اعمال اليوم الثالث عشر من رمضان ” والأدعية المستحبة “
العبادات في شهر رمضان
يعتبر شهر رمضان أحد الأشهر الهجرية ويأتي في المرتبة التاسعة في التقويم الهجري، حيث يسبقه شهر شعبان ويتبعه شهر شوال، وهو أحد الأشهر المفضلة لدى الله تعالى ورسوله والمسلمين جميعًا، لأنه من أركان الإسلام الأربعة ولا يمكن للمسلم أن يقوم بالصيام دونه.
وقد فرض الله تعالى الصيام على كل مسلم بالغ عاقل وهو ما ورد في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (بني الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصيام رمضان)، وليست العبادة مقصورة في شهر رمضان على الصيام فقط، بل هناك الكثير من الأعمال والعبادات المستحبة التي يجب القيام بها في رمضان والتي تجلب الأجر والثواب العظيم ومغفرة الذنوب.
– إذا بلغك شهر رمضان من الأشهر الكريمة التي منحك الله إياها، فإن هذا هو نعمة من الخالق العزيز، وعليك كمسلم أن تشكر الله على هذه النعمة وتستقبل الشهر بالسرور والفرح، وأن تستعد بكل قوتك وجهودك للقيام بالطاعات وأداء العبادات الفرضية والسنة التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقتدي بأعمال الصحابة في هذا الشهر الفضيل.
الليلة الثالثة عشر من شهر رمضان
شهر رمضان من أفضل الشهور التي قد تمر على العباد طوال العام، وذلك بسبب الفضائل العظيمة التي يتضمنها، والتي يجب على المؤمنين أن يجتهدوا في أداء العبادات خلاله. ولا يميز يوم عن آخر في هذا الشهر الكريم، بل جميع أيامه مباركة من اليوم الأول حتى اليوم الثلاثين.
حتى إن الحديث الذي يقول (أوَّلُ شهرِ رمضانَ رحمةٌ، وأوسَطُه مغفرةٌ، وآخِرُه عِتْقٌ مِنَ النَّارِ) هو حديث ضعيف ، لذا على العبد أن يجتهد في العبادة طوال الشهر من صوم، وصلاة وذكر ودعاء، وصلة رحم وإفطار صائمين وغيرها من الأعمال الصالحة، ومن فضائل تلك الأعمال في رمضان ما يلي:
- تفتح لحاملها أبواب الجنة، وتغلق أبواب النار، وتعرقل أعمال الشياطين.
- ينزل فيه القرآن من عند الله على نبيه الكريم، تماماً كما جعله في ليلة القدر، والتي هي ليلة خير من ألف شهر، كما ورد في قول الله تعالى “لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ” [سورة القدر: 3].
- يزيد الله جل وعلا في شهر رمضان رزق المؤمنين من عباده، إذ يغفر الله تعالى ذنوب من يفطر صائمًا ويعتق رقبته من النار.
- إن طاعة الله في ليلة القدر تؤدي إلى مغفرة الذنوب.
- الدعاء بصدق وإخلاص في شهر رمضان مقبول بأمر الله.
- يتضاعف في شهر رمضان الأجر والحسنات وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إلى سَبْعمِئَة ضِعْفٍ، قالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إلَّا الصَّوْمَ، فإنَّه لي وَأَنَا أَجْزِي به، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِن أَجْلِي لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ وَلَخُلُوفُ فيه أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِن رِيحِ المِسْكِ).
الأعمال المستحبة في شهر رمضان
لا شك أن الصوم والصلاة من أعمال أيام شهر رمضان الواجب على العبد القيام بها وإتيانها، ولكن هناك أعمال أخرى مستحب القيام بها ويثاب العبد عظيم الثواب والأجر على إتيانها، ومن تلك الأعمال ما يلي
قراءة القرآن وتدبره
أنزل الله سبحانه على نبيه الكريم القرآن في شهر رمضان هدى للناس، حيث قال جل وعلا (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ)، [البقرة، الآية: 185]، لذلك على المسلم أن يحرص على قراءته والعمل بما أتى به من أحكام وأوامر ونواهي، وفي ذلك يتأسى العبد برسول الله الذي كان في كل عام يعرض القرآن كاملاً على جبريل مرة، وفي عام موته صلى الله عليه وسلم عرضه على جبريل مرتين.
الذكر والدعاء
على المسلم أن يزيد من البحث عن أدعية لأيام شهر رمضان ويتكررها طوال أيام هذا الشهر المبارك، خاصة خلال الصيام ووقت الإفطار، وذلك لأن للصائم دعاءا مستجابا، وقد قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم (إن لله تعالى عتقاء في كل يوم وليلة، ولكل عبد منهم دعاءا مستجابا)، ووصف النبي الكريم هذا الشهر بأنه شهر العبادة، لذا يجب على العباد أن يزيدوا من العبادة والذكر والدعاء في رمضان
وفي الدليل على أن الدعاء في شهر رمضان مستجاب قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (ثلاثُ دَعَواتٍ مُستجاباتٍ) ومنها ذكر رسول الله دعوة الصائم، ومن أفضل الذكر في شهر رمضان التكبير والتهليل والتحميد مثل فقد قال تعالى (لِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ)، [البقرة، الآية 185].
الصدقة
الصدقة هي من أفضل الأعمال التي يمكن للعبد أن يتقرب بها من الله سبحانه، ويتضاعف أجرها في شهر رمضان. يتأسى العباد في ذلك بالرسول الكريم الذي كان أجود الناس وأكثرهم إحسانا خاصة في رمضان. وقد قال عبد الله بن عباس: `كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان`. وربما كانت أفضل الصدقات في رمضان هي إفطار الصائم، حيث قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: `من فطر صائما كان له مثل أجره، دون أن ينقص أجر الصائم بشيء`.
قيام الليل
شرع الله جل وعلا قيام الليل لعباده والتي تعرف بصلاة التراويح والتي يثاب من يؤديها جزيل الأجر والثواب، فهي عزة له في الدنيا والآخرة، وطهارة للنفس والقلب، تنهى العباد عن إتيان المعاصي، وهي سنة مؤكدة عن رسول الله حيث قال (مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).
دعاء اليوم الثالث عشر من شهر رمضان
لم يرد في الشريعة الإسلامية أي دعاء مخصص لأيام رمضان سواء في الكتاب أو السنة النبوية الشريفة، ولكن يجوز للمسلم أن يدعو بما يشاء، ومن أفضل الأدعية التي يمكن ترديدها في شهر رمضان والتي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يلي:
- عن ابن عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله: “اللَّهُمَّ طَهِّرْنِي فِيهِ مِنَ الدَّنَسِ وَالْأَقْذَارِ، وَصَبِّرْنِي عَلَى كَائِنَاتِ الْأَقْدَارِ، وَوَفِّقْنِي لِلتُّقَى وَصُحْبَةِ الْأَبْرَارِ، بِعَوْنِكَ يَا قُرَّةَ عَيْنِ الْمَسَاكِينِ”، وفضله “مَنْ دَعَا بِهِ أُعْطِيَ بِكُلِّ حَجَرٍ وَمَدَرٍ حَسَنَةً وَدَرَجَةً فِي الْجَنَّة”.
- اللهم يا فارج الهم، يا كاشف الغم، يا مُذهب الحزن، اكشف عنا همومنا وأحزاننا، وألهمنا الصبر والسلوان.
- اللهم اجعل سمعي وبصري نعمة تدوم لي، واحفظهما بحفظك، وانصرني على من يظلمني وخذ حقي منه.
- اللهم اغفر لي ذنوبي، ووسِّع لي في داري، وبارك لي في رزقي.
- اللهم، أسألك بأنك الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤًا أحد، أن تغفر لي ذنوبي، فأنت الغفور الرحيم .
- أيها الله، أنا أسألك الجنة وألجأ إليك من النار.
- اللهم قني شر نفسي، وثبتني على أرشد أمري، واغفر لي ما سررت به وما أعلنت، وما أخطأت به وما عمدت إليه، وما علمت وما جهلت.