اسباب و علاج دوالي الخصية
ماهي دوالي الخصية ؟
دوالي الخصية هي تسمية لحالات تمدد وتوسع الأوردة الصادرة من الخصية، مما يؤدي إلى انسداد عكسي لتدفق الدم وارتفاع درجة حرارة الخصية. وتسبب مشاكل للرجال مثل العقم أو الألم في حالة الوقوف لفترات طويلة، وانخفاض حجم الخصية وعدم أداء وظائفها بشكل كامل. ومع ذلك، يمكن أن يصاب البعض بهذه الحالة دون أن يشعروا بالمضاعفات ودون معرفة سبب ذلك .
كيف تؤثر دوالي الخصية على خصوبة الرجل؟
ارتجاع الدم ورفع حرارة الخصية ومن المعروف أن وجود الخصيتين بالكيس يوفر لهم درجة الحرارة المثلى الأقل من حرارة الجسم لصنع الحيوان المنوي. تؤدي الدوالي إلى نقص عدد الحيوانات المنوية وضعف حركتها وانخفاض قدرتها على تلقيح البويضة وقد تؤدي الدوالي أيضا إلى صغر حجم الخصية واختلال عملية صنع الحيوانات المنوية
مضاعفات دوالي الخصية :
-زيادة الدم في الأوردة المتضخمة حول الخصية تزيد درجة الحرارة داخلها مما يؤثر على وظيفتها الإنطافية لأنه ما هو متفق عليه طبياً أن الخصية التي تكون حرارتها عادة حوالي درجتين أقل من حرارة الجسم عامة في غاية الحساسية لأي ارتفاع في الحرارة الذي قد يعطلها ويسبب ضعفاً شديداً في عملية الانطاف، وهذه النظرية هي الأكثر قبولاً لدى الاختصاصيين.
يحتمل أن يحمل عود الدم من الوريد الكلوي إلى الخصية مواد حيدية ومضرة من الكلية أو الغدة الفوق الكلوية إلىالخصية، مما قد يؤثر على وظيفتها، ولكن لم يتم إثبات ذلك بعد.
يمكن أن يؤدي تجمع كمية عالية من الدم في الدوالي حول الخصية إلى نقص التأكسج أو قلة الأوكسجين في أنسجتها، مما يؤدي إلى تعطيلها، ولكن حتى الآن لم تُثبت الدراسات صواب هذه النظرية.
يمكن أن يرتبط وجود الدوالي بتغيرات هرمونية مثل انخفاض تركيز الهرمون الذكري وخلل في إفراز الهرمونات النخامية المحثة للخصية، ولكن السؤال الذي لا يزال غير معروف هو ما إذا كانت هذه التغييرات ناتجة عن الخلل الفيزيولوجي المرضي الذي تسببه الدوالي أم أنها سبب للدوالي.
ووفقًا لدراسة دقيقة حديثة، فإن سبب تأثير الدوالي على الإنتاج الحيواني يعود إلى زيادة تدفق الدم في شريان الخصية، مما يؤدي إلى ارتفاع في درجة حرارة الأنسجة وحدوث خلل في خلايا “ليدغ” المسؤولة عن إفراز الهرمون الذكري المهم لعملية الإنتاج الحيواني.
يمكن قطع الشريان المنوي أو ربطه مع احتمال نادر لحدوث ضمور في الخصية.
-إتلاف العصب الأربي.
يمكن أن يحدث بروز أديرة أو كيس ماء حول الخصية نتيجة إغلاق الأوعية اللمفية
فشل الجراحة يمكن أن يؤدي إلى عودة الدوالي أو استمرارها.
اسباب حدوث دوالي الخصية
لم يتم تحديد سبب محدد لدوالي الخصية حتى الآن، وقد يكون السبب بعض الأحيان هو الوقوف لفترات طويلة أو الإصابة بها منذ الولادة، ولكنها لا تظهر دائمًا بشكل واضح
تحدث الدوالي بشكل أكبر على الجهة اليسرى بنسبة 80-90% مقارنة بالجهة اليمنى، وذلك بسبب خصائص التشريح الخاصة بالوريد الخصوصي والوريد الكلوي، بالإضافة إلى بعض الأمور التشريحية في البطن التي يجب تركها للمتخصصين
وأحيانًا تحدث على الجانبين (حوالي 20% من الحالات)
تدرجات دوالي الخصية
الدوالي الكثيفة
– تظهر العروق الزرقاء الممتلئة بالدم والمنتفخة والمتدلية في كيس الصفن (الكيس الذي يحتوي على الخصيتين) بوضوح عند الوقوف والحركة، مثل الكحة .
الدوالي المتوسطة
تشعر بالتورم في اليد كونها كيس ديدان موجود داخل كيس الصفن، وتشعر بنبضها أثناء الحذق مثل الكحة، ولكن لا تكون واضحة عند النظر إليها .
الدوالي الخفيفة
– والتي لا يمكن أن تشعر بها إلا أثناء الانتفاخ وارتفاع ضغط البطن لأي سبب .
علاج دوالي الخصية :يتم علاج وقف تدفق الدم في الوريد المتسبب فيه إما بالجراحة أو بالقسطرة.
علاج الخصية بالجراحة …
-الربط الجراحي:
يمكن القضاء على دوالي الخصية باستخدام جراحة بسيطة، حيث يتم ربط الأوردة عن طريق جرح صغير.
-القسطرة:
يتم إجراء هذه العملية في عيادة الأشعة، وذلك بحقن مادة داخل الوريد تعمل على تفتيته بدلاً من ربطه.
الفرق بين الطريقتين يتمثل في احتمال وجود أكثر من وريد، مما يجعل عملية القسطرة أكثر صعوبة من الجراحة التي يستطيع فيها الجراح رؤية الأوردة بالعين المجردة وربطها.
-المنظار:
وذلك بفتح فتحتين صغيرتين تحت البطن ، ومن ثم ربط الأوردة.
-مدة العملية
تستطيع إجراءها صباحًا ومغادرة المستشفى عصرًا
-مابعد العملية:
يمكن مزاولة حياتك اليومية وأعمالك بعد مرور حوالي ثلاثة أيام من إجراء العملية
هناك بعض الأدوية التي تعطى بعد إجراء العملية ولمدة 3 أشهر تعمل على تحسين نشاط وكمية الحيوانات المنوية.
-العلاج بالقسطرة…
تتم القسطرة عبر الدخول من خلال الأوردة الكبيرة من الفخذ تحت ارشاد من الأشعة، ويصل طبيب الأشعة التداخلية لمكان الوريد المتسبب في الدوالي من غير شق جراحي أو تخدير عام، بل تحت تخدير موضعي فقط. ويستطيع المريض الخروج من المستشفى على قدميه بعد ساعة واحدة فقط، كما يمكنه العودة إلى العمل من الغد.
دراسات دوالي الخصية :
دوالي الخصية سبب رئيسي في العقم
إنَّ دوالي الخصية هي توسع أوردة الخصية واحتقانها بالدم نتيجة تراجع الدم من الوريد الكلوي الأيسر أو الوريد الأجوف إلى الأوردة المنوية التي تنقله من الخصيتين نحو القلب. يحدث ذلك نتيجة وجود عطل خلقي في الصمام الموجود بين تلك الأوردة الذي يمنع تدفق الدم العكسي، والذي قد يسبب زيادة درجة حرارة الخصية ويؤثر على عملية الانطاف كما يعتقد معظم الخبراء. ورغم وجود نظريات أخرى حول أسباب هذا المرض تشمل نقص جريان الدم في شرايين الخصية أو تأثرها بالهرمونات السامة للخصية المنتجة من الكظر، أي الغدة الواقعة فوق الكلية، أو بسبب ركود الدم في الأوردة داخل الصفن، أو ارتفاع الضغط في الخصية، إلا أن زيادة درجة الحرارة في الخصية تعتبر حتى الآن السبب الرئيسي للانطاف الذي يصيب حوالي 30٪ إلى 40٪ من أصل 15٪ من الرجال المصابين بهذه الآفة الخلقية، والتي تُعَدُّ أهم سبب للعقم الذكري. ويعني ذلك أنه على الرغم من أن حوالي 15٪ من الرجال مصابون بهذه الحالة، إلا أنها لا تؤثر على القدرة التناسلية لدى حوالي 60٪ إلى 70٪ منهم، ولا تستدعي في تلك الحالات أي علاج إلا إذا سببت نادرًا بعض الآلام المنغصة والمزمنة لديهم. وأما تشخيص تلك الحالة، فيتم عن طريق فحص المريض وهو مستلقيًا على ظهره وواقفًا وجس حبله المنوي الأيسر والأيمن وكشف تضخم الأوردة داخله بنسبة طفيفة أو عالية، أي من درجة واحد إلى ثلاثة حيث يمكن رؤيتها أو حبسها بسهولة وتشبه الديدان. وقد يُستَخدَم أحيانًا مبادرة فلسلفاً أو الضغط البطني الشديد أو السعال لتشخيص الدوالي الصغيرة الحجم، ونادرًا ما يستعين الطبيب بالأشعة فوق الصوتية الملونة بالدوبلر أو بتصوير الوريد المنوي في بعض الحالات المشبوهة، أو في حال إصابة المريض بالسمنة المفرطة، أو بعد إجراء عملية ربط الدوالي جراحيًا، أو إذا لم يتأكد من تشخيص الدوالي بالفحص السريري باستخدام الأشعة فوق الصوتية بالدوبلر، أو بتصوير الوريد المنوي اشعاعيًا. وأما إذا لم تكتشف الدوالي سريريًا بل ظهرت في الأشعة فوق الصوتية، فإن معظم الأخصائيين لا يعتبرون تلك الدوالي الدون السريرية ذات أهمية ولا ينصحون بمعالجتها. وهناك جدل قائم بين الخبراء حول تأثير الدوالي على الانطاف وضرورة ربطها جراحيًا أو إغلاقها اشعاعيًا، وإذا ما كانت المعالجة ضرورية للوقاية من مفعولها السلبي في المستقبل خصوصًا عند اليافعين وإذا ما كان لحجم تلك الدوالي تأثيراً متفاوتًا على الانطاف. ورغم الجدل حول أهمية تلك الحالة بالنسبة إلى العقم الذكري، إلا أن أبرز برهان على ذلك هو النسبة العالية من الرجال العقمين المصابين بالدوالي، والتي تتراوح بين 30٪ إلى 40٪ من جميع حالات العقم عند الرجال، والتي تُعَدُّ السبب الرئيسي للعقم في كافة الحالات عالميًا، بالإضافة إلى أن الاختبارات الحيوانية أكدت تأثيرها السلبي على الانطاف، وخصوصًا أن ربط الدوالي أو إغلاقها بوشيعة يؤدي عادة إلى زيادة عدد وحركة الحيوانات وشكلها الطبيعي بنسبة حوالي 60٪ إلى 70٪، حتى في حوالي 50٪ من حالات غياب النطاف التام مع حدوث حمل بمعدل 35٪ إلى حوالي 60٪ من تلك الحالات. وعلاوةً على ذلك، فإن العديد من الاختبارات أبرزت نقصًا هامًا في حجم الخصية المصابة بالدوالي، مما يشير إلى خلل في الانطاف داخلها، لاسيما إن هنالك تخاذلاً في نمو الخصي عند اليافعين الذين يشكون من تلك الحالة الولادية والتي تظهر عادةً عند أو بعد بلوغهم سن الرشد، مع إصابة حوالي 30٪ منهم بالعقم في المستقبل. وقد برهنت عدة اختبارات على الكلاب أن ربط الوريد الكلوي الأيسر لم يسبب الدوالي حول الخصية اليسرى فحسب، بل دوالي حول الخصية اليمنى أيضًا، مع حدوث خلل في عملية الانطاف. وأكدت أبحاث أخرى على الفئران أن وجود دوالي في الجهة اليسرى تسبب زيادة الحرارة في الخصيتين مع خلل انطافي في كليهما، فضلاً عن أن ربط الدوالي أدى إلى تصحيح تلك الآفات في معظم تلك الحالات.
وعند مقارنة ربط الدوالي جراحيا أو متابعتها بدون معالجة، أظهرت دراسة أجراها الدكتور `شليغل` من الولايات المتحدة أن نسبة نجاح العملية فيما يتعلق بالحمل بلغت 33٪ مقابل 16٪ للمتابعة. وبناء على معظم الدراسات العالمية، يتضح أن للدوالي تأثيرا سلبيا على الإنجابية وتعتبر السبب الرئيسي للعقم عند الرجال، وفي حالات العقم، خاصة في غياب أي عوامل أنثوية أو ذكرية أخرى، يمكن أن يساعد علاجها في الوصول إلى الحمل الطبيعي في العديد من حالات انخفاض عدد وحركة وشكل الحيوانات المنوية وحتى في بعض الحالات التي يكون فيها السائل المنوي ناقصا تماما.
العلاقة بين دوالي الخصية والسرطان
يقوم موقع يورو توداي بنشر نتائج دراسة خطيرة توصل إليها فريق من الباحثين في مركز مياني هايشوا للأبحاث الطبية، وتتعلق هذه الدراسة بعلاقة دوالي الخصيتين بسرطان البروستاتا. وتشير النتائج إلى أن الدوالي، التي تسبب العقم عند الرجال، قد تؤدي أيضا إلى تضخم البروستاتا والإصابة بسرطان البروستاتا عن طريق زيادة هرمون الذكورة المعروف بـ “تستوستيرون الحر” في الدم. كما أثبتت الدراسة أن طريقة جات جورين لتصوير وعلاج الأوردة يمكن أن تساهم في تقليل حجم البروستاتا في حالة التضخم الحميد وتعزز اتجاه الخلايا السرطانية الحديثة في الاتجاه المعاكس. تحدث هذه الحالات المرضية وتتطور عندما يتوقف نظام تصريف الخصية عن العمل بسبب تدمير الصمامات الأحادية الاتجاه في الأوردة التي تغذي الخصية. وتزداد هذه الظاهرة بشكل سريع مع التقدم في العمر بسبب زيادة ضغط السوائل الثابتة على الصمامات الأحادية الاتجاه العمودي. وعندما لا تقوم هذه الصمامات بوظيفتها بشكل صحيح، يحدث زيادة في الضغط للسوائل الثابتة في أوعية تصريف السوائل في الجهاز التناسلي بمعدل يصل إلى ستة أضعاف الضغط الطبيعي. ويؤدي هذا الوضع إلى حدوث ظاهرة بيولوجية فريدة تتمثل في تدفق الدم في الاتجاه المعاكس داخل الأوردة، حيث يتدفق الدم من منطقة ضغط أعلى إلى منطقة ضغط أقل وفقا لنظام تصريف الأوعية الدموية في الخصية والبروستاتا. وتبين الدراسة أن مستويات هرمون تستوستيرون الحر في الدم تكون مرتفعة بشكل ملحوظ عند الإصابة بدوالي الخصيتين، حيث تصل إلى 130 مرة أكثر من المستوى الطبيعي في مصل الدم. وبالإضافة إلى ذلك، تبين أن العلاج يؤدي إلى عدم استجابة خلايا البروستاتا لتنبيه الهرمون الخصية الذي يتدفق بشكل مباشر من الخصيتين عبر نظام التصريف الطبيعي للخصية والبروستاتا،وأن مستوى هرمون الذكورة “تستوستيرون الحر” يصل إلى البروستاتا
وحدها عبر شريانها بتركيزها الفسيولوجي الطبيعي بنسبة حوالي 7% من المعدل غير الطبيعي قبل العلاج. وفي استجابة لما ذكر في هذه الدراسة، يقول الدكتور محمد سعد، أستاذ جراحة المسالك البولية، إن النتائج المشار إليها بالنسبة للعلاقة بين الدوالي وأورام البروستاتا ذات أهمية كبيرة وخطورة في نفس الوقت، حيث تشير إلى حالة انتشار واسعة، وتعتبر جديدة ولم يتم التوصل إليها من قبل، وبالتالي فإنها تتطلب إجراء مزيد من التجارب على عينة كبيرة من مرضى الدوالي. وبناء على النتائج الخطيرة التي توصلت إليها الدراسة، يوصي الدكتور سعد المصابين بتضخم البروستاتا باتخاذ احتياطات في حالة إصابتهم بالدوالي في الخصيتين في نفس الوقت، وذلك بإجراء تحليل للكشف عن مستوى هرمون الذكورة التستوستيرون الحر خلال التحليل الدوري للكشف عن مستضد البروستاتا “بي إس إيه.” وإذا كان مستوى الهرمون الذكري الحر مرتفعا، يتم إجراء فحص بالموجات الصوتية للتحقق من وجود الدوالي. وفي حالة اكتشاف الدوالي بواسطة الفحص بالموجات الصوتية، يتم توجيه المريض إلى إجراء جراحة لإزالة الدوالي أو ربطها جراحيا.