الخليج العربي

اسباب نفوق الاسماك في كورنيش جدة

يقول تعالى: “إنا كل شيء خلقناه بقدر”. فسبحان الله الخالق الأعظم، فكل شيء في هذه الدنيا خلقه الله بمقدار معين، وأي تغيير قد يؤدي إلى وقوع كوارث بيئية خطيرة، ومن الممكن أن يكون السبب في تلك الكوارث الإنسان الذي يحاول دائما تغيير الطبيعة من أجل التطوير والتحسين وما إلى ذلك. ولذلك، فإن أهالي وسكان مدينة جدة تفاجئوا اليوم بنفوق أعداد كبيرة من أسماك السردين، مما أدى إلى حدوث أمور خطيرة. ويسعى المسؤولون إلى التحكم في الموقف ومعرفة الأسباب وإيجاد الحلول في أسرع وقت ممكن. وفي هذا المقال، سوف نتعرف على أسباب نفوق أسماك السردين.

نفوق أسماك على كورنيش جدة : لقد فوجئ مستخدمو كورنيش جدة صباح يوم الأربعاء بموت آلاف الأسماك في البحيرة، مما أثار الذعر والخوف لديهم بسبب غياب التفسير لأسباب هذا الحدث، كما زاد خوفهم من انتشال العمال لهذه الأسماك بكميات كبيرة للبيع في الأسواق، الأمر الذي يشكل كارثة غذائية بحجم كبير. ويعتقد بعض الناس أن ظهور بحيرة جديدة في الكورنيش الأوسط هو السبب في هذا الأمر، وقد حصل ذلك بسبب إغلاق ممر مائي في بحيرة النورس الشهيرة بسبب بدء تنفيذ مشروع عين جدة بالقرب من جزيرة النورس، وهذا الأمر يشكل تهديدا للبيئة البحرية وقد يؤدي إلى كارثة بيئية جديدة وخطيرة تهدد حياة مستخدمي كورنيش جدة.

نبذة عن مشروع “عين جدة” : تعمل أمانة جدة بالتعاون مع شركة جدة للتنمية والتطوير العمراني على تطوير مشروع عين جدة الواقع بجوار ميدان النورس. يبلغ مساحة المشروع 36 ألف متر مربع، وتم طرحه في مزايدة عامة. ولكن تم نقل آليات المشروع بشكل مفاجئ لإغلاق الممر المائي للبحيرة الموجودة بين المشروع وجزيرة النورس بهدف إنشاء ممشى لزوار البحر، وهذا هو سبب توقف المياه في البحيرة وحدوث مشكلة بيئية.

يندرج هذا المشروع ضمن ست مراحل لتطوير الواجهة البحرية لكورنيش جدة الشمالي، حيث تم الانتهاء من المراحل الثلاث الأولى التي تم تنفيذها من حرس الحدود جنوبا حتى دوار النورس شمالا، وتأتي المرحلتان الرابعة والخامسة التي يتم تنفيذهما حاليا، وتبقى المرحلة السادسة التي ستتم تنفيذها في المستقبل وتمتد من شارع جبير بن الحارث حتى مسجد الرحمة شمالا.

الدكتور علي عشقي يبين السبب : أبدى الدكتور علي عشقي، الأستاذ المشارك في كلية علوم البحار بجامعة الملك عبد العزيز، رأيا آخر بشأن نفوق أسماك السردين على كورنيش جدة. وأوضح أن سبب ذلك يعود إلى تكاثر الطحالب والعضويات الناتجة عن زيادة معدلات المواد الغذائية في الماء البحري، والتي تنبع من مياه الصرف الصحي. ونتيجة لذلك، حدث انفجار لعدد كبير من الطحالب الموجودة في البحر، والتي يصل عددها إلى 6 ملايين خلية في اللتر الواحد. تنقسم هذه الطحالب إلى نوعين؛ النوع الأول يمتص الأكسجين الموجود في الماء، مما يؤثر على عملية تنفس الأسماك ويؤدي إلى اختناقها، أما النوع الثاني فينتج عنه مواد سامة قادرة على إبادة الكائنات الحية. يعرف هذا الظاهرة بـ`المد الأحمر`، والتي تحدث مرة أو مرتين في بحيرات ومحيطات العالم، ولكن في جدة بدأت تحدث بشكل أسبوعي، وهو أمر يشكل خطرا خاصة مع عرض هذه الأسماك النافقة للبيع في الأسواق. حذر عشقي من تناول هذه الأسماك، لأنها تعتبر قاتلة وسامة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى