اسباب نزول سورة الرعد وسبب التسمية
سورة الرعد: سورة الجاثية هي سورة متنازع عليها بين أهل العلم، حيث يوجد من يقول أنها نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة والذي يدعمه قول ابن عباس وغيره من التابعين، ولكن قول الله تعالى في السورة (ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة) يدعم القول الآخر بأنها نزلت في مكة المكرمة، وهناك من يقول أن معظم آيات السورة مكية ما عدا بعض الآيات التي نزلت في المدينة المنورة.
هذه هي السورة الثالثة عشر في القرآن الكريم ونزلت بعد سورة محمد، وعدد آياتها ثلاثة وأربعون آية، وعدد كلماتها ثمانمائة وخمس وخمسون كلمة، وعدد حروفها ثلاثة آلاف وأربعمائة وخمسين حرفا.
سبب تسمية سورة الرعد بهذا الاسم:
سميت سورة الرعد بهذا الاسم نظرا لذكر ظاهرة الرعد فيها حيث قال الله تعالى (ويسبّح الرّعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصّواعق)، ولم يتم ذكر ظاهرة الرعد بهذا الشكل إلا في هذه السورة، كما أطلق عليها بعض أهل العلم السّورة الّتي يذكر فيها الرّعد.
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ: (هكذا سمّيت من عهد السّلف، وإنّما سمّيت بإضافتها إلى الرّعد لورود ذكر الرّعد فيها بقوله تعالى: {ويسبّح الرّعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصّواعق}، فسمّيت بالرّعد لأنّ الرّعد لم يذكر في سورةٍ مثل هذه السّورة، فإنّ هذه السّورة مكّيّةٌ كلّها أو معظمها، وإنّما ذكر الرّعد في سورة البقرة وهي نزلت بالمدينة وإذا كانت آيات {هو الّذي يريكم البرق خوفاً وطمعاً} إلى قوله: {وهو شديد المحال} ممّا نزل بالمدينة، كما سيأتي تعيّن أنّ ذلك نزل قبل نزول سورة البقرة).
فضل سورة الرعد:
تُعَد سورة الرعد من السور التي لها فضل كبير في قراءتها، وقد قال أبو عبد الله رضي الله عنه: `من كثر قراءة سورة الرعد لم يُصِبه الله بصاعقة أبدًا، حتى لو كان مخالفًا، وإذا كان مؤمنًا أدخله الله الجنة بغير حساب، وسيشفع في من يعرفه من أهل بيته وإخوانه`.
روي عن الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم أنه قال (من قرأ هذه السورة كان له من الأجر عشر حسنات بوزن كل سحاب مضى ، وكل سحاب يكون ويبعث يوم القيامة من الموفين بعهد اللّه ، ومن كتبها وعلّقها في ليلة مظلمة بعد صلاة العشاء الآخرة على ضوء نار ، وجعلها من ساعته على باب سلطان جائر وظالم ، هلك وزال ملكه).
أسباب نزول سورة الرعد:
– نزلت بعض من آيات سورة الرغد عندما ارسل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى رجل من سادات العرب كي يدعوه للإسلام، حيث روي عن أنس بن مالك : أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بعث رجلا مرة إلى رجل من فراعنة العرب ، فقال : ” اذهب فادعه لي “، فقال : يا رسول الله ، إنه أعتى من ذلك، قال : ” اذهب فادعه لي “، قال : فذهب إليه ، فقال : يدعوك رسول الله، قال : وما الله ؟ أمن ذهب هو أو من فضة أو من نحاس ؟ قال: فرجع إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فأخبره، وقال : قد أخبرتك أنه أعتى من ذلك ، قال لي كذا وكذا . فقال : ” ارجع إليه الثانية فادعه ” ، فرجع إليه، فأعاد عليه مثل الكلام الأول، فرجع إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فأخبره ، فقال : ” ارجع إليه “، فرجع الثالثة فأعاد عليه ذلك الكلام، فبينا هو يكلمني إذ بعثت إليه سحابة حيال رأسه فرعدت فوقعت منها صاعقة فذهبت بقحف رأسه، فأنزل الله تعالى: (ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال).
– ويقال أن من أسباب نزول سورة الرعد هو صلح الحديبية، عندما رفض سهيل ابن عمر كتابة البسملة في بداية نص الصلح، حيث قال للرسل (ما نعرف الرحمن إلا صاحب اليمامة) وكان يعني مسيلمة الكذاب، وذلك حسب ما قاله ابن عباس في رواية الضحاك : نزلت في كفار قريش حين قال لهم النبي :(اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالوا وَمَا الرَّحْمَنُ أنَسْجُدُ لِمَا تَأمُرُنَا )الآية فأنزل الله تعالى هذه الآية وقال (قل لهم الرحمن الذي أنكرتم معرفته هو ربي لا إله إلا هو) .
ونزلت الآيتان (ومنعتنا من إرسال الآيات إلا أنها كانت مكذوبة عليها الأجيال السابقة) و(لو قرأنا للجبال بسيرة الرسول)، عندما جاءت قريش إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم وطلبت منه أن يتأكدوا من أنه نبي يتلقى الوحي من الله، أطلب من الله أن يحيي موتاهم ويزيل الجبال عنهم، ويجعل الأنهار تنبعث لهم، ويحول الصخور إلى ذهب. فقال النبي لهم بعد أن نزل عليه الوحي (وحلف بروحي الذي بيده، لقد أعطاني ما طلبتم، ولكنه خيرني بين أن تدخلوا في باب الرحمة لتؤمنوا معتقدكم، وبين أن يكون لكم ما اخترتم لأنفسكم فتضلوا عن باب الرحمة. فاخترت باب الرحمة وأخبرني إن أعطاكم ذلك ثم تكفروا، إنه سيعذبكم بعذاب لا يعذبه أحد في العالمين). ثم نزلت الآيات الكريمة.