اضطراب قلق الانفصال و بعض أعراضه و أسبابه
يشار إلى اضطراب قلق الانفصال باسم اضطراب القلق الانفصالي، ويتمثل هذا النوع من القلق في القلق المفرط من الانفصال عن المنزل أو الأشخاص الذين يحيطون بالفرد، ويتميز هذا الفرد بالارتباط القوي بينه وبين بعض الأشخاص. أما بالنسبة لمعدلات انتشار المرض، فهو أكثر شيوعا بين الأطفال ويزداد مع تقدم السن ويسوء في حالة عدم العلاج .
أعراض مصاب اضطراب قلق الانفصال
يعاني المريض من ضيق شديد ومخاوف كثيرة، ويشعر بالقلق من الانفصال عن الأشياء أو الأشخاص التي يهتم بها .
تبدأ أعراض هذا النوع من الاضطرابات من الطفولة، حيث يكون الطفل المصاب متشبثًا بوالديه، ويصاب بنوبات من الغضب الشديد والبكاء عندما يُطلب منه المشاركة في نشاط محدد أو البقاء في مكان محدد يتطلب الابتعاد عن والديه .
يعاني هذا المريض من حالة رهاب تجاه فكرة إصابة الأشخاص المقربين منه بالمكروه، ويشعر بالقلق والغضب عند تعرض هؤلاء الأشخاص للأذى حتى لو كان طفيفًا .
يعاني الشخص المصاب بهذا الاضطراب من صعوبة كبيرة في النوم، ويصل الأمر إلى أن يتحول نومه إلى كوابيس عندما يبتعد عن الشخص المقرب منه .
يتميز هذا المرض بالشعور ببعض الأعراض الجسمانية، مثل الآلام في منطقة البطن والأمعاء والشعور بالغثيان والصداع، وقد تحدث هذه الأعراض فعلاً أو قد تكون من نسج خيال المصاب، ويعاني المصاب من هذا المرض بحاجة للاحتفاظ بمن يحبهم حوله للتخفيف من آلامه ومعاناته .
هذا الشخص يعاني من التردد والرفض للعديد من الأشياء ويتجنب القيام بأي شيء جديد خوفًا من الانفصال .
أسباب الإصابة باضطراب قلق الانفصال
تشير بعض الأبحاث إلى أن الأشخاص المصابين بهذا النوع من الاضطرابات ، قد يكون لديهم في الأساس مشكلات في المخ ، و تتمثل هذه المشكلات في عيوب خلقية ، تصيب فص المخ أو منطقة الجبهة ، و هناك بعض الأسباب البيولوجية و المعرفية ، التي قد تحيط بالفرد فتتسبب في الإصابة به .
يمكن أن يكون أحد الأسباب الرئيسية لتعرض الطفل لاضطراب العاطفة والسلوك هو انعدام دفء مشاعر الوالدين وعدم اهتمامهم الكافي به، كما يمكن أن يكون قمع استقلاليته ونمو شخصيته من الأسباب الأخرى .
توجد أسباب أخرى متعلقة بالتربية، مثل التدليل الزائد والتحكم الزائد في الطفل وتصرفاته، وهذا يؤدي إلى شعور داخلي بالقلق والوحدة، ويتطور إلى قلق الانفصال .
عدم شعور الطفل بالأمان ينتج عندما يكون المحور الرئيسي لسيطرة الأم والأب هو الطفل، أوعندما يكون الوالدين أكثر تدخلًا في حياة الطفل، مما يولد قلقًا من الانفصال داخله .
تشخيص اضطراب قلق الانفصال و علاجه
تبدأ معالم اضطرابات هذا النوع في الظهور عادة بعد إتمام السنة الأولى، حيث يكون الطفل الطبيعي قد بدأ في التكيف مع الحياة من حوله وتشكيل حياته الخاصة .
على الرغم من ذلك، لا يمكن تشخيص حالة الطفل حتى بعد إتمام العام الثالث من عمره، ومن الممكن أن يعاني الطفل من نوبات غضب عندما يفكر في احتمال فقدان منزله أو شخص مقرب منه .
– هذه المشاعر عند تبلورها فيما بعد ، إن لم يتم العلاج على النحو الصحيح و في الوقت المناسب ، إلى مشاعر عدوانية ، و انطوائية مفرطة ، و عزلة و خوف من الانفصال عن من يحبهم و يرتبط بهم و يمتد الأمر ليصل إلى الخوف من الانفصال عن الأشياء .
– يتم العلاج من خلال العلاج السلوكي المعرفي ، و بعض الاستراتيجيات المتبعة و منها الاسترخاء .