اعمال اليوم الحادي عشر من رمضان ” والأدعية المستحبة “
نحن على أعتاب شهر عظيم، فيه تفتح أبواب الخير والجنان وتغلق أبواب النيران، ويتضاعف فيه الثواب والرحمات والحسنات. ذكر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: “عند بداية أول ليلة من رمضان، تفتح كل أبواب الجنان ولا يغلق منها باب، وتغلق كل أبواب جهنم ولا يفتح منها باب، وتصفد الشياطين، وينادي مناد: يا راغب في الخير فتعال، ويا راغب في الشر فاقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة.” كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر بهذا لأصحابه الكرام، وكان يقول: “قد جاءكم شهر رمضان، شهر مبارك، ففرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب جهنم، وتغل فيه مردة الشياطين، ولله فيه ليلة خير من ألف شهر، ومن حرم خيرها فقد حرم.
ومن هنا يتسابق المسلمون في جميع أنحاء العالم لأداء الأعمال الصالحة التي تقربهم من الله، ومتبعين لأعمال الصحابة في رمضان، وتردد الأدعية الخاصة بهذا الشهر الكريم، حيث كان لكل يوم من أيام رمضان دعاء وعمل صالح مميز به، ومن هنا سنسلط الضوء على اليوم الحادي عشر من رمضان؛
دعاء اليوم الحادي عشر من شهر رمضان
يُعَدُّ شهر رمضان من أوقات الخير التي يستجاب فيها لجميع الدعاء. لذا لا ينبغي أن يمر هذا الشهر دون استغلال أوقاته في الدعاء والتقرب إلى الله، وكان الصحابة دائمًا يدعون الله بدعاء في يوم الحادي عشر
- يا الله، اجعل الإحسان حبيبًا لي في هذا الشهر الكريم، واجعل الكفر والفسوق والعصيان مكرهًا لي فيه، وحرم علي السخط والنيران فيه، وبك أستعين يا غياث المستغيثين
- يا الله، اغرس لي في الجنة غرسًا لا يذهبه الريح ولا يتلفه الشمس. سبحانك اللهم والحمد لله، ولا إله إلا الله والله أكبر
- يا الله، اجعلني أسعد خلقك بك، واجعلني من أقرب الناس إليك، واغفر لي ذنوبي السابقة، واصلح عملي المتبقي، واكتب لي الرضا والعفو والجنة
- نقلاً عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `اللهم يا كريم يا حنان، اجعل لي في هذا اليوم من رمضان دليلًا للوصول إلى مرضاتك، ولا تجعل فيه أي سبيل للشيطان عليّ، يا رحمن يا قاضي حوائج السائلين`
- ” سبحان الذي يُسبِّحُ لَهُ ما سائر ما في السّماواتِ وجلاً ، وكل الملائِكةُ شَفَقاً ، وسائر الأرضُونَ طبقاً ، فكُلٌّ يُسبّحونَ داخِرينَ. فَلَهُ الجمالُ أبداً سُبحانهُ بالجمالِ مُتوحِّداً ، وبالتوحيدِ مَعروفاً ، وبالمعروُفِ مَوصُوفاً ، وبالصِّفَةِ على لِسانِ كُلّ قائِل رَبّاً ، وبربوبيتك على كل العالمينَ قاهِراً ، فَلَك البهجة والجمال أبداً “
- “سُبحانك يا اللهِ يا رَبِّ العرشِ العَظيمِ ، سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ، سُبْحَانَك وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ ، سُبْحَانَك وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ، سُبْحَانَك انت هُوَ اللهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ، فَسُبْحَانَ الحي الذي لا يموت الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ، وسُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ السبع وَالأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ”
يمكن استخدامها كأدعية لأيام شهر رمضان بأكمله.
اللهم أرجوك أن لا تجعلني أو عائلتي نتذوق أي مكروه، وأن تحفظهم لي وتحميهم من أي أذى يمكن أن يبكيني، وأنا أثق بكم وأودعهم إليكم، يا رب العالمين الذي لا يضيع عنده أي شيء
اعمال اليوم الحادي عشر من رمضان
لا يختلف الأعمال المستحبة في اليوم الحادي عشر من شهر رمضان كثيرًا عن باقي الأيام، ويجب على المسلم في هذا اليوم كما في سائر الأيام، القيام بالأعمال المستحبة
- ينبغي أن نعبد الله مخلصين، فهو المخلص لنا.
- التوبة تعني الرجوع والاستغفار إلى الله تعالى، ومن تاب قبل طلوع الشمس من مغربها فإن الله يتوب عليه، فإن الله يقبل توبة عبده طالما لم يمرغ في الذنب.
يتم الحصول على التقوى في عبادة الله، حيث كتب الله علينا الصيام لكي نتقوا. - صيام هذا اليوم مثل صيام جميع أيام رمضان، بإيمان واحتساب، لأن الذي يصوم رمضان بإيمان واحتساب، سيغفر الله له كل ما تقدم من ذنوبه.
- يتم قيام هذا اليوم في شهر رمضان الكريم بإيمان واحتساب، ومن قام بصيام رمضان بإيمان واحتساب فسيغفر الله له كل ما تقدم من ذنبه.
إفطار الصائمين في هذا اليوم وفي غيره من أيام رمضان، فإن من أفطر صائماً كان له عند الله مثل أجره، وهذا لا ينقص من أجر الصائم شيئًا . - ينبغي للمسلم في هذا اليوم وخلال باقي أيام شهر رمضان الكريم أن يقوم بقراءة القرآن وتكرار تلاوته، حيث أمرنا الله بقراءة القرآن خاصةً في هذه الأيام المباركة، لأن القرآن الكريم سيكون منقذًا وشفيعًا لأصحابه يوم القيامة.
- القرآن يعلمنا إذا لم نكن نعرف، ويعلمنا إذا كنا نعرف، فخيركم من تعلم القرآن وعلمه. ويعد ذلك من أفضل الأعمال في شهر رمضان.
من كنوز الحسنات في شهر رمضان
في النهاية، إذا كان أي شخص يرغب في تحقيق الربح في هذا الشهر الكريم، يجب عليه أن يكون ملتزما بحضور دروس الدين والعلم بانتظام، وأن يطور نفسه ويتعلم ما ورد في سيرة النبي، وذلك ليكون قدوة حسنة في الحياة الدنيا وليحظى بالنعيم في الآخرة. ويجب أن يكون من الذين يصلحون بين إخوانهم، ومن الكرماء الذين يعفون ويستخفون بألسنتهم، وأن يكون سخيا، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وأن يفطر بأسرع وقت ممكن، وأن يحرص على تناول السحور حتى ولو كانت تمرة وماء قليل، وأن يكثر من صلاة الله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وإذا كان بإمكانه أن يؤدي العمرة في رمضان، فهذا يعتبر مثل أداء الحج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى بر الوالدين والاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان، وبالتأكيد يجب الاجتهاد في قيام الليل وإحياء ليلة القدر.