اضرار النميمة
النميمة هي واحدة من أسوأ الصفات التي يمكن أن يتصف بها الإنسان، وهي عبارة عن نقل الكلام بين الناس بهدف الإفساد فيما بينهم أو بث المشاعر السلبية والعداوة بينهم، وتحمل هذه الصفة عواقب خطيرة على المجتمع بشكل عام. وهناك العديد من الأشخاص الذين يخلطون بين النميمة والغيبة، حيث تعني الغيبة التذكير بعيوب الشخص الآخر والتي تكون حقيقية .
أخطر أضرار النميمة
إن النميمة شأنها كشأن جميع السلوكيات السلبية ، فإن لها العديد من الأخطار ، ولذلك فإن النميمة محرمة في الدين الإسلامي ، لأنها من شأنها أن تؤذي جميع المؤمنين والمؤمنات ، وذلك لأن النميمة فيها تتبع لعورات الناس وخصوصياتهم ، وهو أمر يرفضه الجميع على أنفسهم بطبيعة الحال ، بينما الإنسان النمام يقبله على غيره .
ومن أخطر أضرار النميمة أنها تفرق بين الناس ، وذلك من شأنه أن يؤذي المجتمع ، والنميمة بطبيعة الحال من شأنها أن تهدم بنيان المجتمع ، وتساعد على انهياره ، وانهيار العلاقات المختلفة لجميع أفراد المجتمع ، حيث يقال: “عمل النمام أضر من عمل الشيطان ، لأن الشيطان ، بالخيال والوسوسة وعمل النمام بالمواجهة والمعاينة”.
ومن أضرار النميمة في الدنيا ، أن الناس يبتعدون عن الشخص النمام ، ولا يفضلون التعامل معه ، وبذلك يكون وحيدًا ليس حوله أحد من الناس ، كما أن الشعور بالذنب الذي يصيب الإنسان لاقترافه خطيئة النميمة ، يكون شعورًا صعبًا ، إنما في الآخرة فإن الإنسان النمام الذي لم يتب عن ذلك ، فإنه يعذب في يوم القيامة ، ويحرم من الجنة ، ويلقى في النار .
كيفية علاج النميمة
يوجد العديد من الطرق لعلاج النميمة والتخلص منها، حيث يجب على الأشخاص المحيطين بالشخص النمام في البداية مساعدته وتوجيهه نحو الصواب ونصحه بالابتعاد عن النميمة، وذلك عن طريق توضيح أثارها وعواقبها في الدنيا والآخرة. وفي حال شعر الشخص النمام بالذنب بعد فعلته، فينبغي له الاستغفار، وأفضل أنواع الاستغفار هو قول: “اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء لك بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت”. ويجب أن يكون الإنسان صادقا في الاستغفار لتتمكن عجائب الاستغفار من الحدوث .
للتخلص من النميمة، يجب على الإنسان أن يدرك بشكل كامل أضرار هذه العادة السيئة، وأنها قادرة على تدمير حياة الآخرين وحتى حياته الشخصية .
يجب على الإنسان أن يدرك خطورة النميمة وقدرتها على أن تحرمه من الجنة وتدخله النار، لأن النميمة قد تفسد الدين والدنيا .
لذلك، النميمة تعتبر مرضا، ويجب على المريض أن يسعى للعلاج والتخلص منه. بالإضافة إلى ذلك، يجب على الأشخاص المحيطين به مساعدته إذا رأوا أنه يمتلك النية الطيبة الصادقة للتخلص من هذه العادة السيئة، وذلك وفقا لقوله تعالى في الآية السادسة من سورة الحجرات: `يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين` .