشخص بشكل واقعي عن الموقف المحدد مثل “حصلت على درجة غير جيدة في هذا الاختبار، أعتقد أنني لن أنجح فيه بأي حال”، أو يمكن أن يتحدث بشكل تخيلي يقوم على الخوف “لن أستطيع الذهاب إلى كلية جيدة.

قد تصبح العبارات الناقدة الداخلية شبيهة إلى حد كبير بكلام والدك أو صديقك الناقد في الماضي، وعادة ما تكون هذه العبارات مبالغ فيها ومليئة باللوم وما شابه ذلك. في الحقيقة، الحديث السلبي عن الذات هو أي حوار داخلي للشخص مع نفسه يقلل من قدرته على الثقة بنفسه وقدراته، ويعوق تحقيق ما يطمح إليه. إنه أيضا أي فكرة تحد من قدرته على إحداث تغييرات إيجابية في حياته أو تقليل ثقته بنفسه في القيام بذلك، لذلك فإن الحديث السلبي عن الذات ليس مجرد شاق، بل يعوق تحقيق النجاح.

ما هي الآثار السامة للحديث الذاتي السلبي

  • يؤدي التحدث السلبي عن الذات إلى تقييد تفكير الإنسان، مما يمنع العقل من الانفتاح والتفكير الإيجابي، ويحد من القدرة على فهم الممارسات الجديدة واتخاذ القرارات الهادفة.
  • يدفع الحديث الذاتي السلبي إلى الاعتقد الخاطئ بالوصول للكمال وهو أمر غير ممكن، عندما ينتقد الشخص ذاته، تميل إلى الشعور بأنه إذا أصبح مثالي في كل الأمور فلن يصل للتكفير السلبي، لكن الكمال غير ممكن حقاً، يمكن السير قدمًا في التفكير في الأفضل فيما يمكن القيام به ولكن السعي للكمال إدمان خطير.
  • يجعل الحديث السلبي مع الذات الشخص مكتئبا، وتعتبر مشاعر الاكتئاب رحلة إلى حياة أسوأ، حيث تدفع أفكارك إلى اتخاذ خطوات خاطئة لا يمكن تصحيحها فيما بعد.
  • تزداد التحديات في العلاقات عندما يكثر الحديث الذاتي السلبي وعدم الثقة بالنفس يمنع الاندماج والثقة بالآخرين، ولا يمكن للفرد أن يحقق توازنا في فهم الآخرين والتأثير على كافة العلاقات الشخصية والمهنية.
  • تؤدي الأثار السامة للحديث الذاتي السلبي إلى العديد من الاضطرابات وقد تحرم الإنسان من حياته الإيجابية. يعرف الجميع أنه في كل مرة يمر بها الإنسان بتجارب كثيرة، إما تحبطنا أو تعطينا دافعا للحياة. ولكن ما يهم هو رغبتنا في أن نظهر أنفسنا بأننا نمتلك روحا قتالية إيجابية لا تنتهي أبدا. فإن أن تكون الخاسر في بعض الأحيان أمر حتمي ويجب أن نقبله برضا. في النهاية، يجب أن نسعى لتحويل الحديث الذاتي السلبي إلى حديث إيجابي تماما عن الذات وإعادة اكتشاف أنفسنا.

كيف أغير تفكيري من سلبي إلى إيجابي

  • لاحظ النقد: للسيطرة على النقد الداخلي، يجب أولا أن نكون على دراية به، وخلال كل لحظة واعية يحدث حوار داخلي مع الذات، والكثير من التفكير يكون تلقائيا ويحدث بسرعة كبيرة قد لا ننتبه إليها قبل الانتقال إلى الفكرة التالية، لذا يتوجب بذل الجهد الواعي للحد منه وإيلاء المزيد من الاهتمام للأفكار مع تواجد النقد، وستوجه العواطف أيضا مع وجود النقد، وتشمل المشاعر السلبية الشك والاحساس بالذنب والعار وانعدام القيمة وهي مؤشرات على النقد الداخلي.
  • افصل النقد عنك: يكون الناقد الداخلي دائما خفيا وغير مدرك في بعض الأوقات، ويظهر بشكل أوضح عندما تخطئ في معرفة أنه جزء من الذات الأصيلة. وعلى الرغم من ذلك، فإن الشخص لا يولد بالناقد الداخلي، إذ أن الناقد هو صوت يدركه الشخص بناء على التأثيرات والتعلم الخارجي، مثل نقد الآخرين أو توقعاتهم أو معاييرهم وما إلى ذلك. وتظهر إحدى طرق الانفصال عن الناقد في التمييز بينه وبين الهوية، والأهم هو أن يفصل الشخص بينهما لتحرير الذات من تأثير الناقد الداخلي.
  • تحدث بإيجابية داخلك: يؤكد الكتاب على أهمية التحدث مع الناقد الداخلي للتخلص من سلطته، وذلك عند إخباره بأنك لا ترغب في سماع ما يقوله، وبذلك ستشعر بالاختيار في هذا الأمر، وعندما يحاول الناقد الداخلي الكلام، يجب عليك أن تخبره بالابتعاد وأنك ترفض سماعه، وأن كل ما يقوله هو كذب، وتخبره بأنك تختار أن ترى الجانب الإيجابي في نفسك.
  • استبدال الناقد: أفضل طريقة للتغلب على الناقد هي أن يكون للشخص حليف أقوى منه، من خلال تنمية صوت داخلي إيجابي يدعم الشخص كصديق. ولتحقيق ذلك، يجب على الشخص ملاحظة مميزاته الجيدة، بغض النظر عما يقوله الناقد الداخلي، وذلك لأن لدى الشخص سمات إيجابية، وعلى الرغم من أن هذا قد يتطلب بعض الجهد لإعادة تدريب الذات على رؤيتها.

التحدث مع النفس بإيجابية

  • حدد مصائد الحديث السلبي عن النفس: قد تزيد بعض الأفكار من الشك الذاتي وتدفع الشخص إلى الحديث السلبي مع نفسه، ويمكن للتحدث إلى النفس بشكل إيجابي وتحديد وقت الحديث الذاتي السلبي أن يساعد على التحضير لمثل هذه الأحداث المزعجة في العمل والتغلب عليها.
  • تحقق من مشاعرك: الوقوف أثناء الأحداث السيئة والأيام السيئة وتقييم الحديث مع النفس ، ومعرفة ما إذا كانت ستصبح سلبية وكيف يمكن تحويلها إلى إيجابية.
  • ابحث عن الفكاهة: يمكن للضحك أن يساعد في تقليل الضغط والتوتر. عندما يحتاج الشخص إلى تعزيز الحديث الذاتي الإيجابي، يجب عليه السعي لإيجاد طرق للضحك، مثل مشاهدة مقاطع فيديو مضحكة عن الحيوانات أو ممثل كوميدي وما إلى ذلك.
  • احط نفسك بأناس إيجابيين: بغض النظر عما إذا كنت تلاحظ ذلك أم لا، فإن نظرات وعواطف الأشخاص حولك يمكن أن تؤثر عليك إيجابا أو سلبا، لذا يجب عليك دائما اختيار الأشخاص الإيجابيين عندما تستطيع ذلك.
  • امنح نفسك تأكيدات إيجابية: في بعض الأحيان، يمكن أن يحفز رؤية الكلمات الإيجابية أو الصور الإيجابية الفكر الإيجابي، لذا قم بنشر تذكيرات إيجابية في مكتبك ومنزلك وأي مكان تجلس فيه لفترة طويلة.

فوائد الحديث الذاتي الإيجابي

يمكن للحديث الذاتي أن يعزز الأداء والرفاهية العامة. على سبيل المثال، تشير الأبحاث إلى أن الحديث الذاتي يمكن أن يساعد الرياضيين على الفوز ويساعد أيضا في تحملهم والشعور بالقوة، مثلما يحدث في مباريات رفع الأثقال الثقيلة. ليس واضحا سبب تأثير الإيجابية على المتفائلين والأفراد الذين يتحدثون بشكل إيجابي إلى أنفسهم. ومع ذلك، تشير الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يمارسون الحديث الإيجابي مع أنفسهم قد يكون لديهم مهارات عقلية تساعدهم على حل المشكلات والتفكير بشكل مختلف، ويتمتعون بكفاءة أكبر في التعامل مع التحديات والضغوط. ويمكن أن يقلل ذلك من آثار التوتر والقلق الضارة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون للحديث الإيجابي عن الذات والنظرة المتفائلة فوائد صحية عديدة، من بينها

  • زيادة الحيوية.
  • المزيد من الرضا عن الحياة.
  • تقوية وظيفة المناعة.
  • الحد من الألم.
  • صحةأفضل للقلب والأوعية الدموية.
  • حصول أفضل للرفاهية جسدية.
  • قلة خطر الموت.
  • ضيق وضغط أقل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى