اسباب طرد نوري المالكي من السعودية
تجمع الشخصيات السياسية الهامة، بما في ذلك رؤساء الدول والدبلوماسيين، لتقديم واجب العزاء في فقيد الأمة، الأمير سعود الفيصل، رحمة الله عليه وأسكنه فسيح جناته. وكان رئيس الوزراء العراقي السابق، نوري المالكي، من بين الحضور. ووفقا لتقارير إعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي، طلبت السلطات السعودية من نوري المالكي مغادرة البلاد فور وصول طائرته إلى جدة، بأمر من الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود. وانتشر هاشتاق “#طرد_نوري_المالكي_من_السعودية” على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة تويتر، حيث كان من بين الأكثر تداولا في المملكة، احتفاء بالقرار. ومع ذلك، فإننا سنوضح هنا الأسباب التي دعت السلطات السعودية إلى اتخاذ هذا القرار، ولكن قبل ذلك، سنقدم نبذة عن حياة نوري المالكي للقراء الذين لا يعرفونه .
نوري المالكي، الذي وُلد في طوبريج بالعراق عام 1950 وينتمي إلى المذهب الشيعي، هو رئيس الوزراء العراقي السابق في الفترة من 2006 حتى 2014، ويشغل حالياً منصب نائب رئيس جمهورية العراق .
تعليمه :
حصل نوري المالكي على تعليمه الجامعي في كلية أصول الدين ببغداد، وحصل على درجة الماجستير من جامعة صلاح الدين في أربيل .
منفاه :
في عام 1970، انضم إلى حزب الدعوة الإسلامية، واضطر إلى الهروب من العراق بعد أن أصدر الرئيس السابق صدام حسين قرارا بحظر الحزب. كان هو وأعضاء الحزب مهددين بالإعدام، لذلك غادر إلى سوريا حتى عام 1982، ثم انتقل إلى إيران، وبعد ذلك عاد مرة أخرى إلى سوريا بعد انشقاق الحزب إلى قسمين، إحداهما مؤيدة لإيران والآخر معارضة لها. وظل في سوريا حتى وقوع الاحتلال الأمريكي للعراق .
وفي تلك الفترة ترأس صحيفة الموقف وهي صحيفة معارضة لنظام الحكم العراقي آنذاك ، وقد كان له العديد من النشاطات السياحية والفكرية في ذلك الوقت حيث كان يترأس الهيئة المشرفة على مؤتمر المعارضة العراقية الذي أقيم في بيروت سنة 1990 ، وكان من أكثر النشطاء في كافة مؤتمرات المعارضة التي كانت تعقد في شمال العراق وفي الخارج .
العودة :
بعد سقوط نظام صدام حسين في عام 2003، عاد إلى بلاده بعد أن قضى ربع قرن في المنفى، وتم اختياره كعضو مناوب في مجلس الحكم العراقي الذي أنشأته سلطة الائتلاف المؤقتة بقيادة بول بريمر. ثم أصبح نائبا لرئيس المجلس الوطني المؤقت، وكان المتحدث الرسمي لكتلة الائتلاف العراقي الموحد، وكان أيضا عضوا في لجنة صياغة الدستور العراقي .
توليه رئاسة الوزراء :
تم انتخاب المالكي في عام 2006 لرئاسة أول حكومة عراقية منتخبة، بعد معارضة من رئيس حزب الدعوة الإسلامية لترشيحه للمنصب بسبب اعتراض العديد من الكتل السنية والكردية عليه .
منذ توليه رئاسة الحكومة، تفاقمت الأوضاع في العراق، حيث انتشرت أعمال العنف والخطف والقتل الطائفي، ولجأ إلى شن عمليات ضد ميليشيا الجيش المهدي في المناطق التي تخضع لسيطرة الجماعات المسلحة بهدف التخلص من تنظيم القاعدة .
من بين الأحداث الأبرز التي تمت بعد تنصيبه رئيسًا للوزراء كان توقيعه على حكم إعدام الرئيس السابق صدام الحسين وتنفيذه بسرعة .
وقد أسهم الشخص في العديد من الجهود الخارجية لإعادة تأسيس العلاقات بين الدول الأخرى، ومن بين هذه المساهمات توقيع اتفاقية مع الولايات المتحدة لسحب قواتها تدريجيًا من العراق في عام 2008 .
في عام 2010، تم عقد انتخابات مجلس النواب العراقي ولم يحصل على الأصوات الكافية لتولي رئاسة المجلس. وبعد ثمانية أشهر من انعقاد المجلس، تم انتخابه للمرة الثانية كرئيس للوزراء في فترته الجديدة. وفي عام 2014، لم يتم انتخابه لدورته الثالثة كرئيس للوزراء بسبب رفض الأحزاب السياسية الأغلبية، وتم تعيين حيدر العبادي بدلا منه .
حقيقة طرده من السعودية والأسباب :
ذكرت المصادر أن نوري المالكي تم طرده من الأراضي السعودية بعد وصوله إلى مطار جدة، حيث كان يريد تقديم التعازي في وفاة الأمير سعود الفيصل، رحمه الله. وأخبرته السلطات السعودية أنه غير مرحب به وطالبته بمغادرة المملكة، وذلك بسبب التصريحات التي أدلى بها في إحدى لقاءاته الصحفية قبل عدة أيام، والتي اعتبرها النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي منافية للدين الإسلامي الحنيف، حيث وصف فيها الصحابة، رضي الله عنهم، بأنهم مصدر للإرهاب واتهمهم بتحريف القرآن الكريم. وقد انتشر الفيديو الذي يحتوي على هذه التصريحات في جميع مواقع التواصل الاجتماعي، وأبدى النشطاء غضبهم جراء هذه التصريحات .