خلق الله البشر على مستويات صحية وذكائية وقدرات مختلفة، فجميع البشر متساوون في الجوانب المختلفة، حيث يوزع الله القدرات والمهارات بشكل مختلف بين الناس لكي يعملوا معا ويساعدوا بعضهم البعض، ويقدم كل شخص مساهمته بالقدرة التي منحه إياها الله، حتى الأشخاص الذين يعانون من بعض النقائص سواء في الجسم أو في العقل والذين يعرفون بذوي الاحتياجات الخاصة، على الرغم من احتياجاتهم، فإنهم متميزون في شيء ما.
تعريف ذوي الاحتياجات الخاصة
تم إطلاق هذا المصطلح على بعض الأشخاص الذين يفقدون حاسة من الحواس مثل البصر أو الكلام أو يفقدون بعض القدرات مثل المشي أو الأشخاص الذين يعانون من الإعاقة في جسمهم أو في عقلهم، وقد ازداد الاهتمام بهذه الفئة في الآونة الأخيرة، حتى نتمكن من مساعدتهم في الحياة وفي قضاء حوائجهم.
تم تسمية هذه الفئة باسم “ذوي الاحتياجات الخاصة” بدلاً من “المعاقين”، كونها تعتبر نوعًا من رفع معنوياتهم وعدم إشعارهم بالنقص، إذ أنهم مثل أي شخص آخر يحتاجون فقط إلى بعض المساعدة في بعض الأشياء، ومن الممكن أن يقدموا العديد من المساعدات في أمور أخرى وفقًا لقدراتهم.
لتلبية احتياجات الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة ومساعدتهم في العيش بشكل طبيعي إلى حد ما، اتجهت الدول إلى تخصيص منظمات لهذه الفئة، ومن أمثلة هذه المنظمات هي هيئة الأمم المتحدة التي أنشأت العديد من المبادرات لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة.
قديماً كان ينظر إلى هؤلاء الأشخاص بطريقة دونية، رغم أنهم لا يملكون أي تدخل في هذا العجز، بالإضافة إلى أن رغم إعاقتهم في بعض الأشياء إلا أنهم دوماً مبدعين ولديهم قدرات خاصة في بعض المجالات الأخرى، فهناك العديد من العظماء الذين كانت لهم إسهامات عظيمة وكانوا من ذوي الاحتياجات الخاصة آخرهم العالم الفيزياء الكبير ستفين هوكين، والأديب الكبير طه حسين والموسيقار الكبير بيتهوفين، وهناك العديد من المعاقين الذين يمتلكون العديد من المهارات ولكنهم يحتاجون إلى تسليط الضوء عليهم ودعمهم حتى يخرجوا ما لديهم.
أفكار مبادرات لذوي الاحتياجات الخاصة
مبادرة توفير الأجهزة الطبية وغير الطبية لذوي الاحتياجات الخاصة
من الجيد أن نوفر الأجهزة الطبية التي تساعد ذوي الاحتياجات الخاصة مثل سماعات الأذن التي يمكن أن تساعد الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في السمع أو الأقدام والأطراف الصناعية والعجلات التي تساعد الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في المشي، بالإضافة إلى توفير بعض الإشارات والأدوات على الطرق وفي المصالح لتوجيه المكفوفين والمصابين بضعف السمع بطريقة ملائمة للتجوال وتلبية احتياجاتهم، وكذلك توفير العيادات والاستشارات الطبية والنفسية اللازمة.
مبادرة تشغيل ذوي الاحتياجات الخاصة
بعد التخرج، يسعى كل الشباب للعثور على وظيفة لبدء حياتهم المهنية، حتى يكون بإمكانهم تأمين دخل لتحقيق الزواج وتكوين أسرة. ولتحقيق ذلك، يجب أن يكون الشاب مؤهلا للعمل وكسب رزقه. ومع ذلك، يواجه الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة صعوبات في الحصول على وظيفة مناسبة لهم وتناسب قدراتهم الخاصة. وقد يواجهون رفضا من بعض المؤسسات لتوظيفهم بسبب احتياجاتهم الخاصة.
يمكننا توفير بيئة مناسبة لأصحاب الاحتياجات الخاصة، حيث يمكن للشخص الاستفادة من قدراته الأخرى والمساهمة في العمل وكسب رزقه. يمكننا تأهيلهم علميا وروحيا ليكونوا مؤهلين لسوق العمل على الرغم من إعاقتهم. يجب ربط مؤسسات الأشخاص ذوي الإعاقة بسوق العمل، حتى يتعرف أرباب العمل على قدرات الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة الفعلية في العمل، دون النظر إلى إعاقتهم.
مبادرة إبداع ذوي الاحتياجات الخاصة
يتمتع العديد من ذوي الاحتياجات الخاصة بمواهب وقدرات رائعة، ويمكن من خلال هذهالمبادرة البحث فيما بينهم عن المواهب التي يمكن أن تتطور في المستقبل وتصبح شيء رائع إذا تم تنميتها.