يحتوي جسم الإنسان على عدد لا حصر له من أنواع المعادن والمركبات المختلفة التي تعمل بشكل متناسق من أجل تعزيز صحة الإنسان والحفاظ على وظائف الجسم الأساسية ، ومن أهم هذه المواد هي الكهارل أو التي تُعرف باسم الإلكتروليتات التي تلعب دورًا هامًا ورئيسيًا في إتمام العديد من وظائف الجسم .
ما هي الكهارل
الكهارل ( الإلكتروليتات ) هي عبارة عن بعض المعادن التي تحمل شحنات موجبة أو سالبة وتعمل بشكل أساسي في الحفاظ على توازن سوائل الجسم داخل وخارج الخلية ، وضبط درجة الحموضة في الجسم ، وتعزيز وظائف العضلات والجهاز العصبي ، ويتعرض الإنسان إلى حدوث خلل في توازن تلك الكهارل عندما يتعرض إلى بذل درجة نشاط كبيرة ، أو التعرض إلى العرق بنسبة عالية أو فقدان جزء كبير من سوائل الجسم مثل في حالات الإصابة بمرض السكري .
أهم 7 كهارل في الجسم ووظائفهم
يحتوي الجسم على عدد كبير من المركبات الكيميائية، ولكن هناك 7 أنواع هامة ومشهورة منها، وهي كالتالي:
الصوديوم Na+
يعتبر الصوديوم واحدًا من الأيونات الرئيسية التي تحمل شحنة موجبة خارج الخلية، ويؤدي دورًا هامًا في تنظيم كمية المياه داخل الجسم، بالإضافة إلى السيطرة على إرسال النبضات الكهربائية التي تنظم عمل الجهاز العصبي والعضلات .
البوتاسيوم K+
والبوتاسيوم أيضًا من أهم الأيونات الموجبة ( الكاتيونات ـ Cations ) في الجسم ، وتعتبر الوظيفة الأساسية للبوتاسيوم هي تنظيم ضربات القلب وضغط الدم والجهاز الدوري بشكل عام وتعزيز وظائف العضلات أيضًا ، وإذا تعرض المريض إلى حدوث خلل في مستوى البوتاسيوم في الجسم ؛ فإنه يُعاني من اضطراب نبضات القلب وقد يترك ذلك تأثير سلبي على الجهاز العصبي أيضًا .
الكالسيوم Ca++
يتبع الكالسيوم ضمن الأيونات الموجبة، ويساهم بشكل كبير في تعزيز صحة العظام والأسنان، كما يلعب دورًا في تنظيم انقباض وانبساط العضلات ووظائف الأعصاب .
الماغنسيوم Mg++
يُعد المغنيسيوم أحد الأيونات الموجبة، وأشار العلماء إلى دوره في دعم تفاعلات ما يقرب من 300 إنزيم في الجسم، كما يلعب هذا العنصر دورًا هامًا في تعزيز وظائف الجهاز العصبي والقلب، وتحويل الجلوكوز إلى طاقة، وتكوين العظام والأسنان .
الكلوريد Cl-
الكلوريد من الأيونات سالبة الشحنة التي تُعرف أيضًا باسم الأنيونات ، وهو أهم أيون سالب في الجسم ؛ ويتواجد في السوائل خارج الخلية وفي دم المريض ، وقد أشارت الأبحاث إلى أن نسبة الكلوريد في عرق المريض هي نفسها نسبة الكلوريد في الدم ، ودور هذا الأيون الأساسي هو تنظيم نسبة السوائل في الجسم .
الفوسفات HPO4-
يعتبر الفوسفات من أهم الإلكتروليتات السلبية في الجسم، حيث يلعب دوراً أساسياً في تنظيم حموضة الدم (الرقم الهيدروجيني pH)، إضافة إلى دوره في ترسيب الكالسيوم في العظام .
البيكربونات HCO3-
يعمل أيون البيكربونات أيضًا على ضبط نسبة الحموضة في الدم وفي جميع سوائل الجسم ، ويتم الاعتماد على تركيز البيكربونات في الدم من أجل تحديد درجة الحموضة به ، حيث أن نسبة الحموضة تختلف وفقًا لطبيعة المأكولات التي يتناولها كل شخص وطبيعة أنواع الأدوية العلاجية التي يتناولها أيضًا .
اضطراب توازن الكهارل عند مرضى السكري
عندما يرتفع مستوى الجلوكوز في الدم، يحدث اضطراب وعدم توازن في مستوى الإلكتروليتات (الكهارل) في الدم. فعند الإصابة بمرض السكري، يزداد معدل التبول بشكل كبير جدا للتخلص من الجلوكوز الزائد في الجسم، ولكن في نفس الوقت يتم فقدان نسبة كبيرة من الكهارل والماء. وبالتالي، يحدث اضطراب في توازن الإلكتروليتات في الجسم .
أشارت العديد من الأبحاث والدراسات الحديثة إلى أن ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم، سواء في حالة السكري من النوع الأول أو السكري من النوع الثاني، يؤدي إلى حدوث اضطراب بشكل أساسي في تركيز كل من البوتاسيوم والصوديوم .
أعراض اضطراب الكهارل عند مرضى السكر
تشير الأعراض التي تحدث نتيجة عدم اتزان الكهرليتات في الجسم، سواءً في حالة السكري أو أي حالة مرضية أخرى، إلى العديد من الأمور، منها:
- الغثيان .
- الدوار والصداع .
- آلام العضلات .
- التهيج .
- الشعور بالضعف العام .
- الشعور بالعطش .
- الإغماء .
- الحماض الكيتوني السكري .
وتحدث حالة الحماض الكيتوي السكري Ketoacidosis لدى مرضى السكر ؛ لأن الجسم يفقد جزء كبير من الجلوكوز المرتفع في الدم ؛ وبالتالي ؛ يحاول أن يبحث عن مصدر آخر للطاقة بدلًا من الجلوكوز ، وهذا المصدر هو الدهون ، ولكن الدهون ليست بنفس كفاءة الجلوكوز في إنتاج الطاقة ؛ حيث ينتج عنها أحد نواتج التكسير وهي الكيتونات ، ومن المؤسف أن ارتفاع نسبة الكيتونات في الدم يؤدي إلى حدوث اضطراب في اضطراب التوازن الحمضي القلوي acid/base disorder في الجسم ؛ والتي تؤدي بدورها إلى حدوث حالة الحماض الكيتوني لدى المريض وهي حالة خطيرة قد تُهدد الحياة خصوصًا في الحالات الحادة .
طرق الحصول على الكهارل بشكل طبيعي
إذا كنت تعيش في منطقة ذات درجة حرارة مرتفعة جدا، مما يؤدي إلى فقدان الكهارل بشكل كبير نتيجة التعرق، أو إذا كانت لديك نسبة عالية من السكر في الدم وفقدت كمية كبيرة من السوائل والكهارل في الجسم، أو إذا كنت تمارس نشاطا قويا أو ممارسة تمارين رياضية مكثفة أو تقوم بأي نشاط يؤدي إلى فقدان السوائل والكهارل في الجسم؛ في هذه الحالات، يحتاج الجسم إلى تعويض الكهارل المفقودة في الجسم .
يجب عدم الانصياع للأقوال التي تشير إلى ضرورة تناول المكملات الغذائية للحصول على الإلكتروليتات، حيث يمكن الحصول عليها بشكل أفضل عن طريق تناول الفواكه والخضروات الطازجة بكميات كافية وشرب المياه بشكل منتظم يوميًا .