اسباب رؤية اللون الفسفوري في الظلام

على الرغم من عدم وجود رؤية في الظلام وعدم قدرتنا على رؤية أي شيء أو تمييز الألوان في الإضاءة الخافتة، إلا أننا قادرون على رؤية اللون الفسفوري، سواء في الإشارات الموجودة على الطرقات لتحديد اتجاه السيارات وتوجيه السائقين ليلا، أو في استخدامه في الشواخص المرورية الموجودة على الطرق، ولذلك يجب أن يكون هناك أسباب تجعل الأشياء المصنوعة من اللون الفسفوري تشع في الظلام .

الرؤية عند الإنسان
تحدث الرؤية عندما يسقط الضوء على الجسم المراد رؤيته ثم ينعكس على العين، فإن قرنية العين هي المسئولة عن تجميع هذه الأشعة التي تسقط وبالتالي ترسلها إلى شبكية العين، والتي تحتوي على عدد كبير من الخلايا العصبية شديدة الحساسية، توجد على شكل عصي ومخاريط، ودور هذه الأشعة الساقطة هو تحفيز الشحنات الكهربية لكي تتكون من خلال العصب البصري إلى الجزء المسئول عن الرؤية في الدماغ، وبالتالي يقوم الدماغ باستقبال هذه الرسائل العصبية ومن ثم ترجمتها إلى صور وأشكال .

بالنسبة للرؤية، الضوء هو العنصر الرئيسي الذي يجعل الرؤية ممكنة، حيث يتساقط على الأجسام وينعكس على العين لنتمكن من رؤية الأشياء. ولكن كيف يمكننا رؤية الأضواء الفسفورية في الظلام، بينما نعجز عن رؤية وتمييز الألوان الأخرى؟ .

الفسفور
الفسفور هو عنصر كيميائي يرمز له بالرمز P، ويتواجد في الدورة الثالثة والمجموعة الخامسة في الجدول الدوري، وعدده الذري هو 15 .

تم اكتشاف هذا العنصر لأول مرة من قبل العالِم الألماني هينيغ براند، وذلك نحو عام 1669 م .

يعود تسمية الفسفور إلى اللفظة الإغريقية والتي تعني “حامل الضوء”، وقد أطلقوا عليه هذا الاسم لأنه ينبعث ويشع في الظلام

4- الفسفور متواجد في نوعين رئيسيين وهما الفسفور الأبيض، والذي يضيء بسبب تفاعله مع الأوكسجين في الهواء. وعندما يسخن الفسفور الأبيض في إناء مغلق عند درجة حرارة 250 درجة مئوية، يتحول إلى النوع الآخر وهو الفسفور الأحمر، وهو عبارة عن مسحوق أحمر اللون. يتميز بأنه أقل قابلية للاشتعال من الفسفور الأبيض وأكثر أمانا وأقل سمية .

سبب توهج وإشعاع الفسفور في الظلام
يمكننا رؤية الإشارات على الطرقات عند استخدام الفسفور فيها، حيث تستقبل ذرات الفسفور الضوء وتخزنه لفترة طويلة تصل إلى 12 ساعة، وعندما يحل الظلام، تقوم بإعادة إرسال الضوء الذي تم تخزينه طوال النهار أو فترة التعرض للضوء .

استخدامات عنصر الفسفور
تُستخدم مادة كبريتيد الزنك، وهي نوع من المواد الفسفورية، في صناعة بعض الملابس لحماية مرتديها من بعض الحوادث، وذلك لأنها تعكس الضوء الواقع عليها من السيارات .

تستخدم مادة ألومنيات السترونشيوم التي تحتوي على عنصر الفسفور لتحديد اتجاهات الطرق ومخارج المباني، حيث تتميز بقوة الإضاءة مقارنة بأي مادة أخرى تحتوي على عنصر الفسفور .

3- يستخدم الفسفور في بعض أنواع الطلاء، والتي تعطي له توهج يميل إلى اللون الأخضر الهادئ أو الأزرق، وهذا الطلاء يصنع إما من فسفورات كبريتيد الزنك المنشطة بالفضة، أو ألومنيات السترونشيوم، ويستمر توهج الطلاء لمدة 12 ساعة في الظلام، كما يمكن استخدام هذا الطلاء في الكشف عن درجة الحرارة أو الكشف عن درجة التآكل، عن طريق استخدامه كقياس حراري فسفوري .

يمكن استخدام الفسفور للإضاءة في بعض الأثاث والمفروشات، وكذلك في الألواح الزجاجية والخزف.

يمكن استخدام الفسفور في تزيين الأسقف والجدران ورسم الأشكال النابضة بالحياة مثل النجوم والقلوب، ويمكن وضعها في الأسقف أو حوائط الغرفة لتشع عندما ينطفئ النور .

يمكن استخدام بعض الألعاب للأطفال في الصناعة، وتجذبهم بسبب إشعاعها وتوهجها .

كيفية استخدام الفسفور في تزيين المنزل
يمكن استخدام الفسفور في صنع العديد من الأشياء المزخرفة في المنزل، والتي لا تتطلب سوى مواد بسيطة وغير مكلفة ولكنها تضفي شكلًا جميلاً على المنزل، مثل صنع زجاجات مضيئة بنفسك، وهناك عدة طرق لصنعها

1- احضر كمية صغيرة من إحدة هاتين المادتين : كبريتيد الزنك أو ألومينات السترنشيوم، ويفضل استخدام الأخيرة لأنها أقوى بعشرة أضعاف، وتستخدم في جميع الألعاب الحديثة حاليا، قم بتعريضها قليلا للنار بعد التقاطها بملقط المختبر، ثم ضعها في زجاجة، وسترى كيف تضيء الزجاجة في الظلام بسبب تفاعل الفسفور مع الأكسجين .

يتمثل الخطوة الثانية في إحضار ماء التونيك والذي يمكن العثور عليه بسهولة في الأسواق، وهو ماء يحتوي على مادة الفسفور، ثم وضع الماء في زجاجة وإطفاء الأضواء لمشاهدة تأثير إضاءة الزجاجة .