اضرار الهمز واللمز
يحذر ديننا الإسلامي الحنيف من الإساءة إلى أي شخص آخر سواء كان مسلمًا أو غير مسلم، وينبهنا على أن الهمز واللمز يجلبان الإثم العظيم والفساد الكبير في المجتمع .
تعريف الهمز واللمز
كل من الهمز واللمز يحملان معنى واحد وهو الطعن في الآخرين وذكر عيوبهم، وأشار علماء الأمة الإسلامية إلى أن الهمز أكثر تأثيرا وتأثيرا من اللمز، واللمز يتم بالكلام في حين يتم الهمز عن طريق الفعل، ومن أشهر حركات الهمز هي الغمز بالعين وخداع الأعين والإشارة باليد أو الرأس .
ذكر البعض أن الهمز واللمز من أشكال التكبر والتفاخر، وقد ورد ذلك في قوله تعالى { ويل لكل همزة لمزة } سورة الهمزة [القرآن، 104:1]. والمقصود بالهمزة في هذه الآية الكريمة هم الأشخاص الذين يهمزون عن الآخرين، والمقصود باللمزة هم الأشخاص الذين يلمزون عن الآخرين، ويتم الهمز في ظهر الغيب، بينما يتم اللمز وجها لوجه .
أنواع الهمز واللمز
هناك أنواع مختلفة من الهمز واللمز، ووعد الله تبارك وتعالى بالويل والنار لمن يرتكب هذا الخطيئة، ومن هذه الأنواع:
يُعد السخرية والاستهزاء بالخالق عز وجل ورسوله وبالقرآن الكريم من أشد أنواع السخرية، وذلك عندما يقوم الهماز واللماز بوصف الخالق عز وجل بصفات لم تأتي في الكتاب والسنة، وعندما يتم التشكيك في صدق القرآن الكريم وصدق رسول الله – صلى الله عليه وسلم – .
إهانة الرسل والأنبياء -صلوات الله وسلامه عليهم- تعد من أسوأ أنواع الإيذاء النفسي والجسدي والهمز واللمز، حيث كان الكثير من الناس يسيئون التعامل معهم ويستخفون بهم ويجرون عليهم السخرية والإيذاء أثناء نشر دعوتهم للوحدانية وعبادة الله عز وجل .
يقوم بعض الأشخاص بالاستهزاء والسخرية من الآخرين بدون سبب حقيقي، ويتضح ذلك في استهزاء بعض الأشخاص الضعفاء بالناس الصالحين والمتفوقين في حياتهم الدينية والدنيوية، كما يقوم البعض بإلقاء السخرية على الآخرين بسبب مظهرهم وصورتهم التي خلقها الله عليهم .
ينبغي لكل مسلم أن ينتبه إلى أن الاستهزاء بأي شخص آخر، حتى وإن كان من باب المزاح، غير مستحب وغير مرغوب به أيضًا لأنه يؤدي إلى التقليل من شأن الآخرين .
من أهم صور الهمز واللمز والاستهزاء بالآخرين هو الانتقاص من قدر أي شخص مُقصِّر في الدين والشعور بالعُجب بالنفس، وهذا أمرٌ خاطئٌ تمامًا، بل إن حق المسلم على المسلم هو النصح والإرشاد، وليس السخرية .
سلبيات الهمز واللمز
يدعونا الدين الإسلامي إلى الحرص على القيام بجميع الأعمال التي تؤدي إلى الصالح العام للأمة الإسلامية وللبشرية بأكملها، وفي المقابل يحذرنا من الانشغال بأي أعمال تؤدي إلى الفساد، ومنها الهمز واللمز، لأن ذلك يؤدي إلى:
يعرض الخوض في حديث غير لائق عن الله تبارك وتعالى وصدق دعوة الرسول والأنبياء والمرسلين لسخط المولى عز وجل وللعقاب الشديد فيالحياة الآخرة .
يؤدي النميمة والفساد ذات البين بين المسلمين وفي المجتمع بشكل عام إلى اختلاق مشكلات كبيرة في المجتمع .
-كما يؤدي الهمز واللمز والسخرية، المعروفة الآن باسم التنمر، إلى الإيذاء النفسي والجسدي، مما يؤدي إلى خلق أفراد في المجتمع يفتقرون إلى الثقة بأنفسهم، مما يؤثر على تقدم وتنمية المجتمعات .
يجب على كل مسلم تجنب توجيه كلمات الهمز واللمز لأي شخص آخر من المسلمين أو غيرهم، وذلك تمامًا لتجنب عقاب الله تعالى ولكي لا يكون سببًا في تفريق أفراد المجتمع وتدميره .