توجد جموع كبيرة من الشعراء الذين تم اعتبارهم في الجاهلية، ولكنهم كانوا أيضا شهود على ظهور الإسلام، وكان الشاعر عامر بن الطفيل من بين شعراء الجاهلية الذين تركوا إرثا هائلا من الشعر العربي .
عامر بن الطفيل
عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، و هو أحد فرسان قومه ، و قد نشأ هذا الشاعر في منطقة نجد ، و قد كان له أخ شهير و هو لبيد بن ربيعة ، و هناك بعض المصادر تذكر أنه قد جاء لرسول الله و قد كان شيخا ، و قال له أنه سوف يدخل الإسلام على أن يكون خليفة للرسول على المدينة ، و لكن الرسول بالطبع قد رفض فخرج من المدينة و مات و هو عائدا ، و هذا الأمر مثار للحديث و التقص .
أشعار عامر بن الطفيل
قصيدة إنّي إذا انْتَتَرَت أصِرّة ُ أُمّكُمْ
إنّي إذا انْتَتَرَت أصِرّة ُ أُمّكُمْ مِمّنْ يُقالُ لَهُ تَسَرْبَلْ فاركَبِ
لا ضَيرَ قّدْ حكّتْ بِمُرّة َ بَرْكَها وتَرَكنَ أشجَعَ مثلَ خُشبِ الأثأبِ
لا يَخْطُبُونَ إلى الكِرامِ بَنَاتِهِمْ وتَشيبُ أيّمُهُمْ ولَمّا تُخْطَبِ
أفَرِحْتَ أنْ غدَرَ الزّمانُ بفارِسٍ قُلْحَ الكِلابِ وكنتُ غَيرَ مُغَلَّبِ
يا مُرَّ قّدْ كَلِبَ الزّمانُ عَلَيْكُمُ ونَكَأتُ قَرْحَتَكُمْ ولمّا أُنكَبِ
تركتهم جمعا في لبة ضرغد حيث جزر السباع وكل نسر أهدب
ولَقَد أبَلْتُ الخَيلَ في عَرَصاتِكُمْ وَسْطَ الدّيارِ بكُلّ خِرْقٍ مِحرَبِ
تم شفاؤي من الضيق لأنهم هم أهل الفعل وأهل العزم الذين يسودون
ولَقَدْ فَخَرْتَ بباطِلٍ عَدّدْتَهُ فإذا أتَيْتَ بَيُوتَ قَوْمِكَ فاحسُبِ
فَلَتُخْبِرَنّكَ فَاقِدٌ عَنْ شَجْوِهَا حَذِلٌ مَدامِعُها بدَمْعٍ سَيكَبِ
ولَقَدْ لَحِقْتَ بخَيْلِنا فَكَرِهْتَها وصَددتَ عن خيَشومِها المُستكلِبِ
فبَني فضزارَة َ قَدْ عَلَوْنَ بكَلْكَلٍ والحَيَّ أشْجَعَ قد رَمَينَ بمنَكِبِ
غادَرْنَ مِنْهُمْ تِسْعَة ً في مَعْرَكٍ وثَلاثَة ٌ قَرّنّهُمْ في المِشْعَبِ
قصيدة ألا مَنْ مُبْلِغٌ عَنّي زِياداً
ألا مَنْ مُبْلِغٌ عَنّي زِياداً غَداة َ القَاعِ إذ أزِفَ الضِّرابُ
غَداة َ تَثُوبُ خَيلُ بَني كِلابٍ على لَبّاتِها عَلَقٌ يُشابُ
فإن لنا حكومة كل يوم يُبَيَّنُ في مَفاصِلِهِ الصّوابُ
سأحكم بشكل مختلف ولن ألتفت عندما أبحث عن الجواب
حكومة حازمة لا عيب فيها، عندما يكون الشعب متمسكا بالعدل
فإنّ مَطِيّة َ الحِلْمِ التّأنّي على مَهَلٍ وللجَهْلِ الشّبابُ
والجهل ليس عن سن ولكنها غدت بنوافذ القول الركاب
فإنّ بَني بَغيضٍ قَدْ أتاهُمْ رسول الناصحين فما أجابوا
ولم يجيبوا على ذلك السؤال حتى جاءنا الحلم وتحطمت الحجة
فإن مقالتي ما قد علمتم وَخَيْلي قَدْ يَحِلّ لها النّهابُ
إذا يَمّمْنَ خَيْلاً مُسْرِعاتٍ جرَى بنُحوسِ طَيرِهمُ الغُرابُ
وإنْ مَرّتْ على قَوْم أعَادٍ بساحتهم فقد خسروا وخابوا
قصيدة أَنا الفارس
علمت عُليا هوازن أنني الفارس الحامي، وهذا هو الحقيقي جعفر
علم المزنوق أنني أكرهه، وعندما اجتمعواكرّوا المنيح المشهور
إِذَا ازْوَرَّ من وَقْعِ الرِّماحِ زَجَرْتُهُ = وقُلتُ: لَهُ ارْجعْ مُقْبِلاً غيرَ مُدْبِرِ
وأَنْبَأْتُهُ أَنَّ الفِرَارَ خَزَايَةٌ = علَى المَرْءِ ما لم يُبْلِ جَهْداً ويُعذِرِ
ألا ترى أرماحهم مرساة في جسدي، وأنت حصان مجيد العرق، فاصبر
أَرَدْتُ لِكيْ لا يَعْلمَ اللهُ أَنَّنِي = صَبَرْتُ وأَخْشَى مِثْلَ يومِ المُشَقَّرِ
لَعَمْرِي، وما عَمْرِي عليَّ بِهَيِّنٍ، = لقَدْ شَانَ حُرَّ الوَجْهِ طعْنَةً مُسْهِرِ
فَبِئْسَ الفَتَى إِن كُنْتُ أَعْوَرَعاقِراً = جَباناً، فَما عُذْرِي لدى كُلِّ مَحْضَرِ
وقد عَلِمُوا أَنِّي أَكُرُّ عليهمُ = عَشِيَّةَ فَيْف الرِّيح كَرَّ المُدَوِّرِ
ولم ينفع نحري وتضحيتي، بل أصبح صوتي مثل صوت الدمقس المسيّر
أَقُولُ لِنَفْسِ لا يُجادُ بِمِثْلِها = :أَقِلِّي المِراحَ إِنَّنِي غيرُ مُقْصِرِ
لو كان الجمع مثلنا لم نُعَاملهم بالاستخفاف، ولكن جاءتنا أُسرة ذات مَفْخَرٍ
جاءوا بفرسان العريضة كلهم، وكان لديهم كلب طر في ثوب السنور