تعاني العديد من دول العالم من الاحتلال الذي يهدف إلى فرض السيطرة والتحكم ونهب ثرواتها، وهذا يدفع الدول المحتلة إلى اللجوء إلى الحروب لتحقيق الاستقلال.
حرب الاستقلال الاسكتلندية الأولى (1296-1328):
توفى الملك ألكسندر الثالث ملك أسكتلندا دون أن يترك وراءه وريثًا للملك و هذا ما أدى إلى نشوب العديد من المنازعات بين قادته و في إطار ذلك ظهر العداء بين روبرت بروس و جون بوليول ، و هما المتنافسان الرئيسيان على الحكم بعد وفاة الملك ، و من أجل فض ذلك النزاع قام الأوصياء على عرش أسكتلندا بالاستعانة بالملك إدوارد الأول ملك إنجلترا لإنهاء هذا الأمر، قام كلُ من القائدين بالقسم بالولاء التام لإنجلترا ، و بعد ذلك اختار الملك إدوارد جون بوليول ليتولى الحكم.
استغل ملك إنجلترا هذا الجزء لصالحه، وأمر الملك بوليول بإرسال قواته لمحاربة فرنسا، ولكن بوليول رفض هذا الأمر، ونتج عن الرفض هجوم ملك إدوارد على الأراضي الاسكتلندية وبدأت حرب تستمر لمدة اثنتين وثلاثين عاما من أجل الاستقلال. تم اعتقال بوليول وتولى وليام والاس الحكم، وظل يكافح من أجل الاستقلال وطلب المساعدة من فرنسا، مما أثار غضب ملك إنجلترا، لكنه توفي سريعا وانقسمت البلاد بعده، ثم استغل روبرت بروس الفرصة وشارك في معركة بانوكبيرن وتمكن من تحقيق استقلال اسكتلندا.
حرب الاستقلال المكسيكية(1810-1821)
خلال عام 1808م قامت فرنسا بغزو إسبانيا من أجل فرض السيطرة على شبه الجزيرة الأيبيرية ، و نشبت حرب كبرى بين الدولتين مما أدى إلى إثارة الفتن بين المستعمرات الإسبانية الأمريكية و ظنهم أن الحكومة الإسبانية تظلم الفقراء و تمارس التمييز العنصري ضد سكان أمريكا الأصليين ، و المهجنين.
ثارت التمردات في تلك المستعمرات ضد الحكومة الإسبانية، وانتشرت الثورة لتشمل جميع المستعمرات. ولكن انتهت الثورة بالفشل. في عام 1820، أنشأت إسبانيا حكومة ليبرالية أنهت سيطرة الكنيسة الكاثوليكية والنبلاء الذين كانوا يشكلون تهديدا للطبقة الحاكمة. وبعد ذلك، حاربت القوات الملكية المتمردين، وتمكنت المكسيك من استعادة استقلالها في عام 181.
ثورة تكساس(1835-1836)
بعدما استطاعت المكسيك تحقيق استقلالها، قامت بالاستيلاء على إقليم تكساس بهدف تطويره. سعت المكسيك لجذب المواطنين الأمريكيين للعيش في أراضيها من خلال خفض الرسوم الجمركية وتبني سياسة الهجرة المفتوحة، لكنها أشترطت أن يكون جميع المقيمين في البلاد من الكاثوليك وأن يحصلوا على الجنسية المكسيكية وإلغاء سياسة الر.
في عام 1830، تجاوز عدد المستوطنين الأمريكيين عدد المواطنين المكسيكيين بكثير في تكساس، ولكن رفض المستوطنون أن يصبحوا مكسيكيي الجنسية، وبالتالي قامت الحكومة المكسيكية بإعادة تكساس إلى مكانتها السابقة وإغلاق باب الهجرة، وأثارت هذه القيود غضب الأمريكيين الذين أرادوا البقاء في تكساس، ومن هنا نشبت النزاعات بينهما، وتم إعلان ثورة في تكساس وبعد عام من القتال استطاعت تكساس نيل استقلالها.
الثورة الهايتية(1719-1804)
عانى الشعب الفرنسي من حكومة ظالمة ولكنه لم يستسلم لها، وقام الفرنسيون بالثورة التي أصبحت مصدر إلهام للعديد من الدول التي تعاني من الظلم والاستبداد، ومن بينها سكان المستعمرة الفرنسية سانت دومينغ المعروفة حاليا باسم هايتي، تأثروا بشدة بالثورة الفرنسية لأنهم لم يحظوا بأي حقوق إنسانية وعولجوا كأنهم عبيد، وثاروا ضد حكومة باريس، وبالتالي قامت الحكومة بتحرير الملونين في المستعمرة.
ومع ذلك، تفاقمت الأمور وانتفض سكان المستعمرة ضد حاكمهم وطالبوا بأن يصبحوا مواطنين مثل غيرهم، وبدؤوا مسيرة ثورتهم منذ عام 1791م، وبعد ذلك قامت فرنسا بتحرير جميع العبيد في سانت دومينغ لتهدأ الأوضاع، وبعد تولي نابليون بونابرت الحكم، حاول إعادة سياسة العبودية مرة أخرى، ولكن تمكن متمردو هايتي من هزيمته وأصبحوا أول شعب يمتلك استقلالهم من بين أصحاب البشرة السوداء.
حرب الاستقلال الهندية(1857):
تعرض الشعب الهندي لظلم كبير في عام 1867 تحت حكم شركة الهند الشرقية البريطانية. فقد احتلت القوات البريطانية الهند ونهبت ثرواتها، ونفذت سياسة سلب الأراضي (مذهب الانقطاع)، حيث تمتلك الشركة الأراضي التي يموت أصحابها دون ورثة أو عجز صاحب الأرض عن الاعتناء بها. كما حاولت الشركة تغيير ديانة سكان الهند، وشهد تمرد جنود السيبوي، الذين كانوا يمثلون جزءا كبيرا من سكان الهند، ضد الضباط البريطانيين، وتمكنوا من الاستيلاء على مدينة دلهي. في النهاية، تم استبدال شركة الهند الشرقية بشركة راج البريطانية، التي كانت أكثر صبرا وسيطرة على البلاد.
الانتفاضة الملغاشية(1947-1948):
عانت مدغشقر في عام 1947 من الاحتلال العسكري الفرنسي لها، وعندما حاولوا استعادة السيطرة على البلاد بالقانون رفضت القوات الفرنسية مطالبها، ولذلك هاجم أكثر من مليون ملغاشي المواقع الفرنسية المتواجدة في جميع أنحاء البلاد لاستعادة أراضيهم وطرد الفرنسيين، ونشبت الصراعات بين الجانبين وقامت فرنسا بتدمير منازل وقرى الشعب الملغاشي، ونفذت إعدامات جماعية لهم، وألحقت بهم أشد العذاب، وظلت هذه الحالة لسنوات عديدة حتى حصل الشعب على استقلاله عن طريق التصويت في عام 196.