استراتيجية طرح السؤال المتبادل

أصبح اللجوء إلى الاستراتيجيات التعليمية الحديثة السبيل الوحيد للحصول على تعليم ذو جودة عالية وفائدة إيجابية لجميع المتعلمين في مراحل التعليم المختلفة، وخاصة في المرحلة الأساسية. وفي هذا الصدد، يوجد اتجاه كبير نحو تفعيل دور الاستراتيجيات التعليمية الحديثة التي أثبتت فعاليتها بالتجربة وتعتبر الأفضل بين جميع الوسائل والأساليب التعليمية الأخرى في تحقيق الفائدة المرجوة من التعليم، بما في ذلك استراتيجية طرح الأسئلة المتبادلة .

استراتيجية طرح السؤال المتبادل أو كما تُعرف باسم الاستراتيجية القرائية هي عبارة عن استراتيجية سهلة وبسيطة ونافعة في نفس الوقت ؛ حيث يتم من خلالها قيام كل من المعلم والطالب بقراءة أحد النصوص الدراسية بتركيز شديد ، وبعد ذلك يأخذ لك منهما دوره في أن يكون هو من يطرح الأسئلة على الطرف الثاني حول النص الذي قد تمت قراءته ؛ ويتشاركا في الإجابة على جميع الأسئلة أيضًا حتى تعم الفائدة .

أهداف استراتيجية طرح السؤال المتبادل

هناك مجموعة من الأهداف الرئيسية التي تهدف إليها نظرية طرح الأسئلة المتبادلة، مثل

ينبغي أن يتمتع الطالب بالقدرة على تكوين الأسئلة عن كل نص يقرأه بنفسه .

يعتبر طرح الأسئلة والإجابة عليها عاملًا مساعدًا للطالب لتذكر جميع المعلومات المتعلقة بالدرس بدلاً من الاكتفاء بمجرد الاستماع إلى الشرح .

يتضمن تغيير نمط العلاقة بين المعلم والطالب بحيث يكون المعلم وحده هو الذي يطرح الأسئلة، ولكن هذه الاستراتيجية تشمل فكرة بأن يقوم الطالب في جزء منها بتكوين الأسئلة وطرحها على المعلم .

تطبيق استراتيجية طرح السؤال المتبادل

يمكن تطبيق الاستراتيجية القرائية والأسئلة المتبادلة بين الطالب والمعلم من خلال الخطوات التالية: 

يختار المعلم طالبًا واحدًا أو مجموعة من الطلاب لتطبيق الاستراتيجية معه، وذلك خلال الدرس الحالي .

– يتم تحديد نص قراءة وفقا لما هو موجود في كتاب اللغة العربية، ويطلب من الطلاب قراءة هذا النص بتركيز وتمعن، ويقوم المعلم أيضا بقراءة النص، ويتم ذلك خلال فترة زمنية يحددها المعلم وفقا لحجم النص المراد قراءته

يأتي بعد ذلك الجزء المتعلق بقراءة الأسئلة، حيث يطرح المعلم سؤالاً على الطالب ويجيب الطالب عليه، ثم يطرح الطالب سؤالاً على المعلم مباشرةً ويجيب المعلم على السؤال وهكذا .

يستمر طرح الأسئلة المتبادلة بين الطالب والمعلم حتى يتم تغطية جميع أجزاء النص بالأسئلة، وقد يختار المعلم في النهاية قطعة نص أخرى للقراءة وطرح الأسئلة المتبادلة بين الطالب ومجموعة طلاب أخرى .

من الأفضل تدوين جميع الأسئلة التي يطرحها المعلم أو الطالب، وتدوين الإجابات المرتبطة بها، حتى يتمكن الطالب من الاستفادة منها في أي وقت .

شروط استراتيجية طرح السؤال المتبادل

بالنسبة لشروط تطبيق نظرية وطريقة السؤال المتبادل والنص الاستقرائي، تشمل بعض النقاط الهامة، مثل:

لا يُسمح بإستخدام استراتيجية السؤال المتبادل في الرد بـ (لا أعرف) أو (لا يمكنني الإجابة)، حيث يتم استبدال الطالب بآخر في هذه الحالة، ولذلك يجب على المعلم توضيح للطالب من البداية أن يحاول الإجابة على السؤال بأفضل ما لديه .

يشترط الاستراتيجية الاستقرائية أيضًا إعادة السؤال بأكثر من صيغة وطريقة؛ حتى يتمكن الطالب من فهمها ومن ثم محاولة الإجابة عليها بشكل صحيح قدر الإمكان .

-عند حدوث اختلاف في وجهات النظر بين المعلم والطالب في الإجابة على أي سؤال ؛ فهنا ليس من المفترض أن يتشبث المعلم برأيه دون أدلة حتى وإن كان محقًا ، وإنما لا بُد من العودة إلى الكتاب المدرسي وإلى النص محل الدراسة وإثبات الرأي الصحيح والإجابة الصحيحة عبر المراجع والأدلة المتاحة .

مميزات نظرية طرح السؤال المتبادل

هناك عدد كبير من مزايا الاستراتيجية القرائية ، مثل :

-تطوير قدرة المتعلم على تحليل النصوص أو الحوارات، ثم التشكيك فيها والتفكير في الأسئلة المتعلقة بها وطرحها على أي شخص، حتى إذا كان المعلم، دون أي رهبة أو خوف .

تساعد الاستراتيجية القرائية العميقة الطلاب على تحليل كل ما يقرؤونه ويمرون به من أحداث بشكل دقيق وعميق، حيث يجب عليهم طرح الأسئلة والإجابة عليها باستخدام هذه الاستراتيجية، وذلك للتعامل مع الأسئلة التي يطرحها المعلم عليهم .

– يمكن اعتبار هذه الاستراتيجية مرنة جداً ويمكن تطبيقها في أي مكان، سواء في المدرسة بين المعلم والطالب أو في المنزل بين الأم أو الأب والطالب، وبالتالي، ساعد ذلك على تفعيل هذه الاستراتيجية وجني فوائدها في العديد من البلدان .

– ومع ذلك، يمكن تطبيقها عبر منصات التعليم الافتراضية التي أطلقتها بعض حكومات الدول عبر الإنترنت، حيث يمكن للطلاب والمعلمين قراءة النص وتبادل الأسئلة القرائية عبر التواصل عبر الإنترنت

تساعد نظرية طرح السؤال المتبادل القرائية على تنمية ملكة الفكر والإدراك والرغبة المستمرة في الاطلاع على المعلومات وتعزيز روح التعلم الذاتي لدى الطلاب. وهذا بدوره يعتبر عاملا هاما جدا في تحقيق الفائدة المرجوة من الأنظمة والأساليب التعليمية المتبعة داخل المدارس، وخصوصا في مراحل التعليم الأساسي، حيث يتم من خلالها بناء شخصية الطالب وتنمية فكره .

عيوب استراتيجية طرح السؤال المتبادل

على الجانب الآخر، تلقى الاستراتيجية القرائية بعض الانتقادات من قبل بعض الخبراء في مجال التربية والتعليم

– على الرغم من أن الاستراتيجية سهلة التنفيذ، إلا أنها تحتاج إلى وقت طويل لتدريب الطلاب عليها وتحسين مهاراتهم في استخدامها .

-بطبيعة الحال ؛ يُمكن للمعلم أن يعي ويفهم النص المراد تطبيق الاستراتيجية عبره بشكل يفوق الطلاب بعدة مراحل ؛ وبالتالي ؛ فإن الفترة الزمنية التي يتم تخصيصها لقراءة النص لا تُساعد الطالب على استيعاب كل أجزاء هذا النص مثل المعلم ؛ مما قد يؤدي إلى عدم قدرة الطالب على مجاراة معلمه في طرح الأسئلة المتبادلة والإجابة عليها أيضًا .

لكي يتحقق الفائدة المرجوة من تطبيق نظرية طرح الأسئلة المتبادلة في القراءة، يجب تطبيقها مع كل طالب بشكل فردي. ومن الصعب تحقيق ذلك في الفصول الدراسية المزدحمة بعدد كبير من الطلاب، وهذا يؤثر على فائدة تطبيق هذه الاستراتيجية في المدارس، وخاصة المدارس العامة في المملكة والوطن العربي بشكل عام .

وما زال العديد من الخبراء التربويين يرون أن استراتيجية القراءة وطرح الأسئلة المتبادلة بين الطالب والمعلم، سواء كانت بين الطالب ومعلمه الشخصي أو بين الطالب ومجموعة من الطلاب، ستساعد بشكل كبير على تنمية قدرات وتفكير الطلاب على مر السنوات. وهذا هو السبب الرئيسي وراء تبني عدد كبير من المدارس العامة والخاصة لهذه الاستراتيجية في تعليمها .