منوعات

افتتاح أول مصحة في العالم للرجال المغتصبين

افتتحت أبواب أول مصحة في العالم للعناية بالرجال الذين تعرضوا للاعتداء الجنسي في ستوكهولم، عاصمة السويد، في هذا الشهر. ويأتي ذلك في إطار تفعيل مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة، حيث سجلت السويد وحدها في عام 2014 حوالي 6700 حالة من الاعتداء الجنسي، منها حوالي 370 حالة كان ضحيتها الرجال، وهو الرقم الذي يعتبره الخبراء غير دقيق. ومن المتوقع أن يكون العدد أعلى مما هو مذكور، حيث تشير منظمة التوعية الجنسية السويدية إلى أن نسبة الضحايا الرجال تصل إلى حوالي 20% من إجمالي المغتصبين. وسيتم افتتاح العيادة في مستشفى Södersjukhuset العام، الذي يتوفر فيه مصحة مفتوحة على مدار الساعة 24/24، وهي مجانية.

و صرحت “الجمعية السويدية للتربية الجنسية” على ان السلطات الامنية لا تفصح إلا عن نسبة تتراوح بين 10 و 20 بالمئة من حالات الإغتصاب التي تحصل، مشيرة في آخر فصل صيف عندما انتشر خبر مشروع مصحة لعلاج الرجال المغتصبين، إلى أن الجنس “الخشن” يجد صعوبة كبيرة في الإفصاح عن هذا الإعتداء.

في حين يستقبل المستشفيات النسائية في عاصمة السويد ما يعادل 700 امرأة سنويا تعرضن للاعتداء الجنسي، حسبما نشرته صحيفة محلية، رحب الحزب الليبرالي بفكرة إنشاء هذا المستشفى، معتبرا أن هذا المشروع يأتي في إطار سياسة حكومية لتحقيق المساواة الكاملة بين الجنسين. وقال المتحدث باسم الحزب الليبرالي “راموس جونلود”: “إن هذا المستشفى هو الأول من نوعه في العالم، ولم نجد من قبل ولا حتى عبر الإنترنت مستشفى مماثل في مكان آخر.” ثم هنأ الحزب المستشفى على هذه المبادرة.

الثقافة الذكورية
تعبير الرجل على أنه تعرض للإغتصاب أو حتى محاولة للاغتصاب يبدو و كأنه يمس بذكورية الرجل المرسخة في الثقافة الإجتماعية، و التي يعتقد الكثيرون بموجبها أن الرجل قادر على مواجهة المغتصب ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتعرض لإعتداء إجرامي من هذا النوع، و قالت الدكتور “لوتي بيرسون” بهذا الصدد أن هناك اعتقادا عاما بأن الرجال لا يمكن إغتصابهم، مضيفة بأن موضوع إغتصاب الرجال مازال “محرما” و هو في الحقيقة هو أمر شائع أكثر مما يعتقد البعض، كما قالت أنه من الضروري أن تمنح الفرصة لهؤلاء الرجال للعناية تماما كما تتوفر لدى النساء. و توافقها الشرطة السويدية في الرأي ذلك أنه بالنسبة لها الأصعب في الموضوع كله ان يصدق الناس اعتراف الضحية الرجل.

وعلى الرغم من انتشار هذه الثقافة في المجتمع العربي والأوروبي، إلا أن بعض الرجال يصبحون ضحايا الاغتصاب ولا يترددون في اللجوء إلى الشركات المتخصصة. في فرنسا على سبيل المثال، أعلن المجلس الأعلى للمساواة أن 9% من بلاغات الاغتصاب التي تم تقديمها إليهم كانت من قبل الرجال. وفي نفس البلد، يقول فقط 5% من الرجال إنهم تعرضوا للاعتداء الجنسي أو محاولة الاغتصاب.
وصرحت الطبيبة النفسية `سوزانا بومان` لقناة `BFM TV` السويدية بأن الاعتراف بالاغتصاب يمس بقوة الصورة التي أعطيت للرجل في ثقافتنا وللذكورية وهي الفكرة التي تقول أن الرجل قوي ويستطيع المقاومة ولا يمكن أن يغتصب. وأعجبت المتحدثة باسم الجمعية السويدية للتوعية الجنسية بهذا المشروع، وقالت في تصريح صحفي بأن افتتاح هذا المركز المتخصص للرجال سيساعد في زيادة الوعي بالعنف الجنسي الذي يحصل بين الرجال خاص.

أوضحت آنا برادلي ستاربرينك، المسؤولة عن الاستفسارات الصحية في جناح تقديم المشورة في ستولكهوم، أن علاج الرجال المغتصبين لا يختلف عن علاج النساء المغتصبات، ولكن يختلف الاختلاف بين الضحايا حسب احتياجاتهم وأصولهم وطريقة عيشهم في مجتمعاتهم. وأشارت إلى أن هذا المشروع نتيجة مبادرة تمت برمجتها من قبل الجهة الليبرالية في برنامجهم السياسي الانتخابي لعام 201.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى