اقدم مساجد جدة التاريخية

جدة التاريخية المعروفة أيضا بجدة البلد، هي المدينة الواقعة في وسط مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية. يعود تاريخها إلى فترة ما قبل الإسلام، وفي عهد الخليفة عثمان بن عفان، أصبحت ميناء لمكة المكرمة. تعد جدة التاريخية من أقدم المدن في شبه الجزيرة العربية، حيث شهدت حضارات وثقافات متنوعة. تحتوي مدينة جدة على العديد من المعالم والمباني التاريخية والأثرية، بعضها يعود للفترة قبل ظهور الإسلام، وبعضها يعود للعصر الإسلامي. تحتضن جدة العديد من المساجد التاريخية والمساجد الهامة والمعاصرة، ومن أبرز المساجد القديمة والأكثر شهرة في جدة:

– مسجد الشافعي :
يعتبر مسجد الشافعي أحد أقدم مساجد مدينة جدة التاريخية في المملكة العربية السعودية، ويقع في حارة المظلوم. تم بناؤه في القرن السابع عشر الهجري، وتم تصميمه بأسلوب معماري رائع، حيث بني المسجد على شكل مربع، وصمم وسط المسجد بشكل مكشوف لتوفير تهوية فريدة وجيدة. تم استخدام الطين البحري والحجر المنقبي في بنائه، بالإضافة إلى استخدام الخشب .

يعد المسجد من أهم المساجد التاريخية والمواقع الإسلامية في المدينة، حيث يعود تاريخ بناء المسجد إلى زمن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
شهد مسجد الشافعي العديد من الترميمات , ففي الماضي كانت اخر اعمال الترميمات والصيانة قبل نحو 500 عام , اما في العصر الحديث وتحديدا في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك السعودية عام 2012 امر بترميم اقدم مسجدين في في جدة التاريخية وهما مسجد المعمار , ومسجد الشافعي , حيث تم القيام باعمال ترميم وصيانة كاملة للمسجد , والمسجد ما زال تقام فيه الصلاة حتى الان .

– مسجد عثمان بن عفان :
مسجد عثمان بن عفان بجدة التاريخية، المعروف أيضا بمسجد الابنوس، هو أحد المساجد التاريخية والأثرية الموجودة في حارة المظلوم بمدينة جدة في المملكة العربية السعودية .
وسمي باسم مسجد الابنوس بسبب وجود ساريتين من خشب الابنوس، وتم بناؤه في القرنين التاسع والعاشر الهجريين، ويتميز المسجد بوجود مئذنة ضخمة .

ذكر المسجد ابن الرحالة ابن بطوطة وابن جبير، وأطلق عليه اسم مسجد الابنوس، حيث قال ابن بطوطة عنه (إن بجدة جامع يعرف بجامع الابنوس، معروف بالبركة ويستجاب في الدعاء إن شاء الله) .

– مسجد الباشا :
مسجد الباشا هو واحد من أشهر المساجد في المدينة التاريخية جدة في المملكة العربية السعودية، ويوجد في حارة الشام. تم بناء مسجد الباشا عام 1735 م على يد والي جدة وكان يعرف سابقا باسم بكر باشا .
كان هذا المسجد أحد المعالم الأثرية في مدينة جدة التاريخية، حيث اشتهر بالبناء المعماري القديم، وكانت أبرز ميزته هي المئذنة التي أضفت للمدينة معلما أثريا فريدا .
كان المسجد جزءا من الأوقاف التي أسسها ونشأها بكر باشا، ولي عهد جدة في عام 1147م. بقي المسجد مميزا في مدينة جدة بفضل المئذنة المعمارية القريدة حتى هدم في عام 1978م وتم بناء مسجد جديد، ويعرف أيضا بمسجد الباشا .

– مسجد عكاش :
يقع مسجد عكاش التاريخي في المنطقة التجارية بجدة التاريخية، وسمي بهذا الاسم تيمنا بعكاش اباظة الذي قام بترميمه وتجديد بنائه. وأفاد المؤرخون أنه شهد مرور قرنين من تاريخ جدة. وقد اختلف المؤرخون في تاريخ بنائه. بحسب اللوحة المعلقة على أبواب المسجد، تم بناؤه في عام 1200 هجري. وهناك وثيقة عثمانية صادرة عام 1188 تشير إلى تسجيل المسجد قبل تاريخ اللوحة. ويقال إن أكاشة اباظة هو من قام ببنائه، وهو رجل ثري سجن ظلما في العهد العثماني، وأن سجانه من أسرة هزازي. وقد وعد أكاشة اباظة ببناء مسجد ومرافق إذا تم الإفراج عنه، ويعود ريعها لأسرة هزازي .
وقد تم بناء المسجد على أرضية مرتفعة عن مستوى الشارع، حيث يصعد إليه بدرجات. وللمسجد خمسة أبواب صنعت من خشب الجوز القديم، والمميز بلونه البني المحروق الذي يبقى كما هو على مر السنين. وللمسجد قباب دائرية مرتفعة عن الأرض، وعليها نقوش وزخارف أشكال إسلامية رائعة .

يقع مسجد عكاش في المنطقة التجارية بجدة التاريخية، وتم بناؤه محاطا بالعديد من المحلات التجارية. يتم استخدام ريع هذه المحلات في صيانة وترميم المسجد وتلبية احتياجاته، مما جعله قويا وقادرا على مقاومة تأثير الزمن. تم إعادة بناء المسجد مرتين، الأولى كانت في عام 1864 م والثانية في عام 1977 م. المسجد ما زال في حالة جيدة ويتم الصلاة فيه، كما يحتوي على حلقات لتحفيظ القرآن الكريم .

– مسجد المعمار :
يوجد مسجد المعمار في المدينة التاريخية بجدة، المملكة العربية السعودية. إنه مسجد قديم تم بناؤه منذ ما يقرب من 340 عاما. تتحدث العديد من الكتب القديمة عن بناء المسجد وتاريخه. يذكر أن المسجد تم بناؤه بواسطة أحد الولاة المدعو مصطفى معمار باشا، وتم بناؤه عام 1263 هجريا. ولكن هناك تاريخ محفور على محراب المسجد يشير إلى عام 1093 هجريا، مما يثبت أن عمر المسجد يعود إلى 430 عاما .
يوجد المسجد في نهاية شارع معروف بإسم برحة ضيف، وهو مسجد ذو مساحة واسعة، ويرتفع عن مستوى الشارع، ويصعد إليه بدرجات عندما يأتي المصلين من الجهة الشرقية، أما من الجهة الشمالية فيكون على مستوى الشارع ويدخله المصلين مباشرة دون أي صعود. المسجد في حالة جيدة وتقام فيه الصلوات، واشتهر بصلاة التراويح التي قيل أنها لم تنقطع فيه منذ بنائه .