اضرار الموسيقى الصاخبة علميًا
ندرك جميعا أن الموسيقى محرمة دينيا، ولكن هل لها تأثير سلبي علميا؟ في السنوات الأخيرة، اهتم بعض العلماء بالموسيقى بسبب انتشارها الواسع عالميا وشعبيتها بين الشباب، وأصدرت منظمة الصحة العالمية بيانا حول تأثير الموسيقى على صحة الإنسان. ورغم تباين آراء العلماء في هذا الشأن، إلا أن السؤال المطروح هو هل للموسيقى تأثير على صحة الإنسان؟
وفقا لتقارير منظمة الصحة العالمية في هذا الشأن، أشارت إلى أنه يجب تجنب الاستماع للموسيقى الصاخبة لأكثر من ساعة، حيث تسبب مخاوف بشأن فقدان السمع لدى الشباب. أفادت المنظمة بأن هناك حوالي 1.1 مليار مراهق حول العالم معرضون لخطر تلف السمع بشكل دائم، ويرجع سبب هذه المشكلة إلى الاستماع المتكرر والمطول للموسيقى، خاصة تلك ذات الصوت العالي الذي يتجاوز 82 ديسيبل، وهو الحد الآمن لمدة ساعة يوميا من خلال سماعات الأذن. تتسبب هذه الترددات العالية في الجهاز الحساس للأذن الداخلية. وأوضحت المنظمة أن مشكلة فقدان السمع زادت بين المراهقين من 3.5% إلى 6.5% في عام 2005 بسبب الاستماع المستمر للموسيقى الصاخبة، إلى جانب تعرضهم لطنين الأذن. لذلك، يجب ارتداء حاميات الأذن عند الاستماع للموسيقى الصاخبة أو حضور حفلات الموسيقى الصاخبة. يعاني عدد كبير من المستمعين لهذا النوع من الموسيقى من مرض طنين الأذن بدرجات متفاوتة، ويشعرون بالطنين الخفيف والصوت المستمر في الأذن والرأس، مما يؤثر سلبا على جميع جوانب حياتهم، بما في ذلك التركيز في العمل، والقدرة على النوم، ويقلل من مستوى النشاط والإنتاجية.
حسب الدراسات، يعاني واحد من كل 10 مستمعين للموسيقى الصاخبة من أمراض طنين الأذن، ويعاني 30% من المستمعين من مشاكل صحية وإرهاق متكرر، وهذا يشير إلى تضرر حاسة السمع. ويعاني معظم المرضى من مشاكل مثل الخوف والشعور بالعجز والانزعاج، وهذا يؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية. كما أن الموسيقى الصاخبة تؤثر بشكل سيء على صحة الإنسان وضغط الدم، حيث تظهر الفحوصات الدماغية لمستمعي الموسيقى الصاخبة تغيرات في النشاط الدماغي .
من المعتاد أن جميع أنسجة الجسم تعمل وفق إيقاع محدد، وهذه هي فطرة الله تعالى التي خلق بها الإنسان. عندما يتعرض الإنسان للموسيقى الصاخبة، تتغير العمليات الفسيولوجية الطبيعية في الجسم. هذا يسبب ضغطا كبيرا وإجهادا على الجسم، وتكون الآثار الجسدية أكبر وأشد، وقد تؤدي إلى الموت. الموسيقى الصاخبة تؤثر على الترددات والذبذبات العالية، وتخترق الجسم البشري وتتغلغل في كل خلية، مما يزيد من إفراز هرمونات تقوم بها الجسم، وهذا يدفع الجسم إلى الهروب منها. ترتفع ضغط الدم وتزيد دقات القلب، وتزيد من نسبة الكوليسترول في الدم. بمجرد اختراق الموسيقى الصاخبة للخلايا الجسمية، يزيد الجسم من إفراز الهرمونات التي تخفف الألم، وهذا يجعل استماع الموسيقى يشبه الدواء، وهذا يفسر سبب إدمان الاستماع للموسيقى. بالإضافة إلى ذلك، فإنها تؤثر على القوقعة في الأذن الداخلية، والتي ترسل إشارات كهربائية إلى الدماغ لتحويلها إلى صوت. عندما يتعرض القوقعة للتلف بسبب الاستماع المفرط للموسيقى الصاخبة، يحدث فقدان السمع مع مرور الوقت. بالإضافة إلى الأضرار الجسيمة على الجهاز العصبي، نتيجة للاستماع المتكرر للموسيقى الصاخبة، حيث تؤثر على الخلايا العصبية في قشرة الدماغ. يمكن أن تحدث مشاكل مثل فقدان الذاكرة وعدم القدرة على التذكر، وذلك بسبب توجيه هرمونات التوتر مثل الأدرينالين والكورتيزون الدم والسكر إلى العضلات للهجوم أو الهروب. هذا يؤدي إلى انخفاض نسبة السكر في الدماغ، بشكل خاص في منطقة تسمى الهيبوكامبوس، وهذا يؤثر سلبا على إنتاج الخلايا العصبية المسئولة عن الذاكرة في تلك المنطقة من الدماغ.
لذلك، يجب الاهتمام بالأطفال في سن المراهقة وتوعيتهم بخصوص الاستماع للموسيقى الصاخبة للحفاظ على صحتهم ..