اشهر تفسيرات ابن سيرين
ابن سيرين وحقيقة تفسيره للاحلام
هو الإمام محمد بن سيرين، الملقب بـ شيخ الإسلام، أبو بكر الأنصاري البصري، وهو مولى أنس بن مالك، خادم النبي صلى الله عليه وسلم.
ولد ابن سيرين في الفترة الأخيرة من خلافة عمر، وروى الكثير من التابعين عنه، وروى عن أبي هريرة وأنس بن مالك وابن عمر وابن عباس وغيرهم من الصحابة.
كان معروفًا أنه كان يغتسل كل يوم وكان معروفًا بمرض الوسواس.
توفي بعد وفاة الحسن البصري بمائة يوم، رحمه الله، في السنة المائة والعاشرة للهجرة.
يتبادل الناس بينهم كتاب تفسير الأحلام الشائع وينسبونه إلى الإمام محمد بن سيرين رحمه الله.
وكان رأي العديد من الأشخاص أن هذا الكتاب لا ينسب له، وذلك لأسباب عدّة، من أهمها أنه إذا كان الكتاب من تأليفه لكان موجودًا في الكتب المترجمة له من قبل الإمام الذهبي في السير، والحافظ ابن كثير في البداية والنهاية.
عجائب ابن سيرين في تفسير الاحلام
يعدّ ما ذكر عن ابن سيرين في تفسير الأحلام من أغرب ما يمكن أن يسمع
- يقول البعض إن رؤية الله سبحانه وتعالى في المنام يؤدي إلى دخول الجنة.
- جاءه رجل رأى في منامه، وكأنه يحرث أرضا لا تنبت، فقال له أن التفسير هو أنه سيعزل عن زوجته.
- أتى رجل آخر إليه وقال إنه رأى في حلمه أنه يطير بين السماء والأرض، فأجابه بأن التفسير هو أنه يعاني من انزال المني بكثرة.
- عندما جاء إليه رجل يطلب تفسيرا لرؤياه في الحلم، وهي أنه كان يلعق عسلا من جامة مليئة بالجوهر، قال له أن يتقي الله ويعود إلى القرآن الذي قرأه ونسيه.
- أخبره أحدهم أنه رأى في حلمه صبيًا يصيح، فنصحه بأن يتقي الله ولا يلجأ إلى العنف.
- أخبره شخص ما بأنه رأى في منامه أنه يشرب من بلبلة تحتوي على شعبان مالح وآخر عذب، فأجابه بأن يتقي الله وأنه لا يجب أن يخوض في أمور أخت زوجته.
- توصل أحدهم إلى ابن سيرين وأخبره بأنه رأى دمًا في بوله، فسأله ابن سيرين عن حالته الزوجية فأجاب بأن زوجته في حالة حيض، فنصحه بتقوى الله وعدم الرجوع إلى هذا الأمر.
- جاء الى ابن سيرين رجل، وقال له أنّه يرى في منامه وكأنّه يحمل بيده قدحًا من الزجاج وفي هذا القدح ماءً، وانكسر القدح من يده، وبقي الماء الذي بداخله، فقال له ابن سيرين مفسّرًا له ما رآه في منامه، عليك أنْ تتقِّ الله، فأنت لم ترَ شيئًأ، ولمّا خرج الرجل من عند ابن سيرين، قال: والله ما رأيت شيئًا.
هناك العديد من التفاسير المختلفة التي وردت عن ابن سيرين، ومن بينها تفسير تساقط الشعر في الحلم، ويصعب شرحها جميعا لأن كل شخص لديه أسبابه الخاصة وظروفه الفريدة.
تفسير الأحلام الشامل لابن سيرين
تم تداول قضية نسب كتاب `تفسير الأحلام` لابن سيرين بين العلماء، وهنا هو التفسير لهذا الأمر:
ذكر كتاب `كتب حذر منها العلماء` لمشهور حسن سلمان أن نسبة هذا الكتاب لابن سيرين غير صحيحة، وأن هذا الكتاب ليس من تأليفه.
تم استنتاج أن ابن سيرين لم يقم بكتابة التعبير وتم إرجاع ذلك إلى مجموعة من الأسباب
- لم يتم ذكر وجود كتاب لابن سيرين في التعبير خلال القرون الأولى الثلاث من الهجرة، بالرغم من إشارة المترجمين إلى براعته.
- على الرغم من أن ابن سيرين كان يعرف الكتابة، إلا أنه لم يكتب بنفسه، ولكن كتب عنه تلاميذه الذين قيدوا المسائل له، حتى لا تتلاشى أو تنسى.
كان يكتب الحديث فقط إذا كان لديه ذاكرة قوية للحفاظ على الرواية والتقرير الدقيق، وكان يتجنب الكتابة إذا كان يخشى أن يصبح الكتاب هو المرجع بدلاً من الشخص الذي حفظ الحديث.
يؤكد ذلك عدم ذكره من قبل أي من المؤرخين السابقين في كتاباتهم، سواء في الحديث أو في أي علم من علوم التفنين. - كان ابن سيرين شديد التقوى، وحمل الكثير من التقوى في نفسه، وهذا ما ورد في سيرته، ومن الممكن أن يكون حمل التقوى جعله يتجنب الأمور التي تنافي القوانين المحددة في الرؤيا.
كان جريئًا جدًا في التعبير، وهذا ما ورد عنه، وهذه هي حرية الإنسان العالِم، الماهر.
تتعلق الجرأة التي تظهر في بعض الرؤى بالحالة التي يتم تقديمها، وتكون لحظية ولا تنطوي على أي تحمل للتأليف. - تم استخدام بعض النماذج التي وردت في العديد من المصادر، ولكن لم يتم الإشارة إلى أن هذه النماذج تعود إلى كاتب محدد أو منشئ.
- في كتاب “تعبير المنام” الذي يتم تداوله بين أيدي الناس، والذي يُنسب لابن سيرين، يعرف من يُلقي نظرة على هذا الكتاب، أنّ الشواهد التي ذكرها المؤلف، وروح التأليف الموجودة في الكتاب، والتنسيق وأسلبوه التعبيري، بعيدة تمامًا عمّا كان يُكتب في القرن الأول الهجري، وهو عصر ابن سيرين.
- أهم الأسباب هي ما قاله اين سيرين بنفسه، حيث قال: إذا كنت ستتخذ كتابًا ، فلا تأخذ رسائل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
علم تفسير الأحلام
يعتبر علم تفسير الأحلام من العلوم التي تتطلب من المفسِّر موهبة خاصة، تُمنحها الله لمن يشاء من عباده، ولا يعد من العلوم المكتسبة.
يعتمد بشكل كامل على الذكاء والفطنة، بالإضافة إلى النظر في أمر الرائي وحالته.
يعد تفسير الأحلام أحد العلوم الأقرب إلى الإلهام، وأكثر قربًا للعلم، ويعتبر ابن سيرين أحد أشهر المفسرين، حيث له العديد من كتب تفسير الأحلام.
قد نرى اختلافًا بين آراء المفسرين لنفس الرؤيا، وذلك يكون بحسب القرائن التي تصاحب هذه الرؤيا، والنظر إلى سمات الشخص وحاله، فقد يأتي أحدهم وقص رؤياه ويطلب ما رآه في منامه، ويكون قد رأى البحر في المنام او السيارة في المنام .
قد يسأل المفسر المتخصص بتفسير الأحلام الشخص عن بعض الأسئلة المتعلقة بحالته للتأكد من التفسير الصحيح الذي يتوافق مع القرائن المصاحبة للشخص المعني.
ويقول الدرديري في كتابه “الشرح الصغير”: تفسير الأحلام ليس من الكتب، وإنما يتطلب فهمًا للأوقات والظروف والمعاني والفطنة.
وقال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين: تعبير الرؤية ليس مكتسبًا، بل هو شيء يُلقيه الله في قلب الإنسان.