اقوال مؤثرة عن رحيل الصديق
في هذا العالم، من النادر أن تجد صديقا وفيا، فمن النادر أن تجد هؤلاء الأصدقاء المخلصين الذين يتركون بصمة في قلوب أصدقائهم ويظلون في الذاكرة بعد رحيلهم، فرحيل الأصدقاء أمر مؤلم، ومن الصعب نسيانهم أو تجاوز فقدانهم، وهناك العديد من الأقوال والعبارات المؤثرة عن رحيلهم، نقدمها في هذا المقال .
اقوال عن موت الصديق
نهاية العالم، أن تنتهي الحياة بكل ما فيها من جمال، أن نستيقظ في صباح ما ونجد أن ليس لدينا صديق أقرب من أخ لنا. نهاية العالم هي فقداننا لشخص عزيز علينا. نهاية العالم هي أن تغادرنا روح عزيزة ولا تعود أبدا. لماذا يا صديقي، لماذا رحلت بهذه السرعة، لحظات كأنك لم تكن هنا، كأنك لم تأت ولم أتعرف عليك، وكأنك لم تأت إلى هذه الدنيا، آلمني فراقك يا غالي، كل ليلة تعود ذكرياتك إلي، في لمحة من البصر تمر كل المشاهد دفعة واحدة، ولا أعلم هل تسابقها لتواسيني، أم أنها تخاف أن تطول لحظات الألم فتقتلني. لا أعلم هل أراد القدر أن أكون سببا في نهاية حياتك، أم أنه ألقاك في طريقي لتزيد من معاناتي وأوجاعي. لا أعلم كيف أعزي نفسي. لحظات رهيبة مرت علي بسرعة البرق وثقل الجبال. هل سألتقي بك إن خرجت من هذا العالم؟ يا لهذا العالم، ويا لهذه الدنيا، لحظات وانقطعت كل الروابط التي تربطني بهذا العالم، أدعو الله أن تكون من أهل الجنة.
أدرك أنه من المستحيل أن تتكلم معي، وأعلم أنك لن تعود إلي، ولكنني أتمنى من كل قلبي أن تعود اللحظات، حتى لو لمدة ساعة فقط، أو دقائق، أو لحظات قليلة، حتى أستطيع أن أخبرك بأن تكون حذرا في طريقك، وأن أطلب منك أن تسامحني وتغفر لي، وأن أعبر عن حبي لك كأخي وصديقي، وأنني لن أنساك أبدا. وسأظل أقول ذلك مرارا وتكرارا حتى ترضى وتسامحني. رحمك الله برحمته الواسعة. يا صديقي، رحمك الله برحمته الواسعة. إنه لأمر محزن جدا أن يكون هناك حزن بهذا القدر، فأفكاري تأتيني دائما، وتؤرق نومي. أشعر أحيانا أن جسدي فقط موجود، وروحي تحاول أن تفارقه، ولكنها ترفض أن تفارقه، وتظل ملتصقة به، على الرغم من معرفتها بأن ذلك لن ينفع. أعتقد بتوحيد الله الواحد الأحد. لعل الله يرغب في أن يوجهني إلى شيء يعود بالنفع والصلاح.
أشتاق إليك كثيرا يا صديقي، أيها القلب النقي الرقيق الذي عرفته، أعاني بدون ألم وأبكي بدون صوت، هناك نار في صدري بدون لهب، وذلك بسبب الذكريات التي تشتعل كوقودها، فتيلها لحظات أنهت حياة إنسان لم يتمكن من استكمال سعادته في هذا العالم، إنه إنسان عاش من أجل الآخرين، فرح وشاركهم في أفراحهم وواساهم في أحزانهم وساعد الكثير منهم، إنه إنسان قلبه على شكل ريش الطائر الأبيض. كم أشتاق إليك، وكم أشعر بالوحدة، فلا يوجد من حولي من يستحق المثيل.
أشعر وكأنني في بلد غريب، أفكر للحظات في الماضي، عندما كنت تأتي إلي وأنت تبتسم، أشتاق لسماع الكلمات التي كنت تواسيني بها، وأشتاق لسماع الكلمات التي كنت تحفزني بها، والله يشهد أنني لم أرافق أحدا مثلك في سعة الصدر وحسن الأخلاق.
رحلتَ يا صديقي من بين الملايين، وتركتني وحدي أناجي أمواج المآسي، ولن يمكنني نسيانك أبدًا، ما دام الحب يسكن روحي، ويا ليتني رحلتُ قبلك وعاشت بعدك سنين، وترى كيف أن الفراق سبب أحزاني.
صديقي، ها أنا اليوم بعد رحيلك أعلم بأنهُ لَن أسمع أجراس الموت تَدقّ في شفتيك بعد اليوم، أُعلمُ مُنذ احتضَنكَ القبر تحت الترابِ وقفتُ كذاكرةٍ تقف على شفيرِ النّسيان، أعلم سَتمنَحُكَ أفواه المتملّقين الواقفين على أرجلِ الخطيئةِ في أرضٍ انطلت عليها خُدعةِ الحياةِ المُقحلةِ نياشين السّلامِ، والمحبةِ، والصدقِ، والطّهرِ، والوفاء، سيقولون: عظيمٌ اغتالهُ الموت في غُلسِ الشّباب، الذِكر يبقى زماناً بعد صاحِبه، وصاحبَ الذِكرِ تحت الأرضِ مدفون.
يتوفى الأصدقاء وغيرهم سيتوفون، ونحن سنموت قريبًا أو بعيدًا، وسننزل إلى مثوانا كما نزل الآخرون، وسنقف جميعًا أمام الملك يوم الحساب، وهذه هي سنة الله تعالى في خلقه، حيث لا يوجد شيء باقٍ سواه والجميع سيفنى.
سألتُ الدّار تُخبِرُني عن الأحبابِ ما فعلوا، فقالت لي أناخ القوم أياماً وقد رحلوا، فقُلت فأين أطلبَهم، وأيّ منازلٍ نزلوا؟ فقالت بالقبورِ وقد لقوا والله ما فعلوا. أناسٌ غَرّهم أَملٌ، فبادَرَهُم بهِ الأَجل. فنوا وبقي على الأيّامِ ما قالوا وما عمِلوا، وأُثبِتَ في صحائِفهم قبيحِ الفعل والزّللِ، فلا يستعتبون ولا لهم ملجَأ ولا حيل، نُدامى في قبورِهم وما يغني وقد حصلوا.
وصلني خبر هز قلبي ودقاته، حينما قالوا إن صديقك مات والحق صلاته. ذهبت ودعوت بصدق وأنا في صلاته، عسى الله أن يغفر بدعوتي ماضي حياته. رفعت النعش وثابت على كتفي، وكان همي الفردوس أجزاؤه. انحنيت عند قبره على ركبتي من شدة حبه، وبكيت والناس يقولون: `من يعمل سواته؟` لا يعلمون أن صديقي تحت التراب وقد أصبح في مباته. وصديقه فوق التراب يتثاقل خطواته. أصبحت مجنونا مستغربا من صمته الذي ينتظر كلمة ليمسح لأجلها دمعات.