ادببوح القصيد

اشهر قصائد الحلاج

نبذة عن الحلاج

يعرف الحلاج باسمه الحسن، واسم أبيه هو منصور، وكان جده محمى. ولد في العراق وفقًا لبعض الباحثين والمهتمين بالشعر والتأريخ، وتميز شعرهبالنزعة الصوفية مما جعله واحدًا من رواد التصوف. وتوفي الحلاج عام 309 هـ، وتم تداول الكثير من الأحاديث حول تعلمه السحر في بلاد الهند التي سافر إليها.

عاش في زمن الدولة العباسية شخص يقدم الألاعيب والخدع للناس البسطاء والعامة، ويسعى للانحياز إلى قلوبهم وعقولهم. انتشرت أخبار حيله وخدعه التي يقوم بها لخداع الناس وتظاهر بأنه ولي وأن له قدرات خارقة. وقد زعم أنه إله أو نبي، ولعب بعقول البعض، وجمع حوله أتباع ومريدين مؤمنين بسحره وشعوذته. وصل الأمر إلى أن الحاكم أمر بمحاكمته وإعدامه بعد أن اجتمع مع العلماء والفقهاء لمناقشته والاستماع إليه. واتفقوا على أنه زنديق، وأقر الحاكم بإعدامه. له في حياته الشعرية الكثير التأثر بالمدرسة الصوفية.

أشهر قصائد الحلاج

قال الحلاج في العشق الإلهي ، قصيدة لبيك ، والتي يذكر فيها تلبيته إلى الله سبحانه وتعالى، و يتحدث عن علاقته الخاصة بربه ، و كيف تغلل الحب الإلهي إلى قلبه فأصبح يسير في كل جسده ، حتى صار في سمعه وبصره ، و كل جزء من أجزاء جسده، وكيف تعلقت روحه بالخب ، وأفعال الشوق به، وكيف أمرضه هذا الحب ، وما وجد له من دواء.

قصيدة لبيك

لَبَّيكَ لَبَيكَ يا سِرّي وَنَجوائي

لَبَّيكَ لَبَّيكََ يا قَصدي وَمَعنائي

أَدعوكَ بَل أَنتَ تَدعوني إِلَيكَ فَهَل

نادَيتُ إِيّاكَ أَم نادَيتَ إِيّائي

يا عيني، أنتِ عين وجودي، يا مدى همومي

يا مَنطِقي وَعَبارَتي وَإيمائي

يا كلي ويا سمعي ويا بصري

يا جُملَتي وَتَباعيضي وَأَجزائي

يا كُلَّ كُلّي وَكُلُّ الكُلِّ مُلتَبِسٌ

وَكُلُّ كُلِّكَ مَلبوسٌ بِمَعنائي

أي شخص يحببه روحي فقد تعلقت به

وَجداً فَصِرتُ رَهيناً تَحتَ أَهوائي

أَبكي عَلى شَجَني مِن فُرقَتي وَطَني

طَوعاً وَيُسعِدُني بِالنَوحِ أَعدائي

أَدنو فَيُبعِدُني خَوفي فَيُقلِقُني

شَوقٌ تَمَكَّنَ في مَكنونِ أَحشائي

فَكَيفَ أَصنَعُ في حُبٍّ كُلِّفتُ بِهِ

مَولايَ قَد مَلَّ مِن سُقمي أَطِبّائي

قالوا تَداوَ بِهِ فَقُلتُ لَهُم

يا قَومُ هَل يَتَداوى الداءُ بِالدائي

حُبّي لِمَولايَ أَضناني وَأَسقَمَني

فَكَيفَ أَشكو إِلى مَولايَ مَولائي

إِنّي لَأَرمُقُهُ وَالقَلبُ يَعرِفُهُ

فَما يُتَرجِمُ عَنهُ غَيرُ إيمائي

يا ويل روحي ومن روحي فوا أسفي

عَلَيَّ مِنّي فَإِنّي أَصِلُ بَلوائي

كَأَنَّني غَرِقٌ تَبدوا أَنامِلَهُ

تَغَوُّثاً وَهوَ في بَحرٍ مِنَ الماءِ

وَلَيسَ يَعلَمُ ما لاقَيتُ مِن أَحَدٍ

إِلّا الَّذي حَلَّ مِنّي في سُوَيدائي

ذاكَ العَليمُ بِما لاقَيتُ مِن دَنَفٍ

وَفي مَشيئَتِهِ مَوتي وَإِحيائي

يا غايَةَ السُؤلِ وَالمَأمولِ يا سَكَني

يا عَيشَ روحِيَ يا ديني وَدُنيائي

قُلي فَدَيتُكَ يا سَمعي وَيا بَصَري

لِم ذي اللُجاجَةُ في بُعدي وَإِقصائي

إِن كُنتَ بالغَيبِ عَن عَينَيَّ مُحتَجِباً

فَالقَلبُ يَرعاكَ في الإِبعادِ وَالنائي

ما يَفعَلُ العَبدُ وَالأَقدارُ جارِيَةٌ

عَلَيهِ في كُلِّ حالٍ أَيُّها الرائي

أَلقاهُ في اليَمِّ مَكتوفاً وَقالَ لَهُ

إِيّاكَ إِيّاكَ أَن تَبتَلَّ بِالماءِ

قصيدة قل لمن يبكي علينا حزنا

قُل لِمَن يَبكي عَلَينا حَزَناً

إِفرَحوا لي قَد بَلَغنا الوَطَنا

إِنَّ مَوتي هُوَ حَياتي إِنَّني

أَنظُرُ اللَهَ جهاراً عَلَنا

من يبني لي منزلاً في دنيا البقاء؟

لَيسَ يَبني دارا في دُنيا الفَنا

إِنَمّا المَوتُ عَلَيكُم راصِدٌ

سَوفَ يَنقُلكُم جَميعاً مِن هُنا

أَنا عُصفورٌ وَهَذا قَفَصي

كانَ سِجني وَقَميصي كَفَنا

فَاِشكُروا اللَهَ الَّذي خَلَّصَنا

وَبَنى لي في المَعالي مَسكَنا

فَاِفهَموا قَولي فَفيهِ نَبَأٌ

أَيَّ مَعنى تَحتَ قَولي كَمنا

وَقَميصي قَطّعوهُ قطَعاً

وَدَعوا الكُلَّ دَفين زَمَنا

لا أَرى روحِيَ إلا أَنتُمُ

وَاِعتِقادي أَنَّكُم أَنتُم أَنا

إِنّي لَأَكتُم مِن عِلمي جَواهِرَهُ

لكي لا يتأثر العلم بالجهل ويفتننا

وَقَد تَقَدَّمَ في هَذا أَبو حَسَنٍ

إِلى الحُسَينِ وَوَصّى قَلبَهُ الحَسنا

يا رُبَّ جَوهَرِ عِلمٍ لَو أَبوحُ بِهِ

لِقيلَ لي أَنتَ مِمَّن يَعبدُ الوَثَنا

وَلَاِسَتَحَلَّ رِجالٌ مُسلِمونَ دَمي

يَرَونَ أَقبَحَ ما يَأتونَهُ حَسَنا

إِلى حَتفي سَعى قَدَمي

أَرى قَدَمي أَراقَ دَمي

فَما أَنَفَكُّ مِن نَدَمِ

وَهانَ دَمي فَها نَدَمي

لَئِن أَمسَيتُ في ثُوبَي عَديمِ

لَقَد بَلِيا عَلى حُرٍّ كَريمِ

فَلا يَحزُنكَ أَن أَبصَرتَ حالاً

مُغَيَّرَةً عَنِ الحالِ القَديمِ

فَلي نَفسٌ سَتَتلفُ أو سَتَرقى

لَعَمرُكَ بي إِلى أَمرٍ جَسيمِ

قصيدة كل بلاء علي مني

في هذه القصيدة، يتحدثالحلاج عن حالته وتجربته في الحب، ويصف كيف يؤثر الحب على أفعاله ومشاعره، ويصف أيضًا كيف يشعر بالنار تجري في أعماقه وتجعله يذرف الدموع، ويصف حال العاشقين وكيف يختلفون عن الآخرين فيما يرون ويشعرون، ويقول إن عيونهم لا تشبه عيون البشر العاديين.

كُلُّ بَلاءٍ عَلَيَّ مِنّي

فَلَيتَني قَد أُخِذتُ عَنّي

أَرَدتَ مِنّي اِختِبارَ سِرّي

وَقَد عَلِمتُ المُرادَ مِنّي

وَلَيسَ لي في سِواكَ حَظٌّ

فَكَيفَما شَئتَ فَاِمتَحِنّي

كُن لي كَما كُنتَ لي

في حينِ لَم أَكُنِ

يا مَن بِهِ صِرتُ بَي

نَ الرُزءِ وَالحَزَنِ

ثم بدا له بعد استكمال نضجه وتدبره

بَرقٌ تَأَلَّقَ مَوهِناً لَمَعانُهُ

يَبدو كَحاشِيَةِ الرِداءِ وَدونَهُ

صَعبُ الذُرى مُتَمَنّعٌ أَركانُهُ

فِدنا لِيَنظُرَ كَيفَ لاحَ فَلم يُطِق

نَظَراً إِلَيهِ وَصَدَّهُ سُبحانُهُ

فَالنارُ ما اِشتَمَلَت عَلَيهِ ضُلوعُهُ

وَالماءُ ما سَحَّت بِهِ أَجفانُهُ

قُلوبُ العاشِقينَ لَها عُيونٌ

تَرى ما لا يَراهُ الناظِرونا

وَأَلسِنَةٌ بِأَسرارٍ تُناجي

تَغيبُ عَنِ الكِرامِ الكاتِبينا

وَأَجنِحَةٌ تَطيرُ بغَيرِ ريشٍ

إِلى مَلَكوتِ رِبِّ العالِمينا

وَتَرتَعُ في رِياضِ القُدسِ طَوراً

وَتَشرَبُ مِن بِحارِ العارِفينا

فَأَورَثَنا الشَرابُ عُلومَ غَيبٍ

تَشِفُّ عَلى عُلومِ الأَقدَمينا

شَواهِدُها عَلَيها ناطِقاتٌ

تُبَطِّلُ كُلَّ دَعوى المُدَّعينا

عِبادٌ أَخلَصوا في السِرِّ حَتّى

دَنَوا مِنهُ وَصاروا واصِلينا

قُل لِمَن يَبكي عَلَينا حَزَناً

إِفرَحوا لي قَد بَلَغنا الوَطَنا

إِنَّ مَوتي هُوَ حَياتي إِنَّني

أَنظُرُ اللَهَ جهاراً عَلَنا

من يبني لي منزلاً في دنيا البقاء؟

لَيسَ يَبني دارا في دُنيا الفَنا

إِنَمّا المَوتُ عَلَيكُم راصِدٌ

سَوفَ يَنقُلكُم جَميعاً مِن هُنا

أَنا عُصفورٌ وَهَذا قَفَصي

كانَ سِجني وَقَميصي كَفَنا

فَاِشكُروا اللَهَ الَّذي خَلَّصَنا

وَبَنى لي في المَعالي مَسكَنا

فَاِفهَموا قَولي فَفيهِ نَبَأٌ

أَيَّ مَعنى تَحتَ قَولي كَمنا

وَقَميصي قَطّعوهُ قطَعاً

وَدَعوا الكُلَّ دَفين زَمَنا

لا أَرى روحِيَ إلا أَنتُمُ

وَاِعتِقادي أَنَّكُم أَنتُم أَنا

قصيدة عجبت

يتحدث الحلاج في قصيدته “عجبت منك ومني” عن لوعة المحبوب تجاه المحب، ويسأل عن الأسباب التي تجعل المحبوب يقرب ويبعد، كما يصف شعوره تجاه الحب وقيمته في حياته

عَجِبتُ مِنكَ وِمنّي

يا مُنيَةَ المُتَمَنّي

أَدَنَيتَني مِنكَ حَتّى

ظَنَنتُ أَنَّكَ أَني

وَغِبتُ في الوَجدِ حَتّى

أَفنَيتَني بِكَ عَنّي

يا نِعمَتي في حَياتي

وَراحَتي بَعدَ دَفني

ما لي بِغَيرِكَ أُنسٌ

إِذ كُنتَ خَوفي وَأَمني

يا مَن رِياضُ مَعاني

هِ قَد حَوَت كُلَّ فَنِّ

وَإِن تَمَنَّتُ شَيئاً

فَأَنتَ كُلُّ التَمَنّي

يذكر الحلاج في أحد أشهر قصائد الحب التي كتبها في أبيات شعرية.

الحبُّ ما دام مكتومًا على خطرٍ

وغايةُ الأمْنِ أن تدنو من الحَذَرِ

وأطيَبُ الحُبِّ ما نمَّ الحديثُ بهِ

كالنار لا تجدي نفعا وهي في الحجر 

من بعْدِ ما حضر السَّحاب و اجتمعَ الـ           

أعوانُ وامتطَّ أسمى صاحبُ الخَبَرِ 

أرجُو لنفسي براءً منْ محبّتكم              

إذا تبرّأتُ من سَمعي ومن بصَرِي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى