اعمال اليوم الثالث من رمضان وأدعيته
شهر رمضان
هو الشهر التاسع من التقويم الهجري ويلي مباشرة شهر شعبان وهو شهر الخيرات والبركات حيث أن المسلمين يحتفلون بقدوم هذا الشهر المبارك ويهنئون بعضهم البعض ويتجهزون له ويضعون جدول للعبادة حتى يستطيعوا أن يغتنموا كل دقيقة من هذا الشهر والتي تضاعف به الحسنات وتُبارك به الأعمال والعبادات.
أعمال شهر رمضان المبارك
إن أعمال أيام شهر رمضان هي الأعمال التي ذكرت في المصادر وكانت مبينة على الروايات الواردة عن رسولنا الكريم وأهل البيت. فشهر رمضان هو من أفضل الأشهر، حيث يعتبر شهرا للعبادة والطاعة لله سبحانه وتعالى. والروايات تذكر أن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أشار إلى عظمة وفضل هذا الشهر، بالإضافة إلى الأعمال التي يجب على الإنسان أن يقوم بها لتقوية صلته بالله. ويحث على أن يسعى لاستثمار شهر رمضان المبارك ليخرج منه مغفورا له بذنوبه عند الله. ومن أعمال الصحابة في رمضان، يتضمن ذلك:
ذكر الله سبحانه وتعالى
حيث يكون الهدف من تشريع العبادات هو أداء العبادات والأعمال الصالحة التي شرعت لذكر الله تعالى. قال الله سبحانه وتعالى: (فاعبدني وأقم الصلاة لذكري). وقد توفرت الأدلة التي تظهر فضل الذكر، فقال تعالى: (والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما). وقال رسولنا الكريم عن فضل الذكر قائلا: (ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم؛ فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى. قال: ذكر الله). ومن الأذكار المحمودة هي الأذكار التي رددها رسولنا الكريم وعلمناها، مثل أذكار الصباح والمساء وعند دخول المسجد والتسبيح. ومن الأذكار التي علمناها رسولنا الكريم حديثه الشريف عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم). فالاستمرار في ذكر الله سبحانه وتعالى يؤدي إلى رضاه ومحبته والتقرب منه، ويزيل الهم ويطرد الشياطين ويمحو السيئات.
الصلاة
إن الصلاة هي من أفضل الأعمال وتعتبر فرضا عينيا على كل مسلم، ويجب علينا أن نقترب من الله سبحانه وتعالى، وخاصة في شهر رمضان، من خلال أداء الصلاة، فهي الركن الثاني من أركان الإسلام، بالإضافة إلى كونها عمود الإسلام، وقد قال رسولنا الكريم (رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة)، والصلاة ليست مقتصرة على الفرائض فقط، بل هناك صلوات سنة أو نوافل يجب أداؤها بشكل يومي، ويجب زيادة أداء النوافل في شهر رمضان. فمن يصلي اثنتي عشرة ركعة من النوافل فإنه سيحصل على الأجر العظيم وسيكون له بيت في الجنة، فقد قال صلى الله عليه وسلم (ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم اثنتي عشرة ركعة تطوعا غير فريضة إلا بني الله له بيتا في الجنة أو بني له بيتا في الجنة).
وإن الصلوات التي حث رسولنا الكريم صحابته بأدائها في رمضان هي صلاة التراويح بالإضافة إلى صلاة قيام الليل فقال عليه الصلاة السلام :(من قامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفر لهُ ما تقدَّم من ذنبهِ)، وإن صلاة التراويح تعتبر من السنن المؤكدة ويجب المحافظة عليها في شهر رمضان وأن يتخللها الخشوع والطمأنينة.
قراءة القرآن الكريم
إذا قرأت حرفا واحدا من القرآن الكريم، فإن ذلك يعادل عشر حسنات. فقد قال رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم: `من قرأ حرفا من كتاب الله، فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها. لا أقول: الم حرف، ولكن: ألف حرف ولام حرف وميم حرف`. لذلك، ينبغي علينا أن نستمر في قراءة القرآن في كل الأيام وأن نكثر منه في شهر رمضان، وأن نحدد عددا خاصا من الأجزاء والصفحات في القرآن لنقرأها يوميا، وأن نسعى لإتمام تلاوته أكثر من مرة في شهر رمضان المبارك.
الزكاة
ويجب على المسلم أن يدفع زكاته في هذا الشهر المبارك، وأن يكثر من الصدقة والإحسان، فهو الركن الثالث من أركان الإسلام. وقد قال ابن عباس: `كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة`.
صلة الأرحام
إن صلة الأرحام من العبادات التي يتم التقرب بواسطتها من الله سبحانه وتعالى فهي تزيد الرزق فقال رسولنا الكريم:(مَن أحَبَّ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، ويُنْسَأَ له في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ)، وتتجلى صلة الأرحام في المداومة على زيارتهم وتفقد أحوالهم في كل الأيام وفي شهر رمضان أيضاً ويجب أن يقوم المسلم بإقامة ولائم لأقاربه بهدف تقوية صلة أرحامه فكلما كان المؤمن واصلاً لرحمه كلما كان أقرب وأتقى لله.
إحياء ليلة القدر
إن ليلة القدر من الليالي المباركة التي تأتي في آخر أيام شهر رمضان المبارك وهي الليلة التي أنزل فيها الله سبحانه وتعالى القرآن فقال تعالى:(إنا أنزلناه في ليلة القدر)، وإن إقامة العبادة والعمل في هذه الليلة خير من ألف شهر مما سواها، وإن الله سبحانه وتعالى يضاعف الحسنات في هذه الليلة، ففي شهر رمضان يجب إحياء هذه الليلة فهي سبب لتيسير الأمور وتعظيم الأجور بالإضافة لمغفرة الذنوب.
الاعتكاف
يُعرف الاعتكاف بأنه البقاء في المسجد بهدف العبادة والتقرب إلى الله، ويمكن أن يتم الاعتكاف إما في الليل أو في النهار، وكان رسولنا الكريم يعتكف في العشر الأواخر من شهر رمضان حتى توفاه الله.
قيام الليل
ذكر البخاري ومسلم في روايتهما عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “من صام رمضان إيماناً واحتساباً، غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه.
أدعية رمضان
الدعاء هو لغة يستخدمها الإنسان للتواصل والاقتراب من الله في العبادة. هناك اعتقادات خاطئة بشأن الأدعية في شهر رمضان، حيث يتداول البعض أدعية للأيام المتتالية في الشهر، ولكن هذا بدعة ولا يتوافق مع السنة النبوية، فالأحاديث التي تذكرها ضعيفة وغير صحيحة، ولكن هناك أدعية مأخوذة من السنة النبوية وتتضمن ما يلي
دعاء دخول رمضان
عندما يقترب شهر رمضان المبارك، يقوم المسلمون بتهنئة بحلول رمضان ويدعون إلى الله ويحمدونه ويتقربون إليه. يستطيع المسلم أن يدعو بهذا الدعاء كما ورد عن الشيخ ابن عثمين: اللهم أهله علينا باليمن والبركة وبالإسلام والسلام. اللهم أنت ربنا، لا إله إلا أنت. ارزقنا صيامه وقيامه بالصبر والاحتساب، واعذنا فيه من النعاس والكسل والخمول والفتور. وبلغنا يا الله فيه ليلة القدر، وأعنا على قيامها على الوجه الذي يرضيك عنا. اللهم ارزقنا في أوله الرحمة وفي أوسطه المغفرة وفي آخره العتق من النار.
دعاء رؤية الهلال
حكى طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى الهلال يقول: `اللهم أهِّله علينا باليُمن والإيمان، والسلامة والإسلام، ربي وربك الله`.
دعاء الصائم عند الإفطار
يعد دعاء الصائم وقت الإفطار من الأوقات المستجابة وأعلم عند الله، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه: (إن للصائم عند فطره دعوة ما ترد).
هناك أدعية تسمى بأدعية شهر رمضان، وكان رسولنا الكريم يدعو بها في جميع الأيام، ولم تكن مقتصرة على أيام شهر رمضان فقط، ومن بين هذه الأدعية:
- اللهم أرجو رحمتك، فلا تتركني لنفسي حتى لو لم يمر لحظة، واصلح لي كل شأني، لا إله إلا أنت
- ربنا، امنحنا الخير في الدنيا والآخرة واحمنا من عذاب النار
- اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمتُ منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمتُ منه وما لم أعلم، اللهم إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك، وأعوذ بك من شر ما عاذ به عبدك ونبيك، اللهم، إني أسألك الجنة، وما يقربني إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما يقربني إليها من قول أو عمل، وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيراً
شروط استجابة الدعاء
إن دعاء الصائم قبل الإفطار هو دعاء لا يُرد، والله أعلم، لذلك ينبغي للمسلمين استغلال شهر رمضان المبارك بالدعاء بكثرة، عسى أن يتقبل الله دعاءهم، ولكن هناك شروط يجب على كل شخص معرفتها لاستجابة الدعاء، وتتجلى فيما يلي
- الإيمان الكامل بأن الله سبحانه وتعالى سيستجيب بالخير على المسلم.
- يجب أن نستحضر النية الخالصة لوجه الله سبحانه وتعالى.
- من المهم أن يكون لدينا اليقين التام بأن الله يسمع عباده في أي مكان وفي أي وقت وحين.
- وجود التوبة النصوح.
- ينبغي على المسلم أن يندم على الخطايا والذنوب التي ارتكبها.
- بالإضافة إلى ذلك، يجب عليه أن يعزِّم على ترك المعاصي وعدم العودة إليها مرَّةً أخرى.
- يبدأ الدعاء بالثناء على الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم.
- الدعاء بأسماء الله الحسنى.
- ينبغي على المسلم أن يتحلى بالتأكيد في الدعاء ويختمه بصلوا على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.