استراتيجية دوائر التعلم

هناك الكثير من الحديث حول استراتيجيات التدريس الحديثة، والتي تعتبر تطويرا واستنساخا للعديد من الاستراتيجيات القائمة السابقة أو التقليدية أو الكلاسيكية. فقد قام العلماء بدراسة هذه الاستراتيجيات القديمة وإعادة تصميمها وجعلها أكثر مناسبة للطلاب ومراحلهم التعليمية المختلفة وأنواع المواد التي يتم تدريسها لهم. ومن هنا تم تطوير العديد من استراتيجيات التعليم، بما في ذلك استراتيجية دوائر التعليم.

استراتيجية دوائر التعلم

استراتيجية دوائر التعلم هي هيكل تفاعلي تشاركي ينظم العمل الجماعي، ويهدف هذا الهيكل إلى بناء المعرفة ومشاركتها والتعبير عنها من خلال التفكير العميق والحوار المفتوح حول بعض المشاكل والقضايا مع التركيز على النتائج ومشاركتها.

تعرف دوائر التعلم عبر الإنترنت بأنها عبارة عن فرق من المتعلمين عبر الانترنت الذين يقومون باستخدام التكنولوجيا الحديثة في فهم أعماق المجالات التي يهتمون بها، أو حتى دوائر التعليم التي يتم تطبيقها في التعليم التقليدي، حيث تعمل هذه الاستراتيجية على موازنة الهيكل التعليمي القائم بين المسؤولية الجماعية والفردية حتى تتوفر بيئة تساعد الجميع على تحقيق أهدافهم التعليمية.

تتم إدارة الدائرة من خلال قيادة موزعة، حيث يقترح أن يتولى كل مشارك في الدائرة التعليمية قيادة أحد المشاريع، بحيث تعمل هذه الدوائر التعليمية على ربط المتعلمين على جميع المستويات الدراسية، بدءًا من العمل في المرحلة الابتدائية حتى مراحل الدراسات العليا.

يمكن وصف دوائر التعليم على أنها هيكل من العمل التعاوني الذي يستخدم بعض الاستراتيجيات التعليمية المشتركة ويتميز ببعض المميزات، ولكن هناك اختلافات في هذه المميزات بطرق مختلفة.

تنشئ هذه الاستراتيجية نوعا من المجتمع التعليمي التشاركي، حيث يقوم كل مشترك في الدائرة بمهام محددة، وتركز دوائر التعلم على مجموعة من المهام المتفرقة أو الموزعة بحيث يقوم كل مشارك بأداء جزء معين من هذه المهام، ويتضمن العمل الفعال في هذه الاستراتيجية بناء مستوى من الثقة بين أفراد الدائرة المشاركين وتطوير المعايير المتفق عليها بينهم.

تاريخ موجز عن دوائر التعلم

فكرة استخدام استراتيجية التعلم كهيكل تنظيمي تهدف إلى إنشاء اجتماع يتمحور حول فكرة محددة، حيث يتم تبادل الأدوار وتجزئة المهام بين أفراد المجموعة للعمل معا بروح العمل الجماعي. ومن أمثلة استراتيجية التعلم هذه، اجتماعات كبار السن التي تهدف إلى فهم وحل مشكلات المجتمعات وأعضاء المجالس المحلية.

مع مرور الوقت تطور هذا الأمر وتم استخدام المنظمات المدنية ومجتمعات النقابات والأحياء السكنية والمجموعات الخاصة بالعدالة المجتمعية، وهنا ظهرت فكرة دوائر التعلم حتى تمكن الأعضاء من أن يتخذوا الإجراءات اللازمة والخيارات المناسبة، ومن بعدها ساعد الإنترنت في ظهور فكرة دوائر التعلم بين الطلاب الذين يدرسون في نفس المجال وفي نفس المكان أو على نفس المنصة التعليمية، وتم استخدام مصطلح دورات تعليمية أو دوائر دراسية بشكل أوسع.

أصبحت الآن الدوائر التعليمية هي المؤسس لمبدأ المشاركة المتساوية والمعاملة بالمثل بين كل المشاركين في الدائرة التعليمية، وهي تكرم الحكمة الجماعية وتجسد مبادئ الديمقراطية، فأصبح الآن يتم استخدام هذه الاستراتيجية في المراحل الابتدائية من خلال تكوين دوائر من الطلاب ليقوموا بالتعاون فيما بينهم في تعلم شيء ما أو حل مشكلة معينة.

يقوم المعلم بتكوين مجموعات من طلاب الفصل وكل مجموعة تجلس على شكل دائرة ويتم اختيار قائد من بينهم حتى يقوم بتوزيع المهام بينهم، وهذا يهدف إلى تطوير الثقة بين الطلاب واحترام الآراء ومساعدة بعضهم البعض وتقوم هذه الاستراتيجية بتعزيز مهارات التحدث والاستماع بين الطلاب وبعضهم البعض، ومازال الباحثون يحاولون تطوير هذه الاستراتيجية للاستفادة منها في أكثر من مجال، وهذا بجانب توظيف العديد من الاستراتيجيات الأخرى.