اعلان السعودية الحرب .. عملية ( عاصفة الحزم ) ضد الحوثيين
استنجد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بدول الخليج العربي، برئاسة المملكة العربية السعودية، لوقف الاعتداءات الحوثيين على الشعب اليمني وتدهور الأحوال الأمنية في البلاد. وفي رد فعل عاجل، أعلنت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات المتحدة ودولة الكويت ودولة قطر ومملكة البحرين عن إطلاق عملية عسكرية في اليمن، وتم تسمية العملية باسم “عاصفة الحزم“، وذلك في تمام الساعة الثانية عشر ليلا بتوقيت الرياض .
وهذا نص البيان :
سم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
تابعت كل من ( المملكة العربية السعودية ، ودولة الإمارات العربية المتحدة ، ومملكة البحرين ، ودولة قطر ، ودولة الكويت ) بألم كبير وقلق بالغ تطورات الأحداث الخطيرة في الجمهورية اليمنية والتي زعزعت أمن اليمن واستقراره جراء الإنقلاب الذي نفذته المليشيات الحوثية على الشرعية ، كما أصبحت تشكل تهديداً كبيراً لأمن المنطقة واستقرارها وتهديداً للسلم والأمن الدولي . وقد سارعت دولنا إلى بذل كافة الجهود للوقوف إلى جانب الشعب اليمني الشقيق في محاولاته لاسترجاع أمنه واستقراره من خلال البناء على العملية السياسية التي أطلقتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ، ولحماية المنطقة من تداعيات هذا الانقلاب .
استجابت دول المجلس لطلب فخامة الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي بتاريخ 16 / 5 / 1436هـ الموافق 7 / 3 / 2015م بعقد مؤتمر في الرياض تحت مظلة مجلس التعاون، وذلك لحضور جميع الأطياف السياسية اليمنية الراغبة في المحافظة على أمن اليمن واستقراره.
وفي حين كانت الترتيبات تجري على قدم وساق لعقد هذا المؤتمر، تلقينا رسالة من فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي، وجاء في نصها:
الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود هو الأخ العزيز وخادم الحرمين الشريفين
ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة
الأخ العزيز، حضرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان
رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة
جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، الأخ العزيز
ملك مملكة البحرين الشقيقة
السلطان قابوس بن سعيد، الأخ العزيز والمجيد
سلطان عمان الشقيقة
الأخ العزيز، صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح
أمير دولة الكويت الشقيقة
الشيخ تميم بن حمد آل ثاني هو الأخ صاحب السمو
أمير دولة قطر الشقيقة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
أكتب لكم أيها الأخوة الأعزاء هذه الرسالة والقلب يعتصر بالأسى والحزن الكبيرين على ما آلت إليه الأوضاع الأمنية في الجمهورية اليمنية من تدهور شديد وبالغ الخطورة جراء الأعمال العدوانية المستمرة والاعتداءات المتواصلة على سيادة اليمن التي قام ولا يزال يقوم بها الانقلابيون الحوثيون بهدف تفتيت اليمن وضرب أمنه واستقراره .
قد بذلنا جميع الجهود الممكنة لوقف هذه الاعتداءات الحوثية الإجرامية البشعة على شعبنا، والتي تسببت في جروح عميقة في كل بيت يمني، وسعينا بكل قوتنا للوصول إلى حل سلمي يمكن من خلاله إخراج اليمن من الظلمة التي أدخلها فيها الانقلابيون الحوثيون، وحماية شعبنا من الفوضى والدمار، وللحيلولة دون سحب البلاد إلى حرب ستؤدي إلى الدمار الشامل الذي يسعون إليه الانقلابيون.
إلا أن كافة جهودنا السلمية ومساعينا المتواصلة قد واجهت الرفض المطلق من قبل الانقلابيين الحوثيين الذين يواصلون أعمالهم العدوانية لإخضاع بقية المناطق وخاصة في الجنوب إلى سيطرتهم ، مما جعل الجمهورية اليمنية تمر في أحلك الظروف العصيبة في تاريخها حيث لم يسبق للشعب اليمني المتمسك بمبادئ ديننا الإسلامي الحنيف أن واجه مثيلاً لهذا العدوان الآثم الذي لا تقره المبادئ الإسلامية ولا الأعراف والمواثيق الدولية والذي تنفذه الميليشيات الحوثية المدعومة من قوى داخلية باعت ضميرها ولم تعد تكترث إلا بمصالحها الذاتية ، والمدعومة أيضاً من قوى إقليمية هدفها بسط هيمنتها على هذه البلاد وجعلها قاعدة لنفوذها في المنطقة مما لم يعد معه التهديد مقتصراً على أمن اليمن بل أصبح التهديد لأمن المنطقة بأكملها وطال التهديد الأمن والسلم الدوليين .
ونظرا لهذه التطورات الخطيرة، وحرصا على أمن اليمن واستقراره وأمن المنطقة والسلم العالمي، وحماية شعبنا اليمني الباسل الذي دفع ثمنا باهظا بسبب الانقلاب الحوثي، فإنني، وبناء على مسؤولياتي الدستورية التي تلزمني برعاية الشعب والحفاظ على وحدة الوطن واستقلاله وسلامة أراضيه، ومع الأخذ في الاعتبار ما قامت به الميليشيات الحوثية من أعمال عدوانية، بما في ذلك رصد أعمدة عسكرية تتجه نحو عدن لاجتياحها واستيلائها عليها وعلى مناطق جنوب اليمن بأكملها، وبناء على إعلان تلك الميليشيات الإجرامية نواياها في التحرك العسكري نحو الجنوب، والذي تم تأكيده في التقرير الأخير الذي قدمه مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى مجلس الأمن، الذي أكد أن ما يسمى باللجنة الثورية الحوثية أصدرت نداءا للتعبئة العامة في الوحدات العسكرية التي تسيطر عليها في الشمال، استعدادا لشن حملة عسكرية على الجنوب، ومع تأكيد التقرير أيضا بأن الحوثيين ما زالوا يحتلون المؤسسات الحكومية ويوسعون نفوذهم في مناطق جديدة على الرغم من التحذيرات المتكررة من مجلس الأمن، وأن طائرات القوات الجوية التي استولوا عليها الحوثيون لا تزال تحلق وتقصف مدينة عدن، وهو تصعيد خطير لا يمكن تجاهله .
وحيث أكد تقرير المبعوث الخاص للأمم المتحدة أن الحوثيين بدؤوا في التحرك الآن جنوبًا باتجاه محافظتي لحج وعدن، وتنتشر المخاوف من استغلال تنظيم القاعدة للوضع الراهن لإثارة مزيد من الفوضى، مما يجعل البلاد تنزلق نحو المزيد من الصراع العنيف والانقسام.
أوجه نداءي إليكم أيها الإخوة المحترمون، طالبا من دولكم الشقيقة أن تقفوا – كما هو معتاد منكم – إلى جانب الشعب اليمني لحماية بلادهم. وأناشدكم، بموجب مبدأ الدفاع عن النفس الوارد في المادة (51) من ميثاق الأمم المتحدة، وبموجب ميثاق جامعة الدول العربية ومعاهدة الدفاع العربي المشترك، أن تقدموا الدعم الفوري بجميع الوسائل والإجراءات اللازمة، بما في ذلك التدخل العسكري، لحماية اليمن وشعبه من العدوان الحوثي المستمر وردع الهجوم المتوقع الذي قد يحدث في أي وقت على مدينة عدن وبقية المناطق الجنوبية، ومساعدة اليمن في مواجهة تنظيم القاعدة والتخلص منه .
سيتذكر الشعب اليمني دائمًا وقوف أشقائه إلى جانبه في هذه الظروف العصيبة والأخطار المحدقة به .
وأخيراً، أريد أن أؤكد أن ثقة الشعب اليمني بالله سبحانه لم ولن تتزعزع، وسيظل ملتزمًا بمبادئه الوطنية التي تتطلب منه التضحية بكل ما يملك من أجل الحفاظ على عزة وكرامة وسيادة الوطن .
تاريخ تنحي عبد ربه منصور هادي هو 24/3/2015م
تستجيب الحكومة لمسؤولياتها تجاه الشعب اليمني الشقيق بناء على رسالة فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي، التي طلب فيها المساعدة الفورية بجميع الوسائل والتدابير اللازمة لحماية اليمن وشعبه من الهجمات الحوثية المدعومة من قوى إقليمية تهدف إلى بسط نفوذها على اليمن وجعلها قاعدة لها في المنطقة، مما يجعل التهديد لا يقتصر على أمن واستقرار اليمن وسيادته فحسب، بل يشكل تهديدا شاملا للأمن والسلم الدولي للمنطقة، بالإضافة إلى طلب فخامة الرئيس من المجتمع الدولي مساعدة اليمن في مواجهة التنظيمات الإرهابية .
ونظرا لانتشار الهجمات على أراضي المملكة العربية السعودية وتعرضها لتهديد مستمر لأمنها واستقرارها من خلال استخدام الأسلحة الثقيلة والصواريخ ذات المدى القصير والبعيد خارج نطاق السلطة الشرعية، ونظرا لعدم استجابة الميليشيات الحوثية للتحذيرات المتكررة من دول مجلس التعاون ومجلس الأمن، واستمرارها في انتهاك القانون الدولي والأعراف الدولية وتجمعاتها المسلحة بما في ذلك الأسلحة الثقيلة والصواريخ على الحدود السعودية، وتنفيذها لتدريبات عسكرية كبيرة مؤخرا بالذخيرة الحية بالقرب من الحدود السعودية باستخدام جميع أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة، مما يكشف عن نوايا الميليشيات الحوثية في تكرار اعتداءها الواضح الذي ارتكبته بدون أي مبرر عندما هاجمت أراضي المملكة العربية السعودية في نوفمبر 2009، قررت دولنا الاستجابة لطلب فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي، رئيس الجمهورية اليمنية، لحماية اليمن وشعبه العزيز من اعتداءات الميليشيات الحوثية التي كانت وما زالت تستخدم كأداة في يد قوى خارجية للتدخل في أمن واستقرار اليمن المنكوب.
نسأل الله أن يحمي اليمن وشعبه الشقيق من الفتن والتدخل الخارجي الذي يصب في صالح اليمن ودولتنا. ونسأله أن يعيد الأمن والاستقرار للشعب اليمني العزيز، فهو ولي ذلك والقادر عليه.
الدول المشاركة بعاصفة الحزم :
أعلنت عشر دول مشاركة في عملية عاصفة الحزم ، وهي دول الخليج العربي (المملكة العربية السعودية، الإمارات، الكويت، البحرين، وقطر) بالإضافة إلى مصر والأردن والسودان وباكستان والمغرب في حربها ضد الحوثيين .
عدد المقاتلات المشاركة :
تشارك السعودية بعدد 100 طائرة و 150 ألف مقاتل في عاصفة الحزم ، وتشارك الإمارات بـ 30 مقاتلة إمارتية ، والكويت بـ 15 مقاتلة ، وقطر بـ 10 مقاتلات ، والبحرين بـ 15 مقاتلة ، والأردن بـ 6 مقاتلات ، والمغرب بـ 6 مقاتلات ، والسودان بـ 3 مقاتلات ، أما مصر وباكستان فتشاركان بعدد من السفن والطائرات .
العملية العسكرية :
بدأت أول عملية عسكرية ضد الحوثيين في اليمن في الساعة السابعة مساءً بتوقيت واشنطن، وقام وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز برئاسة العملية الأولى في عاصفة الحزم. كان الأمير محمد بن سلمان حاضرًا في مركز عمليات القوات الجوية لقيادة العملية .
حتى الآن، لا تزال المقاتلات الجوية السعودية تواصل عملياتها العسكرية ضد الحوثيين في العديد من المناطق في اليمن، حيث تمكنت القوات السعودية من تدمير غرفة العمليات المشتركة التابعة للحوثيين في صنعاء، وانهارت ميليشيات الحوثيين وحلفائهم أثناء انسحابهم، وسمع ذووهم عدة انفجارات في مديرية مران في صعدة، وتم تدمير مخازن الأسلحة والقواعد العسكرية والجوية في صنعاء، بالإضافة إلى القصف الجوي الذي استهدف مطار صنعاء ،