الخليج العربي

استكشاف اليورانيوم بالمملكة مطلع 2018

إذا كان لدى أي دولة القدرة على استخدام الطاقة النووية، فإنها تسيطر على خيوط العالم. وكانت التكنولوجيا هي واحدة من الميزات الرئيسية للمرحلة السابقة التي كانت تسعى جميع الدول لامتلاكها، ولكن هذا الأمر أصبح من الماضي. وأصبح امتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية هو السمة الأساسية لهذا العصر، ولذلك تسعى الدول التي تحاول تنمية اقتصاداتها إلى امتلاك الطاقة النووية، ومن بين هذه الدول المملكة العربية السعودية، حيث تسعى إلى الوقوف جنبا إلى جنب مع الدول الرائدة في امتلاك الطاقة النووية في العالم. وتعمل المملكة في عدة اتجاهات ومحاور، بما في ذلك تعاقدها على بناء أول مفاعل نووي في البلاد في عام 2018، واستكشاف واستغلال اليورانيوم في أراضيها للأغراض السلمية.

إستكشاف اليورانيوم
تبذل المملكة العديد من المجهودات من أجل التنقيب والبحث عن اليورانيوم على أراضيها وتبلغ نسبة اليورانيوم بها حوالي 5% من االمخزون العالمي، وهذه الكمية متوزعة على مساحة 27 ألف كم مربع، وفي هذا الإطار فقد أعلنت المملكة عن المشروع الوطني للطاقة الذرية، والتي تقوم المملكة من خلاله بإستكشاف وإستثمار اليورانيوم الموجود بأراضيها، والعمل على إنتاج ثاني أكسيد اليورانيوم والذي يمكن إستخدامه في العديد من الأغراض السلمية.

مكونات المشروع الوطني للطاقة الذرية
يتكون المشروع الوطني للطاقة الذرية من عدة عناصر هامة، ومن بين أهمها بناء مفاعلين نوويين للمرة الأولى في تاريخ المملكة، ويتراوح قدرة المفاعلات وقوتها الكهربائية بين 1200-1800 ميجاوات لكل محول، وهي قدرة هائلة بالمقارنة مع قدرات شبكات الكهرباء التقليدية.

مناطق تركز اليورانيوم بالمملكة
من الجدير بالذكر أن هناك 9 مناطق رئيسية يتركز بها مخزون اليورانيوم ،لذلك يسير العمل على قدم وساق من قبل مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية وهيئة المساحة الجيولوجية وذلك من أجل دراسة هذه المناطق وتحديد أماكن تواجد اليورانيوم وكمياته، وطبيعتة وجودته الفيزيائية والجيولوجية والكيميائية، كل ذلك للعمل على تسهيل إستخراجه وإدخاله في العديد من الصناعات، ومن المناطق التي يتواجد بها كميات إقتصادية هائلة من الخام منطقة صخور دهر الحياة المجاورة لمنطقة الدرع العربي وكذلك في العديد من القرى التابعة لمنطقة تبوك، كما يتوقع أن تبلغ نسبة اليورانيوم التي يتم التنقيب عنها  حالياً حوالي 60 طناً، وسيتم تأسيسس المشروع الوطني للطاقة الذرية لإستثمار هذه الكميات بالصورة الأمثل والإستفادة منها بصورة سليمة.

المجالات السلمية لإستخدام الطاقة النووية
طبقاً لما قاله الأمير محمد بن سلمان من قبل فيما يخص التنقيب عن اليورانيوم ودوره في دعم إقتصاد المملكة، فإن اليورانيوم يعتبر نفطاً آخر غير مستغل وبإستخدامه يتوفر مصدر جديد ومتجدد للطاقة يمكن الإعتماد عليه بالبلاد، كما أن  هناك العديد من الإستخدامات السلمية التي يمكن من خلالها إستغلال خام اليورانيوم ونذكر من هذه الإستخدامات توليد الطاقة الكهربائية التي تدعم مولدات الكهرباء أو (شبكة الكهرباء بشكل عام) الخاصة بالمملكة وذلك على مدار العام، تحلية مياه البحر والعمل إيجاد مصادر متجددة للطاقة، والإعتماد عليها بصورة أساسية بعيداً عن النفط.

يساعد هذا المشروع بشكل كبير على توظيف الكفاءات الوطنية في هذا المجال، ويساعد أيضًا على توطين هذه الصناعة الهامة وتوفير العديد من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، مما يساهم في حل مشكلة البطالة والنتائج المترتبة عليها.

التعاون بين المملكة والصين
في هذا السياق، تم توقيع مذكرة تعاون مشتركة بين المملكة والصين في مجال استكشاف وتقييم مصادر اليورانيوم في المملكة، وقد وقع المذكرة السيد تشيانغ تشي مين الذي يمثل المؤسسة الوطنية الصينية ويشغل منصب المدير، والسيد زهير نواب رئيس هيئة المساحة الجيولوجية في المملكة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى