افكار لاحياء السنن المهجورة

تعني السنة النبوية المشرفة كل ما جاء من أقوال أو أفعال رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو موافقته على فعل من فعال أصحابه، سواء استمر على ذلك أو لم يستمر، وكذلك الإقرار بفعل من فعال أصحابه دون الاعتراض عليه.

أمثلة على أنواع السنة النبوية

السنة القولية

يقول أبو عمارة البراء بن عازب رضي الله عنهما: “أمرنا رسول الله ﷺ بسبعة أشياء ونهانا عن سبعة أشياء. فأمرنا بعيادة المرضى ومتابعة الجنازات وتحية العاطس وتحقيق الوعود ونصرة المظلوم والإجابة للداعي ونشر السلام. ونهانا عن استخدام الخواتم المصنوعة من الذهب وشرب المشروبات من الفضة واستخدام المياثر الحمراء والقسي ولبس الحرير والاستبرق والديباج.” وهذا الحديث متفق عليه.

السنة الفعلية

عن عائشة رضي الله عنها أن النبي ﷺ كان يصلي في الليل حتى تشرق الفجر، فقلت له، لماذا تفعل هذا يا رسول الله، وقد غفر الله لك ماض ومستقبل من ذنوبك؟ قال: ألا أحب أن أكون عبدا شاكرا؟ اتفق عليها، فصلاة الليل سنة فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ بها.

السنة التقريرية

وذلك ما فعله الصحابة الكرام ولم ينههم النبي صلى الله عليه وسلم عنها أو أقرهم عليها. مثال لذلك قول ربنا ولك الحمد، حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، بعد قول الإمام سمع الله لمن حمده. يذكر في الحديث الشريف أن رفاعة بن رافع الزرقى قال: `كنا نصلي وراء النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رفع رأسه من الركعة قال: سمع الله لمن حمده`. وقال رجل وراءه: `ربنا ولك الحمد، حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه`. وعندما انتهوا من الصلاة، قال: `من قائل هذا؟` قال الرجل: `أنا`. قال: `رأيت بضعة وثلاثين ملكا يتسابقون لكتابتها، من سيكتبها أولا

السنن المهجورة

هناك العديد من السنن النبوية التي لا يمكن حصرها، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يترك شيئا من الخير إلا ودل عليه أمته بعده. ولكن للأسف، في زماننا الحاضر، اشتغل الناس عن السنن النبوية، حتى أن بعض السنن تمت تركها ولا يمارسها إلا القليل من الناس. وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء”. ثم سئل عن هؤلاء الغرباء، فقال: “هم الذين يصلحون إذا فسد الناس”. لذا، يجب علينا أن نسعى جاهدين لاتباع سنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وندعو الآخرين لاتباع سنته، فهو الذي قال: “بلغوا عني ولو آية.

أمثلة على السنن المهجورة

هناك العديد من السنن التي تم تركها من قبل الناس وأصبح القليل يمارسها احترامًا لله ورسوله، ومن بين هذه السنن:

استخدام السواك قبل كل صلاة نادر، فالقليل من الناس يستخدمون السواك قبل الوضوء لأداء الصلاة. وهذا مستند إلى حديث عن أبي هريرة (رضي الله عنه)، حيث قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): `لولا أن أشق على أمتي أو على الناس، لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة`

مسح اللقمة أو قطعة الخبز التي سقطت على الأرض وأكلت، وفي زماننا هذا قلة من يمارسون هذه العادة. ودليل على هذه العادة قول النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا سقطت قطعة طعام من أحدكم، فليأخذها وليمسح ما فيها من أذى وليأكلها، ولا يتركها للشيطان، ولا يمسح يده بالمنديل حتى يلعق أصابعه، فإنه لا يدري في أي طعامه البركة

تقبيل أصابع اليد قبل غسلها وفقا للدليل الحديث السابق .

الدعاء بعد شرب اللبن هو سنة مستندة إلى قول ابن عباس رضي الله عنهما، حيث قال: “دخلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وخالد بن الوليد على ميمونة، وقدمتنا بإناء من اللبن، فشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكنت أنا عن يمينه وخالد عن شماله، فقال لي: (الشربة لك، فإن شئت آثرت بها خالدا)، فقلت: ما كنت أفضل خالدا على سؤرك، ثم قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (من أطعمه الله الطعام فليقل: اللهم بارك لنا فيه، وأطعمنا خيرا منه، ومن سقاه الله شربة فليقل: اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه)

الاستغفار في المجلس ودليل ذلك ما ورد عن صحابة رسول الله صل الله عليه وسلم قولهم ” إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحِدِ مِائَةَ مَرَّةٍ : رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ”

نصائح لإحياء السنن المهجورة

• توعية الناس بضرورة اتباع سنن النبي صلى الله عليه وسلم
• يروج الفضيلة لاتباع السنن المهجورة وأنها جزء من الاحتفاظ بالدين في زمن الغربة.
• من المؤشرات على محبتك للنبي صلى الله عليه وسلم هي اتباع سنته، ويوم القيامة ستحشر مع من تحب.
• يجعل اتباع السنة النبوية الشريفة الإنسان مستحقًا لشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم.
• اختر سنة مهجورة واستمر في القيام بها يوميًا لمدة 40 يومًا، ثم بعد انتهاء المدة، اختر سنة مهجورة أخرى. وتجعل مدة 40 يومًا أي عمل تفعله عادة ثابتًا في عاداتك، وينصح بتنفيذ هذه الخطة في مجموعات لضمان الاستمرارية.