صحة

استخدام الخلايا الجذعية لإعادة نمو الأعضاء المبتورة

قد يتعرض بعض الأفراد لفقدان عضو في أحد أجزاء الجسم، ويتم استبدال العضو المفقود بعضو اصطناعي؛ ومع ذلك، أظهرت الدراسات العلمية أن العضو الاصطناعي غير قادر على أداء نفس وظيفة العضو الأصلي؛ ولذلك، يلجأ العديد من الأشخاص إلى استخدام الخلايا الجذعية لتجديد نمو الأعضاء المفقودة بدلا من زراعة عضو اصطناعي.

الخلايا الجذعية :
– أكدت بعض الدراسات العلمية أن الدم الموجود في الحبل السري مليء بالخلايا الجذعية، وكذلك نخاع العظام، والدم المحفز لإنتاج الخلايا الجذعية ، وهذه الخلايا الجذعية لها القدرة في التطور إلى الأنواع الثلاثة من خلايا الدم الحمراء، وخلايا الدم البيضاء، والصفائح الدموية، وكذلك لها القدرة على تكوين خلايا أخرى في الجسم؛ هذا ما جعل الدول تسعى إلى وجود بنوك لدم الخلايا الجذعية من الحبل السري.

– والخلايا الجذعية هي الخلايا الموجودة في جسم الإنسان بشكل أساسي وهي تتحول هذه الخلايا فتكون أساس في جميع أنسجة الجسم وأعضائه ، وتتكاثر الخلايا الجذعية بشكل مستمر وتقوم بتشكيل كرات الدم الحمراء التي تقوم بحمل الأكسجين إلى جميع خلايا الجسم ، وكذلك تعتبر الخلايا الجذعية عنصر أساسي في تكوين الصفائح الدموية التي تساعد في عدم تخثر الدم وتعمل على وقف النزيف.

مصادر الحصول على الخلايا الجذعية :
– يتم الحصول على الخلايا الجذعية من الجنين الذي يبلغ حوالي 5 أيام إلى أسبوعين؛ وذلك لأن الجنين في هذه المرحلة يكون جسمه عني جدًا بالخلايا الجذعية؛ التي تستطيع تكوين أي جزء في الجسم ، وبالنسبة للأشخاص البالغين فيمكن أن تؤخذ الخلايا الجذعية من النخاع العظمي، أو من الحبل السري ، ولكن يجب الحذر أنه لا يجوز إجهاض الجنين لأخذ الخلايا الجذعية منه، والقيام بالاستثمار فيها تجاريًا، وكذلك لا يجوز استنساخ الأجنة للحصول على الخلايا الجذعية .

– كذلك لا يجوز التبرع بالنطفة المؤنثة أو المذكرة للحصول على الجنين لأخذ الخلايا الجذعية منه ، ولكن من الجائز أن يتم أخذ الخلايا الجذعية من الشخص البالغ واستخدامها في العلاج في مشاكل الأعضاء المبتورة، ولكن يجب أن لا يؤثر ذلك عليه ولا يشكل أي خطر عليه ، وقد أجاز المجمع الفقهي أخذ الخلايا الجذعية من الأجنة المجهضة بالفعل، أو التي لم تنفخ فيها الروح من الأساس وفق الضوابط الشرعية.

استخدام الخلايا الجذعية لإعادة نمو الأعضاء المبتورة :
اكتشف فريق من العلماء أن توقف عمل الجين يمنع جسم الإنسان من إعادة بناء الأعضاء المفقودة. ونتيجة لذلك، زاد العلماء دراساتهم في هذا المجال واكتشفوا أن الخلايا الجذعية التي تنتج من دم الحبل السري قادرة على نمو وتطوير أي نسيج أو عضو في جسم الإنسان.

– وبالتالي يمكن الاستعانة بالخلايا الجذعية في حل مشكلة الأعضاء المبتورة واستبدالها بأعضاء سليمة تنشأ من الخلايا الجذعية؛ ويتم ذلك من خلال تحفيز هذه الخلايا وحقنها في مكان العضو الذي تم بتره في الجسم ، ومع مرور الوقت قد تنجح في استبدال العضو المبتور بعضو أساسي ، وقال بعض العلماء أنه إذا تم وقف جين p21 فإن إعادة نمو الأعضاء سوف تستمر من جديد.

– وقد أجري نجاح هذه التجربة على الفئران الذين لديهم افتقار لجين p21 وهو الجين المسئول عن تجديد الخلايا المتضررة في الجسم أو الخلايا المفقودة ، وأثبتت التجارب أن عدم وجود جين p21 في الفئران جعل الفئران قادرة على تجديد الخلايا الجينية، وهذا يعني أن هذه الفئران غير قادرة على إعادة بناء العضو بدل من عملية الإصلاح.

– إن محاولات العلماء كثير في هذا الصدد؛ حيث أنهم نجحوا في استخراج عقار جديد يعمل على إعادة نمو الأصابع المبتورة وثبت نجاحه عندما طبق على الفئران ، وهذا العقار يحتوي على ما يسمى مسحوق غبار الجين؛ وهو يعمل على جذب الخلايا الجذعية وإقناعها أن تنمو في النسيج التي كانت موجودة فيه، وبالتالي ظهور العضو مكان العضو المبتور ، وقد تم نجاح هذه التجربة في إعادة صباع عامل كان يعمل في مصنع ألعاب وعاد أصبعه في النمو بعد فترة ستة أسابيع بشكل طبيعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى