اسباب قلة الثروة الحيوانية في السعودية
تنخفض الثروة الحيوانية في المملكة مع مرور الوقت، وذلك يعود إلى زيادة السكان المستمرة من جهة، وزيادة عدد الوافدين من جهة أخرى. وبالتالي، أصبحت كمية اللحوم المستهلكة كبيرة جدًا في السوق المحلي، مما جعل الاستيراد من الخارج ضروريًا .
الثروة الحيوانية
على الرغم من أن المملكة قامت بدعم وتشجيع مشاريع الاستثمار في الثروة الحيوانية بكل أنواعها، سواء إبل أو بقر أو غنم وغيره، وكذلك دعم إنتاج الدجاج اللاحم من خلال تسهيل تقديم القروض والأرض وغيرها، الأمر الذي أدى إلى نجاح مشاريع الدجاج وتوفير اللحم والبيض في السوق المحلي بكمية جيدة، وعلى الرغم من أن مجال الألبان حظى بالدعم والتشجيع وسد جزء كبير من احتياجات ومتطلبات السوق المحلي، إلا أن الاكتفاء الذاتي لم يتحقق بعد، الأمر الذي يتطلب بالضرورة وضع خطط لزيادة الثروة الحيوانية لسد حاجة المواطنين، ولكي يصبح الإنتاج المحلي منافس قوي لما يتم استيراده من الحيوانات، حيث أن الثروة الحيوانية تعتبر من مقومات الأمن الغذائي ومصدر هام من مصادر الدخل .
أسباب قلة الثروة الحيوانية في السعودية
توجد العديدمن الأسباب التي تجعل الثروة الحيوانية في المملكة متواضعة إلى حد كبير، ومن أهمها:
يوجد فقر في الاستثمار في مجال توطين وإنتاج الأغنام
إن الاستثمار في توطين وإنتاج الأغنام سواء الضأن والماعز والإبل والأبقار متواضعا جدا، وهذا على الرغم من مجهودات الدولة وتشجيعها للاستثمار في هذا المجال، لذلك نجد أن الحيوانات المستوردة في تزايد مستمر، فنجد مثلا أن عدد الإبل المستوردة قد زاد من 10 آلاف رأس عام 1406 هـ إلى 51 ألف رأس عام 1414 هـ، والذي تضاعف بصورة كبيرة في الوقت الحاضر، كما أن أعداد الحيوانات في المملكة قليلة جدا بالنسبة لاحتياجات السوق المحلي، وبناءا على إحصائيات وزارة الزراعة والمياه في المملكة لعام 1418 هـ، كان عدد الحيوانات عام 1416 هـ على النحو التالي : الماعز 6,200,000 رأس، الضأن 10,620,000 رأس، البقر 275,000 رأس، الإبل 785,000 وهي أرقام قليلة بالنسبة لحاجة البلاد .
2- الاعتماد على الاستيراد بصورة كبيرة
تأتي هذه النقطة كنتيجة للنقطة الأولى، حيث يعتمد معظم المشاريع المتخصصة في الإنتاج الحيواني، مثل شركة المواشي وشركة لبون للإنتاج الغذائي وشركة الوطنية وغيرها، على الاستيراد بشكل أساسي، ويعاني الإنتاج المحلي من نقص التمويل والاهتمام .
يعاني الباحثون من نقص في المراجع البحثية التي تقيم الثروة الحيوانية في المملكة
إن قلة المراجع البحثية التي تعمل على تقييم الثروة الحيوانية بالمملكة بدقة، وعدم وجود دراسات جدوى اقتصادية، سبب رئيسي لقلة الثروة الحيوانية في المملكة، وهو أمر قد لا يتوقع أحد مدى أهميته .
4- استيراد الأعلاف
يتسبب اعتماد استيراد الأعلاف من الخارج في ارتفاع أسعارها بشكل كبير، مما يؤدي إلى انسحاب المربين بسبب عدم قدرتهم على تحمل تكاليف شراء كميات كبيرة من العلف .
بعض الحلول المقترحة لزيادة الثروة الحيوانية
تتميز المملكة بمساحتها الكبيرة وتنوع طبوغرافيتها، وتشتمل على أكثر من 20% من مجموع المراعي في الوطن العربي، لذا يجب الاستفادة من هذه الميزات عن طريق:
يشجع وزارة الزراعة والثروة الحيوانية الاستثمار وإنتاج الأعلاف محليًا بدلاً من الاعتماد على الاستيراد من الخارج .
يشمل ذلك إعادة تغطية الأودية المتصحرة بالنباتات وإعادة نمو الغابات التي تلاشت أو توشك على الزوال .
يتعين إعادة توطين الثروة الحيوانية وتقليل الاستيراد من الخارج الذي يؤدي إلى إنفاق مبالغ طائلة، فضلاً عن الأمراض التي تنتقل عبر الحيوانات المستوردة، من بينها حمى الوادي المتصدع والحمى القلاعية وغيرها من الأمراض الأخرى .
4- ينبغي النظر إلى المشروع على أنَّه مشروع وطني، وليس مشروعًا يهدف فقط إلى توفير ما يكفي للأمن الغذائي، وتوضيح أنَّ الاستثمار في الثروة الحيوانية بمختلف أنواعها سيكون له عوائد جيدة بصورة كبيرة .
فوائد إنشاء مشاريع استثمارية في مجال الثروة الحيوانية في المملكة
تسهم مشاريع الاستثمار في مجال الثروة الحيوانية في تحقيق العديد من الفوائد، مثل:
يجب خلق المزيد من فرص العمل سواء للمستثمرين أو الموظفين أو الرعاة أو في مجالات الزراععة وإنتاج الأعلاف والنقل والبيع .
يساهم وجود كمية كبيرة من الثروة الحيوانية في السوق المحلي في خفض تكلفة المعيشة، حيث يؤدي إلى انخفاض أسعار هذه المنتجات .
يمكن إلغاء استيراد كميات كبيرة من اللحوم المصنعة والمبردة والمجمدة والمعلبة ولحوم الوجبات السريعة التي لها آثار صحية سلبية كثيرة، وسيؤدي ذلك إلى تحسين الحالة الصحية العامة .