استراتيجيات مواجهة الضغوط النفسية عند لازاروس وفولكمان
يتعرض الجميع كل يوم لمجموعة من الضغوط المختلفة سواء في العمل أو في المنزل، حول مختلف الأمور في الحياة والتي تدور عادةً حول ما يسعى المرء لتحقيقه وما يخشى من وقوعه، بالإضافة لضغوط المشكلات التي يواجهها الكثيرين بشكل يومي. والاستسلام لهذه الضغوط يؤثر على الحالة النفسية والبدنية وعلى الأداء بشكل عام.
استراتيجيات مواجهة الضغوط النفسية
هناك مجموعة من الحلول الفعالة التي يمكن للجميع اتباعها للتخلص من الضغوط النفسية التي تشكل عبئاً يمنعهم من الاستمتاع بالحياة بشكل طبيعي، ومن بينها:
التحدث مع صديق
من بين الأمور التي يمكن أن تخفف بشكل كبير من ضغوط الحياة النفسية التي تمرون بها هي التحدث مع أحد الأصدقاء المقربين، الذين تثقون بهم تمام الثقة، فالأصدقاء يمثلون لبعضهم البعض فرصة للتنفس والهروب من الواقع السيء للحياة.
تعتبر الكلمات الرقيقة والمحبة من قلوب طيبة خطوة مهمة لا ينبغي لأي شخص التقليل من أهميتها، فقد تكون كلمات قليلة كافية لإعادة ترتيب الأمور بشكل أفضل، حتى وإن كانت المحادثة قصيرة، ولا يخلو أحد من الحاجة إلى كلمات تطمئنهم بأن كل ما يمر عليهم سيزول.
التحدث مع نفسك
تحدث مع صديق قد لا يناسب الكثير من الأشخاص الذين يجدون صعوبة في التعبير عن مشاكلهم أمام الآخرين ويفضلون حلها بأنفسهم. لذا، الحل المثالي لهم هو التحدث مع أنفسهم بصراحة حول ما يشعرون به من ضغوط وتهدئة أنفسهم بأن كل شيء سيكون على ما يرام.
لا داعي للقلق، فهذا ليس نوعا من أنواع الجنون، حاول التحدث لنفسك عن سبب شعورك بالتوتر وحاول الوصول بهدوء إلى حل المشكلات التي تواجهك، وتحلى بالثقة التامة بأن كل شيء سوف يمر في النهاية دون محال.
الاستماع لأصوات الطبيعة
لمن يعانون من الكثير من المشكلات ويقعون تحت ضغوط نفسية كثيرة تمنعهم من القدرة على التفكير بشكل صائب، وتسبب لهم إجهاداً بدنياً عليهم تجربة هذا الحل وأخذ قسط من الراحة للاستمتاع بالاستماع لأصوات الطبيعية الرائعة التي تحمل تأثيراً إيجابياً على الجسم والدماغ تساعد على خفض التوتر وتمنحكم بعض الراحة والهدوء.
هناك اليوم ملايين المقاطع المتوفرة على اليوتيوب التي تسجل أصوات المحيط والأمطار وغيرها من أصوات الطبيعة المفضلة لديكم.
تناول طعام صحي
غالبًا ما يتخلف الأشخاص الذين يعانون من الضغوط النفسية عن تناول الطعام بشكل منتظم، ويتجهون إلى تناول الوجبات السريعة التي لا تفيد الجسم، وهذا الأمر يتم التهاون به من قبل الكثيرين.
ومع ذلك، فإن تناول الطعام الصحي أمر ضروري جدا أثناء فترات الضغوط النفسية، حيث يحتاج الجسم إلى التغذية السليمة والحصول على الفيتامينات والمعادن المختلفة لمقاومة مختلف الضغوط والإجهادات. ومن الأطعمة المنصح بها خلال هذه الفترة هي تناول الأسماك بسبب احتوائها على الأوميجا 3، والتي تعمل على تخفيف أعراض الإجهاد وتعد واحدة من أفضل الأطعمة لصحة الدم.
ممارسة تمارين التأمل
تعتبر الطرق التي استخدمت منذ القدم لتخفيف الضغوط من أكثر الطرق شيوعًا في الوقت الحالي، حيث استخدمها العديد من الأشخاص قرونًا مضت. ويشيد العلم اليوم بهذه الطريقة للتخلص من الضغوط والتوتر، حيث إنها تساعد بشكل كبير على تنقية الذهن.
هذه الطريقة تتضمن الجلوس لمدة خمس دقائق على الأقل يوميًا على كرسي ووضع القدمين بشكل مستو على الأرض، أو الجلوس بأي طريقة مريحة، ثم بدء عملية التنفس بأخذ نفس عميق ببطء وتركه ببطء، مع التركيز على حركة الرئتين خلال هذه العملية دون التفكير في أي شيء آخر.
استراتيجيات تخطي الضغوط النفسية
هناك العديد من الطرق والاستراتيجيات التي يمكن استخدامها لمواجهة الضغوط النفسية بطرق متنوعة ومناسبة للجميع، وبعض هذه الطرق هي:
تجنب المنبهات
تتمثل المشروبات التي تحتوي على الكحول أو الكافيين أو النيكوتين في أي منبهات، وتتسبب في زيادة حدة التوتر والشعور بالضغط بدلا من تهدئته.
لذا بدلاً منها بنصح بتناول المشروبات الطبيعية الخالية من الكافيين مثل العصائر الطبيعية والماء ومشروبات الأعشاب التي تعمل على تهدئة الأعصاب، كما يجب الانتباه لاستهلاك المشروبات التي تحتوي على معدلات عالية من السكر والتي تتسبب في الشعور بمزيد من الإرهاق والتوتر وفقدان الطاقة.
ممارسة أنشطة بدنية
الضغوط النفسية تحفز الجسم على إفراز معدلات عالية من هرمونات التوتر مثل الكورتيزول والأدرينالين، هذه الهرمونات مهمتها أن تدفع الأذى عن الجسم عند التعرض لأي نوع من أنواع التهديد، لكن في بعض الأحيان تعمل بشكل عكسي لذا ممارسة أي نشاط بدني ستكون وسيلة مثالية ليعود الجسم لحالتها الطبيعية ويقل معدل إفرازها.
لذلك، عندما تشعرون بالتوتر أو الضغط، ينصح على الأقل بممارسة رياضة المشي أو الركض في الهواء الطلق يوميا في أي وقت ملائم لكم لتخفيف حدة التوتر والتخلص من أعباءه.
النوم بشكل كافي
ترتبط النوم لعدد ساعات قليلة بزيادة حدة التوتر في الحالات التي يتعرض فيها الفرد للضغوط النفسية والعصبية، لذلك يجب الحصول على قسط كافٍ من النوم خلال الفترات الصعبة.
ومن النصائح التي يمكنها مساعدتكم على الحصول على قسط كافي من النوم هي ممارسة التمارين الرياضية التي ستحسن من جودة النوم كثيراً، أيضاً ترتيب الغرفة وتنظيمها قبل النوم والتأكد من هدوء أجوائها، كذلك عليكم التوقف عن ممارسة أي أعمال تتطلب مجهوداً عقلياً كبيراً للانتهاء منها قبل النوم ببضع ساعات حتى تمنحوا أنفسكم فرصة للهدوء، وبالطبع توقفوا عن تناول أية مشروبات تحتوي على منبهات، وبدلاً من ذلك جربوا أخذ حمام دافئ قبل النوم مباشرة أو شرب كوب من الحليب وحتى قراءة كتاب بسيط ليساعدكم على الاسترخاء والهدوء.
الاحتفاظ بدفتر يوميات
واحدة من الطرق الفعالة التي ستمكنكم من السيطرة على حياتكم والإمساك بزمام الأمور من جديد هي الاحتفاظ بدفتر يوميات لتدوين ما تمرون به من مشكلات وضغوط نفسية، وتكمن فاعلية هذه الطريقة في كونها تجعلكم أكثر دراية ووعي بالأمور والمواقف التي تسببت في توتركم وشكلت عبئاً نفسياً لكم.
لتتمكنوا من تحقيق هذا الأمر بطريقة ناجحة، يجب عليكم تسجيل مكان ووقت حدوث كل مشكلة دفعتكم للتوتر، ثم بدء تدوين ملاحظات حول مشاعركم والأشخاص الذين كنتم معهم وكيف تأثرتم على المستوىالنفسي والجسدي، ثم وضع تقييم من واحد إلى عشرة لكل مشكلة.
بعد ذللك، يمكنكم الاعتماد على هذه العادات اليومية لفهم الأشياء التي تسبب لكم الضغط النفسي، حتى تتمكنوا من التعامل معها في وقت لاحق. كما يمكنكم تقييم أدائكم في المواقف المختلفة للتحسين من أنفسكم في المرات القادمة.
أخذ قسط من الراحة
في بعض الأحيان، يؤدي الضغط النفسي إلى الشعور بالإجهاد والإرهاق، لذلك يجب في هذه الحالة أخذ بعض الراحة والتوقف عن أي عمل أو نشاط يسبب لك المزيد من الضغط النفسي.
فترات الراحة، حتى لو كانت قصيرة، ستساعدك على التعافي بشكل أفضل وستمنحك فرصة للهدوء وإعادة النظر والتفكير فيما تمر به من مشاكل، حتى تتمكن من التعامل معها بشكل أفضل والتخلص منها بشكل أسرع، وذلك لتحرر من قيودها التي تؤرقك وتسبب لك التوتر والإجهاد.