تعليم

استراتيجية تدريس الاقران

أثبتت استراتيجيات التعليم النشط خلال السنوات العشر الأخيرة أنها الطريقة الأهم والأكثر فعالية في تحسين الفائدة المعرفية والمعنوية التي يحصل عليها الطلاب من خلال المدرسة والأنشطة التعليمية، وهذه الاستراتيجيات تختلف بشكل كبير عن الشكل التقليدي المتعارف عليه للعملية التعليمية، وتساعد أيضا على بناء شخصيات مجتمعية قادرة على قيادة الأمور في المجتمع بنجاح مستقبلا

تدريس الأقران

إن استراتيجية تدريس الاقران ( وبالإنجليزية : نهج التدريس بالتوجيه النقدي) هو نظرية تدريس جديدة تختلف كثيرا عن استراتيجيات التعليم النشط الأخرى ، حيث أن دور المعلم هنا لن يكون معرفيا بأي حال ولن يكون مصدرا للمعلومات ، ولكنه سوف يقوم فقط بتدريب التلاميذ على الاستراتيجية ، ثم يقوم التلميذ بنفسه بشرح أحد أجزاء الدرس لزملائه كما لو كان هو المعلم ، ولا بد أن يتم ذلك بالطبع تحت إشراف المعل .

خطوات تطبيق استراتيجية تدريس الاقران

يمكن تطبيق استراتيجية تدريس الأقران بسهولة داخل الصف عن طريق اتباع الخطوات التالية المذكورة:

-يقوم المعلم بتحديد أحد المواضيع أو الدروس في أي مادة، ويطلب من التلاميذ تحضير هذا الدرس جيدًا بأنفسهم، ليتمكنوا من شرحه في الحصة القادمة عن طريق وضع السؤال والإجابة عليه وتحديد المفكرة .

– في الحصة التالية، يطلب المعلم من التلاميذ تقسيم الأجزاء التي سيتم شرحها، ثم يبدأ الشرح وعندما ينتهي كل تلميذ من جزءه، يترك الفرصة للتلميذ الآخر ليقوم بالشرح، وهكذا .

يمكن تقسيم الطلاب إلى مجموعات، حيث يتم توزيع كل مجموعة على طالبين أو أكثر، ويقوم كل طالب في المجموعة بشرح جزء من الدرس للآخر ويشاركون في تحليل المفاهيم والمعلومات المختلفة بينهم .

في النهاية، يحق للطلاب مناقشة بعضهم البعض في هذا الشرح وطرح الأسئلة على بعضهم الآخر والتعاون في الوصول إلى الإجابة الصحيحة .

يقوم المعلم بمراقبة أداء كل طالب خلال الشرح، وبعد انتهاء الطالب من الشرح يقوم المعلم أيضًا بمناقشته وتوضيح أي أخطاء لديه .

أهمية نظرية تدريس الاقران

تعتبر استراتيجية تدريس الأقران أحد أبرز استراتيجيات التعلم النشط الحديثة، حيث تتيح للمتعلمين العمل معًا وتبادل المعرفة، وتعزز الثقة بالنفس وتحسن من الأداء الأكاديمي

-لا تجعل الطالب يلعب دورًا واحدًا طوال الوقت ؛ حيث أنه لا يكون متلقيًا للمعلومات ومتدربًا أو مُعطي للمعلومات ومُدربًا طوال الوقت ، ولكنها تُركز بشكل كبير على إحداث نوعًا من التنوع في المهام المُوكلة إلى الطالب طوال الوقت ؛ حيث أنه يكون طارة مٌعلمًا لزميله وطارة أخرى متلقيًا للعلم منه ، وهكذا .

تساعد هذه الاستراتيجية التعليمية على تطوير مهارات وقدرات الطلاب الأكاديمية، وبما أن التعليم الأكاديمي يعتمد بشكل كبير على تحضير وعرض الأبحاث الجامعية، فإن تطبيق هذه الاستراتيجية يجعل الطلاب قادرين على تفسير وشرح المعلومات الأكاديمية الأساسية بشكل جيد

تعتبر هذه الطريقة الجديدة وسيلة فعالة لترسيخ المعلومات المعرفية في ذهن الطلاب بسلاسة وسهولة. تساعد في تنشيط وإعادة تذكر المحتوى الذي تم دراسته مسبقًا دون الحاجة إلى اتباع طرق التحفظ والمراجعة التقليدية .

عندما يتبادل التلاميذ دور المعلم، فإنّ ذلك يعزّز درجة التفاعل الإيجابي بينهم ويخلق جوًّا من السعادة والروح الإيجابية داخل الفصل .

-من خلال تطبيق نظرية تدريس الأقران ؛ فإن العملية التعليمية للدرس الواحد سوف تستغرق وقتًا أطول من أجل أن يكون المعلم على يقين من أن التلاميذ قد أصبحوا مُلمين بأهم الجوانب المعرفية واكتسبوا المهارات اللازمة أيضًا والتي تُمثل الفائدة المرجوة بشكل أساسي من العملية التعليمية .

إجراءات استراتيجية تدريس الأقران

تتطلب تطبيق هذه الاستراتيجية فعاليةً وفائدةحقيقيةً مجموعةً من الإجراءات اللازمة والضرورية، وتشمل ما يلي:

يجب تزويد مجموعة الطلاب بأهم الإرشادات التي يجب اتباعها أثناء تطبيق الاستراتيجية .

يجب أيضًا توزيع نموذج فارغ لتطبيق الاستراتيجية على الطلاب، وتوضح الصورة التالية نموذجًا خاصًا بإستراتيجية تدريس الأقران في مادة التربية الدينية الإسلامية:

يجب على المعلم توفير التغذية الفورية للطلاب خلال حل دروسهم، ويجب أنيبدأ بمناقشتها مع باقي الطلاب أيضًا .

قد يترك المعلم الأمر لكل مجموعة لتقوم بتوزيع الأدوار بين أعضائها، ولكن في مرحلة التعليم الأساسي، وخصوصًا في المرحلة الابتدائية، يقوم المعلم بتوزيع الأدوار ومراقبة عمل العمل الجماعي بعناية، حتى يتأكد من اتقان المجموعة لتطبيق كافة خطوات الاستراتيجية بشكل صحيح .

– يجب على المعلم تحديد الوقت الذي يلزم لتطبيق النظرية وعدم تجاوز هذا الوقت، لكي لا يؤثر سلبًا على سير العملية التعليمية .

معوقات تطبيق نظرية تدريس الأقران

تواجه تطبيق هذه النظرية العديد من العقبات التي يرون بعضها عيوبًا لا يمكن التغلب عليها، مثل:

يحتاج الأمر إلى وقت طويل جدًا وفترة إعداد مسبقة طويلة جدًا سواء عند تجهيز الاستراتيجية بواسطة المعلم أو عند تدريب الطلاب عليها داخل الصف .

-تقسيم الطلاب عشوائيا إلى مجموعات قد يؤدي إلى تشويش في أداء المجموعة، حيث أن بعض المجموعات قد تكون مكونة من طلاب ذوي مستوى تحصيل عال جميعهم، بينما تكون أفراد أخرى ذوي مستوى تحصيل منخفض، وبالتالي لا يتحقق الاستفادة في المجموعة الأخيرة. ومع ذلك، قد تحتوي بعض المجموعات على طلاب متفوقين وآخرين ضعفاء في المستوى، وهذا يؤثر سلبا أيضا على الطالب المتفوق، وهذا هو السبب الرئيسي وراء تراجع الكثيرين عن استخدام هذه الاستراتيجية .

-ومن معوقات النظرية أيضًا وخصوصًا في وطننا العربي هو أن عدد الطلاب في المجموعة الواحدة يجب أن لا يتخطى ثلاثة طلاب ، وعلى المعلم أن يراقب عمل كل هذه المجموعات معًا ، وكما نعرف جميعًا أن مستوى كثافة الفصول في معظم الدول العربية مرتفع بشكل كبير جدًا ، وهذا يحول بلا شك دون تطبيق هذه الاستراتيجية بنجاح .

– يختلف الوقت المطلوب لتنفيذ هذه الاستراتيجية من مادة إلى أخرى، وعلى سبيل المثال مواد العلوم والفيزياء والرياضيات تحتاج إلى وقت أطول بكثير؛ لفهم النظريات والقوانين الرياضية، وهذا قد يؤثر سلبا على معدل التقدم في المناهج الدراسية وفقا للخطة المعتمدة من قبل وزارة التعليم فيما يتعلق بالمناهج الدراسية

ويجدر الإشارة إلى أن بعض الأشخاص يعتمدون على نظرية تدريس الأقران في حفظ القرآن الكريم للأطفال والتلاميذ. وذلك لأن المجموعة المتعلمة في هذه الحالة ستكون متجانسة ولديها فكر واحد وهدف واحد، وهذا يساعد على تطبيق هذه الاستراتيجية بسهولة وزيادة معدل النجاح أيضا. وهذا هو السبب وراء استخدام هذه الطريقة بشكل متزايد في حلقات تعليم وحفظ القرآن في المدارس

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى