اكل الحشرات حلال ام حرام .. وماهي فوائدها و اضرارها
ربما يتم تناول الحشرات من قبل الكثير من الشعوب اليوم، خاصة في بعض البلدان الآسيوية، وبعض البلدان الأوروبية يفضلون تناول تلك الأطعمة، وقد لا يعلم الكثيرون منا ما إذا كان من الأفضل تناول الحشرات وهل هي من الأشياء التي حرمها الدين الإسلامي. هناك جدل واضح بين الناس حول تناول الحشرات، فهناك بعض الحشرات التي تشكل خطرا على الصحة العامة وتحرم تناولها، ويعتبرها البعض مفيدة ومن الأفضل تناولها.
حكم تناول الحشرات
في عام 1803، قام علماء الدين الإسلامي بتمييز أنواع الحشرات التي يمكن تناولها، حيث توجد بعض الحشرات التي تحتوي على دم سائل مثل القنفذ والضب والحية والفأر وغيرها، وبعض الحشرات التي لا تحتوي على دم سائل مثل الذباب والبعوض والحلزون والعقرب وغيرها، وأكد الحنفية حرمة تناول تلك الحشرات، نظرا لأنها تعتبر من الخبائث التي ينفر منها المسلم.
على الجانب الآخر، نجد أن المالكية قد أذنوا بتناول الطعام بجميع أنواعه من الحشرات، وخصوصا إذا كانت تلك الحشرات غير ضارة للجسم البشري. ومع ذلك، كان هناك توصية بتناول تلك الأنواع من الحشرات التي لديها دم بارد، ويتم طهيها بقطع الأجنحة والأرجل. وفي حالة عدم وجود سائل دم، يتم تناولها دون قطع، مثل الجراد. وعند تناولها، من الأفضل أن يتم التسمية وأن تكون النية حاضرة.
بالنسبة للشافعية، فإن تناول الحشرات بمختلف الأنواع قد أباح إذا كانت تلك الحشرات غير خبيثة، وقد تمت إباحة تناول الضب، ومع ذلك، قد خالف الحنابلة الشافعية في هذا الأمر وتناولوا الكثير من الحشرات، بما في ذلك أبناء العرس والقنافذ، والتي تعتبر من المحرمات الصعبة تناولها. كما أباح تناول الكثير من الحشرات الأخرى، بما في ذلك الوبر واليربوع.
حكم تناول لحم الحلزون
قام العلماء بتقسيم الحشرات إلى قسمين وهي حشرات ذات الدم السائل وحشرات بدون دم سائل ومن أشهر الحشرات التي تندرج تحت النوع الأول القنفذ واليربوع وغيرهم، والحشرات الأخرى مثل العقرب والجراد والحلزون وعن آراء الفقهاء في تناول حم الحلزون قد انقسم إلى ثلاثة آراء مختلفة على النحو التالي.
الرأي الأول
يتم تحريك مسألة تناول لحم الحشرات ليتناسب مع كل من المذهب الحنفي والظاهري، حيث يعتبر الحشرات من الخبائث وفقًا لهذين المذهبين.
الرأي الثاني
هذا هو رأي المالكيونيين الذين يسمحون بتناول جميع أنواع الحشرات، بما في ذلك لحم الحلزون، طالما لم يتسبب ذلك في أي ضرر للشخص.
الرأي الثالث
هذا هو الرأي الذي توصل إليه كل من الحنابلة والشافعية، حيث حرم بعضهم وحلل البعض الآخر.
يتبين لنا أن الكثير من المالكية يجوزون تناول لحم الحلزون، ولا سيما الحلزون البري، وذلك لعدم وجود أي ضرر على الجسم، ولكن يجب تذكير الناس بذلك، مثلما يجب تذكيرهم بتناول الجراد، ويمكن تناول الحلزون البري بعد التذكير، أما الحلزون البحري فيمكن تناوله دون التذكير.
حكم تناول الجراد في الدين الإسلامي
وقد ذكر حديث صحيح بشأن تناول الجراد، وهذا يشير إلى جواز تناول الجراد بشكل عام، فالجراد من الحشرات الحلال ويمكن تناوله حتى وإن كان ميتا، حيث أن ميتة الجراد طاهرة، ولكن طريقة الذبح تتوقف على طريقة وفاته، ولا يوجد نوع محدد لذبح الجراد كما هو موجود في العديد من أنواع الحشرات الأخرى اليوم، والحديث النبوي الشريف يشير إلى جواز تناول الجراد.
قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: لنا أحلت ميتتان ودمان، فأما الميتتان: الحوت والجراد، وأما الدمان فالكبد والطحال، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الإعجاز في تناول حشرة الجراد
على الرغم من انقسام العلماء والفقهاء في حكم تناول الحشرات، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر تناول الجراد في أحد الأحاديث النبوية، مما يؤكد صحة تناوله حتى لو كانت مفيدة ولا تسبب ضررا على الصحة، وذلك لأن الجراد لا يحتوي على دم أو فضلات عند الموت.