اضرار شرب الخمور
الخمور هي واحدة من المشروبات الروحية التي يترتب عليها الذهاب في حالة من السكر حيث تحتوي على مادة الإيثانول النقي وهي من بين أبرز مسببات فقد للمرء المقدرة على التحكم في أقواله وأفعاله مما ينتج عنه الوقوع في الكثير من المشكلات الاجتماعية، فضلاً عن الأضرار الجسدية والصحية ولذلك حرم الله تعالى الخمر حيث أتى الدين الإسلامي بكل ما يحفظ للإنسان كرامته وشأنه، وتنزيهه عن الإتيان بما يضره سواء كانت ذلك الضرر في النفس، المال أو الجسد والتي يؤثر الخمر عليها جميعاً تأثير سلبي عظيم.
أضرار شرب الخمور
يظن البعض أن شرب كأس من الخمر بين الحين والآخر لن يضر ولن يؤذي أحد حيث أشار بعض العلماء إلى أن النبيذ ليس ضاراً على الدوام بينما ما هو ضار الإفراط في تناوله وعلى الرغم من ذلك قد أشارت منظمات الصحة المختلفة إلى ضرورة الامتناع التام عن تناول الكحوليات بجميع أنواعها، كما ورد ما يصرح بأن تناول القليل من النبيذ لا بأس فيه ولا ضرر هي دراسات معيبة.
يؤثر الكحول على صحة الإنسان بالعديد من الطرق والنواحي منها تراكم السموم بالجسم والتي تثر بالتبعية على أعضائه ووظائفه الحيوية إذ قد ينتج عن تناولها ارتفاع مستوى السكر بالدم، وحالات من التسمم قد تكون حادة، إلى جانب الإعاقات الجسدية، الفكرية والاجتماعية وتنقسم أضرارها إلى آثاراً قصيرة المدى وأخرى طويلة المدى.
أضرار الخمر قصيرة المدى
يوجد العديد من الآثار الصحية التي تنتج عن تناول الخمر ولا يصنف كلها من الآثار الخطيرة، ومن هذه الآثار:
- الدوار والدوخة.
- ردود الأفعال الغير لائقة والانفعالية.
- الانفعالات العصبية.
- الغثيان والقيء.
- الصداع وآلام الرأس.
- بطئ رد الفعل وصعوبة الانتباه.
- التسمم.
- حوادث الطرق.
- العنف الجسدي.
أضرار الخمر طويلة المدى
: مجموعة من الباحثين المختصين في دراسة آثار الكحول على الصحة التابعين لمنظمة الصحة العالمية استعرضوا بيانا للحالات التي تسببها شرب الكحول في الإصابة بمرض السرطان، وتوصلوا من خلال تلك الدراسات إلى دور الخمور في الإصابة بالسرطان، وخاصة سرطان الثدي، حيث يتعرض الرجال لخطر الإصابة بالسرطان بنسبة واحد بالمائة إذا شربوا زجاجة واحدة من النبيذ أسبوعيا، والنساء يتعرضون لخطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة واحد ونصف بالمائة، كما يمكن أن يصاب الرجال بسرطان الحلق واللسان والكبد والمريء والأمعاء.
بالإضافة إلى ذلك، يؤدي تناول الكحول إلى تهيج غشاء الفم، مما يزيد من نفاذية المواد المسرطنة الموجودة في التبغ لدى المدخنين، وهذا يزيد احتمالات الإصابة بالسرطان. كما يزيد ارتباط تناول الكحول بالتهاب الكبد وتليفه واحتمالية الإصابة بالسرطان في مرحلة متأخرة. بالإضافة إلى ذلك، تمنع الكحول التي هي المكون الرئيسي في الخمور امتصاص حمض الفوليك في عمليات الهضم، مما يزيد من خطر الإصابة بسرطان المستقيم والقولو.
أضرار الخمر وفوائده
تتركز المخاطر الرئيسية والجسمية لتناول الكحول بشكل كبير في الجهاز الهضمي، من الكبد والكلى والأمعاء، ولكن هناك العديد من الأعراض والآثار الأخرى التي يمكن أن تحدث بسبب استهلاك الكحول، ومن بينها ما يلي:
- يؤدي النمو الزائد للبكتيريا في الأمعاء إلى فرط نشاطها، وبالتالي يتسبب فيتهاجر هذه البكتيريا إلى جدار الأمعاء، مما يؤدي إلى الإصابة بالتليف والإنتان الواصل للكبد.
- ضعف واعتلال عضلة القلب يحدث بسبب عدم انتظام ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم، مما يؤدي إلى تعرض الشخص للأزمات القلبية والنوبات الخطرة.
- يُعَد التهاب البنكرياس من مضاعفات تعاطي الخمور، إلى جانب ضعف جهاز المناعة وعدم قدرته على مقاومة البكتيريا والفيروسات.
- تتضمن آثار تناول الكحول فقدان التركيز وتشوش الذاكرة وزيادة احتمالات الإصابة بالخرف والسكتات الدماغية، وقد تم تصنيفها كالسبب السابع من بين الأسباب الرئيسية للوفاة في العالم، والسبب الأول للوفاة في الفئات العمرية من الخامسة عشرة إلى الخمسين عامًا.
- وفيما يتعلق بالتساؤل حول فوائد الكحول فإن كانت قد ينتج عنها الشعور في بعض الأحيان بالسعادة اللحظية إلا أن مخاطرها تفوق بالقدر الكبير تلك الفائدة وهو ما صرحت به لجنة الدولية التابعة لمنظمة الصحة العالمية بشأن الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية بشكل قاطع في عام 2007 أنه (لا توجد ميزة في تعزيز استهلاك الكحول كاستراتيجية وقائية).
اضرار شرب الخمر للرجال
على الرغم من انتشار الاعتقاد السائد بأن تناول كأس من النبيذ يزيد من القدرة الجنسية للرجال، فإن العلم قد أثبت خطأ هذا الاعتقاد موضحا الآثار السلبية لتناول الكحول على الصحة الجنسية والانتصاب، حيث يؤدي إلى انخفاض مستوى هرمون التستوستيرون في الجسم، مما يقلل بالتبعية من عدد الحيوانات المنوية ومستوى الخصوبة، ويزيد من فرص الإصابة بالعقم والضعف في الحمل.
أضرار الخمر الاجتماعية
يترتب على شرب الخمر العديد من الآثار الاجتماعية المتعلقة بالعلاقات الأسرية والعلاقات الاجتماعية مع أفراد المجتمع، وتتمثل هذه الآثار فيما يلي:
- ارتفاع نسبة الجرائم: عندما يرتكب الإنسان السرقة والقتل والضرب والاغتصاب، يفقد السيطرة على سلوكه وعواطفه، وذلك رغم أن الله تعالى خلق الإنسان بالعقل ليتحكم في تصرفاته، ولكن عندما يفقد العقل بسبب الكحول مثلا، يتصرف بطريقة غير مدروسة ويقوم بأفعال خاطئة.
- ارتفاع معدل حوادث الطرق: غالبا ما ينصح الأشخاص المخمرين بعدم قيادة السيارات تماما لتفادي وقوع حوادث السير وتعريضهم والمارة للخطر.
- التفكك الأسري وارتفاع نسب الطلاق: عندما يتناول رجل الخمر، يفقد القدرة على العمل والإنتاجية، مما يؤدي إلى تدهور الموارد المالية، بالإضافة إلى المصاريف الباهظة المترتبة على شراء الخمر. بالإضافة إلى ذلك، فإن فقدان الوعي وفقدان السيطرة على الانفعالات والتفكير السليم يؤدي إلى خلافات شديدة بين الأزواج وفي نهاية المطاف الطلاق.
تحريم الخمر في الإسلام
كان الناس في الجاهلية معتادين على شرب الخمر، وكانت الخمر جزءا لا يتجزأ من حياتهم. وبما أن الله جل وعلا حكيم، جاء تحريم الخمر على مراحل وليس في مرة واحدة، مع بيان الهدف الشرعي والحكمة وراء ذلك. وكانت المرحلة الأولى في تحريم الخمر هي ما ورد في القرآن الكريم بأن فيها إثما كبيرا، ولكن لم يتم التصريح بتحريمه عندما قال تعالى: (يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس، وإثمهما أكبر من نفعهما).
أما المرحلة الثانية فكانت في اختيار المسلمين بين ما يرضي الله أو ما يغضبه دون الإشارة إلى حظره أيضا، مع تحذير من الاقتراب من الصلاة وهم سكارى حتى يتعلموا ما يقولون، وقد استجاب الكثيرون من المؤمنين وفهموا غضب الله تعالى من الخمر. وفي ذلك الوقت، دعا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الله قائلا: (اللهم أبين لنا الحكم في الخمر بشكل يشفي القلوب).
بينما المرحلة الثالثة جاءت حينما أنزل الله جل وعلا على نبيه الكريم الوحي بقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ*إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ).