اكتشاف جينات مرتبطة بأمراض القلب
تتحمل الجينات المسؤولية عن البيانات الوراثية الفريدة لكل فرد، حيث تتحكم في سماته الخارجية والداخلية، بما في ذلك اللون والمظهر والأمراض التي قد يكون معرضا لها أكثر من غيره، ومن هنا بدأ العلماء في البحث عن الجينات المسؤولة عن الإصابة بأمراض القلب الموروثة من جيل لآخر، وعندما يتم اكتشاف هذه الجينات يمكن التنبؤ بأن الشخص قد يصاب بأمراض القلب واتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية صحته والوقاية من الأزمات القلبية والوفاة ..
◄ الدراسات الحديثة : أجروا العلماء والباحثون تجارب متعددة بين الأمراضى والأصحاء لجمع حمض الدي إن إي الخاص بهم وفحصه بعناية، بهدف الوصول إلى الجينات المميزة التي قد تكون المسؤولة عن الأمراض القلبية. تمت تلك التجارب وسحب عينات حمض الدي إن إي من 12,400 مريض يعانون من أمراض في الشريان التاجي، وكذلك 7,400 من الأصحاء الذين لم يعانوا من أي أمراض تتعلق بالقلب أو الأوعية الدموية، بالإضافة إلى 5,800 مريض يعانون من أمراض في الشريان التاجي ولديهم تاريخ سابق بالنوبات القلبية، وكذلك 3,600 مريض ليس لديهم تاريخ سابق للنوبات القلبية. قاموا بفحص حمض الدي إن إي ومقارنة الجينات بين جميع المرضى والأصحاء المذكورين سابقا ..
◄ جينات الامراض القلبية : توصل العلماء إلى واحد من الجينات المسؤولة عن تراكم الترسبات على الشرايين القلبية، وهو الجين ADAMTS7. أكد الباحث ميردش .ب.رايلي، دكتوراه في الطب من جامعة بنسلفانيا، أن هذا الجين مرتبط بشكل أكبر مع أصحاب مجموعة الدم ABO. وأشار إلى أن أصحاب فصيلة الدم O لديهم إنزيما خاصا يحميهم من بعض الأمراض القلبية والنوبات القلبية بشكل أفضل من غيرهم. ولكنه أكد أن ذلك لا يعني الإهمال في الأسباب التي تؤدي إلى الأمراض القلبية، فإذا كان الشخص صاحب فصيلة الدم O يعاني من ارتفاع ضغط الدم أو نسبة الكوليسترول أو زيادة الوزن أو التدخين، فهو معرض للإصابة بالأمراض القلبية مثل غيره. ولكن المقصود هو أن وجود ذلك الإنزيم يحمي الأشخاص الأصحاء من التعرض لتلك الأمراض ويقلل من حدتها عند الإصابة بها .
أكد الدكتور رايلي أن الجين ADAMTS7 هو واحد من اثني عشر جينا آخرين تم اكتشافهم والذين لهم ارتباط وثيق بالأمراض القلبية، وأشار إلى أن جميع هذه الجينات مرتبطة بشكل رئيسي بالترسبات التي تؤدي إلى انسداد الشرايين، والتي في نهاية المطاف تسبب مرض تصلب الشرايين الشهير والذي يصيب فئة كبيرة من المرضى، وخاصة كبار السن الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و 90 سنة، وأشارت لوكا. أ. لوتا”، باحثة في علم الجينات، إلى أن البحث الجيني يعد واحدة من الطرق الواعدة لعلاج الأمراض الفردية، حيث يتم اكتشاف الجينات المسببة للأمراض وفقا للأبحاث المستقبلية التي ستعمل على تثبيط هذه الجينات أو اكتشاف طرق لتجنب هذه الأمراض، مما سيفتح مجالا واسعا لعلاج الأمراض المستعصية وأيضا للتنبؤ بالأمراض الخطيرة التي قد يتعرض لها الإنسان في سن متقدم ويجعله أكثر وعيا بطرق حماية نفسه والوقاية من خطر الإصابة بهذه الأمراض، كما أن الجينات ستكشف عن هذه الأمراض حتى في حالة عدم وجود سابقة مرضية للمريض أو عدم وجود تاريخ عائلي للإصابة بذلك المرض أو غيره .