اسباب ظهور نظرية النظم
البلاغة هي نوع من العلوم في اللغة العربية، وتعتبر نظرية النظم واحدة من أهم النظريات في البلاغة، وتم إعداد هذه النظرية من قبل البلاغي عبد القادر الجرجاني، وسنتناول في هذا الموضوع أسباب ظهورها وغيرها من التفاصيل.
نبذة عن عبد القاهر الجرجاني
يطلق عليه اسم عبد القاهر بن عبد الرحمن بن محمد الجرجاني، ويُعرف أيضًا باسم أبي بكر، وهو أحد الأئمة العرب المعروفين في اللغة العربية، وله بصمة واضحة في وضع أصول علم البلاغة.
لعبد القاهر الجرجاني دورًا بارزًا في علم النحو، ولديه العديد من الكتب القيمة في هذا المجال، من بينها أسرار البلاغة، ودلائل الإعجاز، والجمل في النحو، والتتمة، وإعجاز القرآن العمدة، والعوالم المئة، وغيرها من الكتب التي أثرت في علم النحو.
وُلدَ عبد القاهر الجرجاني في بداية القرن الخامس الهجري، وهو من أصول فارسية ومن أهل جرجان التي تقع في الشمال الإيراني بين طبرستان وخراسان، ونُسِبَ إليه جرجاني نسبةً إلى هذه المنطقة.
ولد عبد القاهر الجرجاني في جرجان وتربى فيها، وتعَلَّمَ مختلف العلوم، ودرَسَ مع أبي الحسن محمد الحسين بن عبد الوارث الفارسي، الذي عرف بإمام النحاة.
كتاب دلائل الإعجاز وأسباب ظهور نظرية النظم
يُعد كتاب دلائل الإعجاز واحدًا من أشهر المؤلفات للكاتب الجرجاني، ويعود لهذا الكتاب الفضل في استخراج نظرية النظم. وقد كان الجرجاني من بين العلماء الذين سبقوا عصره في هذه النظرية، ولا يزال هذا الكتاب وهذه النظرية محل إعجاب ودهشة معظم الباحثين في اللغة المعاصرين حتى يومنا هذا.
قال عبد القاهر الجرجاني في أول كتابه دلائل الإعجاز عن نظرية النظم تعريف دقيق وهو ((تعليق الكلم بعضها ببعض، وجعل بعضها بسبب من بعض، والكلم ينقسم إلى ثلاثة أقسام: اسم وفعل وحرف، وللتعليق فيما بينها طرق معلومة، لا يعدو ثلاثة أقسام: تعلق اسم باسم، تعلق اسم بفعل، تعلق حرف بهما)).
تعود أصول نظرية النظم إلى مجال النحو، الذي يهتم بالكلمات والتراكيب التي تستخدم لتحقيق الأغراض النحوية وفقا للغرض المقصود منها.
النظم لا تقتصر على الكلام فقط، بل تهدف إلى تحقيق تناغم في دلالات الكلمات ومعانيها.
كانت هذه النظرية ترد على من يدعي أن إعجاز القرآن الكريم ينبع من الألفاظ المستخدمة في الكتاب الكريم، كما رفض إعادة الإعجاز القرآني إلى الاستعارات أو المجازات أو التفاصيل.
أن نظرية النظم لا تهتم بالمعاني أو الكلمات المنفردة وإنما تنتظم في سياق تركيبي معين، بل أن هذه النظرية أن الدلالة المعجمية معروفة عند معظم أهل اللغة ولكن مستخدمي اللغة العربية يسعون دائما إلى معرفة دلالات الألفاظ التي تم اكتسابها من خلال النظم ووفق لسياق تركيب العبارات.
خلاصة القول أن النظم يتم فيها توخي المعاني والأحكام بين العلاقات ما بين الكلمات حيث يقول الجرجاني ((واعلم أن ليس النظم إلا أن تضع كلامك الوضع الذي يقتضيه علم النحو، وتعمل على قوانينه وأصوله، وتعرف مناهجه التي نهجت، فلا تزيغ عنها، وتحفظ الرسوم التي رسمت فلا تبخل بشيء منها)).
أركان نظرية النظم
تنقسم نظرية النظم إلى عدة أركان أساسية هي:
التقديم والتأخير.
الحذف.
الفروق.
الفصلات والوصلات.