اقدم مدرسة في السعودية
تولي المملكة العربية السعودية اهتماما مستمرا للتعليم وتضعه كأحد أولوياتها في مسيرة التقدم والتطور، وخاصة منذ تأسيس المملكة العربية السعودية، حيث يعمل الملوك جاهدين لتعزيز رمزها وتقدير شعبها. لذلك، يحظى التعليم بمكانة عالية، وتم إنشاء أول مدرسة في المملكة، وتوفرت العديد من وسائل التعليم. الحجاز، الجزء الأكثر ازدهارا في السعودية، شهد نهضة لا مثيل لها، حيث كانت موطنا للإسلام الحنيف ووحي الله القرآن العربي، وقد حافظت على تراثها الإسلامي العظيم. كما يعتبر شعب المملكة دائما روادا في مجال العلم، حيث يتمتعون بالشعر والأدب والبلاغة.
اقدم مدرسة في السعودية
- تم إنشاء أول مدرسة في المملكة العربية السعودية، في عهد الملك عبد العزيز، في عام 1346 هجري، الموافق لعام 1928 ميلادي. وكانت تلك المدرسة، المعروفة بمدرسة التوحيد، موجودة في الطائف، وتأسست بفضل الشيخ محمد بهجة البيطار، وهو شيخ دمشقي من بلاد الشام. وقد تقابل الشيخ مع الملك عبد العزيز خلال مشاركته في مؤتمر في مكة المكرمة، وأعجب الملك بشخصيته ومعرفته، فطلب منه البقاء في المملكة، ووافق الشيخ على ذلك فورا.
- حيث إن المملكة العربية السعودية كانت ولا تزال أغلى البلاد وأعزها على كل عربي مسلم، في ذلك الحين طلب الملك عبد العزيز من الشيخ أن يؤسس له مدرسة نظامية، فبحث الشيخ عن المكان المناسب ووجدها الطائف، ويرجع ذلك لعدة أسباب، حيث إن الطائف هوائها عليل وأرضها مباركة وسمائها صافية وبلد نقي وجميل، مما يدفع إنها تكون مكان للعلم وأرض خصبة للتعلم.
- أطلق على المدرسة دار التوحيد، وقام الملك عبد العزيز في تلك المرحلة بجمع اهل المملكة العربية السعودية على دراسة التوحيد، حيث أن العقيدة الإسلامية كلها قائمة على التوحيد، واطلق على المدرسة دار التوحيد إذ أن معناها لغوياً المكان أو البناء الذي تدرس فيه العقيدة الإسلامية السلفية السليمة، والتي تقوم على الشهادة بالوحدانية لله عز وجل الواحد القهار.
- في البداية، لم تكن دار التوحيد تستقطب عددًا كبيرًا من الطلاب، وذلك لأن الأهالي كانوا يشعرون بالقلق تجاه المدارس الحكومية ويفضلون تعليم الأطفال في المنزل، خوفًا من أن يفقد الطلاب هويتهم وقيمهم.
- أما عن الحركة التعليمية، فتم كبحها بواسطة الأفكار المميزة، حيث صرف الملك مبلغاً لكل طالب يلتحق بالمدرسة، مساعدة له على المعيشة وتشجيع له على العلم، ففي هذا الوقت كان المنتشر هي الكتاب الثماني أو الهاشمي، وكل ذلك كان في مرحلة ما قبل توحيد المملكة العربية السعودية، كما كان في دار التوحيد يصرف للطلاب ملابس خاصة بالدراسة وأماكن للإقامة وكافة متطلباتهم كانت توفر لهم.
- تعين الشيخ محمد بهجة البيطار الدمشقي بمرسوم من الملك عبد العزيز مديراً للمدرسة، كما إنه اختار حينها نخبة مميزة من المعلمين ذوي الكفاءة والخبرة في مجال التدريس، وكان من بينهم رئيس محاكم الطائف ويدعى الشيخ أمين فودة، والشيخ محمد الفرائضي والذي كان يدرس الفرائض، والشيخ محمد حسين الذهبي الذي تولى مادة التفسير.
- تألفت دار التوحيد من مبنين وهما قصر العقيق وقصر النجمة، وكانت مراحل التعليم في المملكة العربية السعودية، في ذلك الوقت تقتصر على المرحلة الإعدادية والمرحلة الثانوية فقط في دار التوحيد.
- يجدر بالذكر أن أول دفعة تخرجت من هذه الكلية كانت في عام 1368، وتلقت تعليمها في كلية الشريعة التي تأسست في مكة المكرمة في عام 1369، وذلك لاستكمال دراساتهم في الشريعة الإسلامية والمناهج الدينية والفقهية والعقائدالسليمة.
الهدف من انشاء دار التوحيد
كان هناك هدفان للملك عبد العزيز في إنشاء مدرسة نظامية في المملكة العربية السعودية، ولا سيما أن تلك الأهداف تتمثل في:
- تعليم الأطفال منذ صغرهم تعاليم الدين، وتدريس القرآن والسنة وفهم أصول الفقه والشريعة، حيث تظل المملكة العربية السعودية مركزا ومنصة لتعليم الدين الإسلامي الحنيف، إذ تعد بلد الحرمين الشريفين وبلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد شهدت معارك وحروب، وما زالت تتمتع برائحة المسك بأمر ربها، إذ يأتون الدارسون من كل مكان للاطلاع على معالم الدين الإسلامي.
- والهدف الثاني من إنشاء دار التوحيد، هو أن الخريجين من المدرسة يتولوا المناصب والوظائف، حيث كان يريد الملك عبد العزيز، عمل نهضة شاملة في العقول، إيماناً منه بأن العلم هو الانطلاقة الحقيقة للتغير وإعلاء الرايات، فكان يتخرج منها من يتولى مناصب القضاء والوظائف الإدارية العليا.
أول مدرسة تأسست للبنات في السعودية
لم يتم منح الفتيات فرصة للتعليم في النظام التعليمي الرسمي. تأسس النظام التعليمي في دار التوحيد كتجربة تعليمية في المملكة العربية السعودية. لم يكن تعليم الفتيات ضروريا في ذلك الوقت، حيث كانت المملكة في حالة انتشار بعد استعادتها استقلالها من الحكم العثماني. بدأت النهضة ببطء في تلك الفترة. وفي ذلك الوقت، لم تكن العادات والتقاليد تسمح بخروج المرأة لأي سبب من الأسباب. وكانت النساء يؤدن الأعمال المنزلية بنفس الطريقة التي كانت الفتيات يؤدون بها في الجاهلية. وفي تلك العادات القديمة، كانت المرأة تعتبر عورة. ومع ذلك، أراد الله أن يغير هذه الحالة في المملكة. في عام 1955، أسست الملكة عفت الثنيان، زوجة الملك فيصل، أول مدرسة للفتيات. دخلت ثلاثون فتاة المدرسة، وهذا كان أول مشهد للفتيات اللاتي يقفن في مؤسسة تعليمية لرفع العلم وتحية العلم. وكان اسم تلك المدرسة “دار الحنان” وتقع في جد.
وربما يتساءل الكثير من أين أتت الملكة عفت بهذه الفكرة الخارجة عن الرداء العربي حينها، ولكن ربما يزول العجب عند معرفة أن الملكة عفت تربت في إسطنبول حيث كانت الحركة العلمية في تركيا ذلك الحين بلغت أشدها، والسبب في غنها لم تنشأ في الأراضي السعودية ما اقره محمد علي الوالي الثماني على مصر حيث أمر بنفي جد الملكة عفت إلى إسطنبول مما جعلها تولد وتنشأ هناك، وتتلقى تعليمها في الأراضي التركية، وعندما سقطت الدولة العثمانية طلبت الملكة عفت من الملك عبد العزيز أن تأتي لقضاء فريضة الحج، وفيما بعد التقت بالملك فيصل وتزوجا وبدأت باقتراح إنشاء مدرسة لتعليم الفتيات.
مراحل التعليم في السعودية
يشهد التعليم الآن في المملكة العربية السعودية نهضة كبيرة، حيث تعتمد المراحل التعليمية الأساسية على دقة شديدة في تخريج أجيال قادرة على التطور والتغيير، وتنقسم المراحل التعليمية إلى الآتي:
- مرحلة التعليم قبل الأسي: المرحلة التي تسبق سن الستة سنوات تعني التعليم الأولي، ولا يعتبر التعليم الأساسي فيها، ومع ذلك، يرحب الكثير من الآباء بفكرة أن يتعلم أطفالهم القراءة والكتابة قبل الدخول في المرحلة التعليمية الأساسية.
- مرحلة التعليم الابتدائي: ويتراوح العمر المناسب لذلك من ست سنوات حتى المرحلة الإعدادية.
- مرحلة التعليم الإعدادي: تسمى المرحلة المتوسطة وتستمر لمدة ثلاث سنوات، وتأتي بين المرحلة الابتدائية والثانوية.
- مرحلة الثانوي: تستمر هذه المرحلة لمدة ثلاث سنوات وتسبق مرحلة الجامعة.
- مرحلة البكالوريوس: تعتبر المرحلة الأخيرة في التعليم الأساسي، حيث يمكن للأفراد استكمال دراسات عليا بعد ذلك.