اسباب جوهرية دفعت المسلمين لفتح الأندلس
لماذا سميت الأندلس بهذا الاسم
كان هناك بعض القبائل التي قدمت من شمال اسكندنافيا، من بلاد السويد والدنمارك والنرويج وغيرها، وهاجمت هذه القبائل الأندلس وعاشت فيها لفترة من الزمن، وكانت تسمى هذه القبائل الفندال أو الوندال باللغة العربية، ولذلك سميت هذه البلاد بـ “فنداليسيا” على اسم القبائل التي كانت تعيش فيها. ومع مرور الوقت، تحرف الاسم إلى “أندلس”، والدول التي تحتل منطقة الأندلس اليوم هي دول تقع في إسبانيا، وهناك الكثير من المعلومات عن تاريخ الأندلس لفتح المسلمين العرب لها، والآثار المسلمة الباقية في الأندلس في التراث الإسباني
كانت القبائل المذكورة معروفة بوحشيتها، وهذا هو الاعتقاد الذي اشتهرت به قبائل الفندال. وبعد رحيل هذه القبائل، حكمت طوائف مسيحية أخرى تعرف باسم قبائل القوط، واستمرت في حكم الأندلس حتى وصول المسلمين إليها. وشهدت هذه الفترة تشكيل مراحل العالم الإسلامي
الأسباب التي دفعت المسلمين لفتح الأندلس
- لم يكن هدف المسلمين في الفتوحات الإسلامية البحث عن الأراضي الواسعة أو جمع الثروات، بل كان الهدف الأساسي هو الدعوة إلى الله وتعليم دينه للناس.
- انتشار الدين الإسلامي في الأندلس وبلاد المغربوالأندلس.
- حماية حدود بلاد المسلمين من أعدائهم البيزنطيين.
- انقاذ المجتمع الإسلامي من الظلم والعبودية.
- الاستفادة الاقتصادية من ثروات اسبانيا.
- جاء السبب الرئيسي للفتح لتلبية نداء حاكم مدينة سبتة جوليان وأبناء الملك غيطشة للتخلص من حاكم إسبانيا واستعادة العرش.
- تم تحويل مملكة القوط وتحويل إسبانيا إلى ولاية عربية إسلامية.
- توسيع خريطة العالم الاسلامي.
العقبات التي كانت تقف قاصد المسلمين في فتح الأندلس
- تبلغ المسافة بين المغرب والأندلس في البحر حوالي 13 كم، ونظرًا لعدم توفر عدد كافٍ من السفن، فإن الجيش لا يملك وسائل كافية للعبور.
- تقع جزر البليار أمام الساحل الشرقي وبالتالي، إذا دخل الأندلس، فإن ظهره لن يكون آمنًا، ويجب عليه حماية ظهره أولاً.
- وجود ميناء سبته وكان في ذاك الوقت تحت حكم رجل نصراني يدعى (يليان)، وكانت تربطه علاقات طيبة بملك الأندلس السابق غيطشة، فخشي موسى بن نصير إن هو هاجم الاندلس ان يتحالف يليان مع لذريق هو حاكم الأندلس في ذات الوقت أن تتحالف ضده نظير مقابل مادي أو تحت أي بند آخر في حاصره ويقضوا عليه هو وجنوده.
- وبسبب قلة عدد المسلمين، كانت قوات المسلمين الفاتحين التي جاءت من جزيرة العرب والشام واليمن محدودة جدًا ومنتشرة في بلاد الشام وأفريقيا، وكان يوجد خوف من أن تنقلب عليه بلاد الشمال الإفريقي إذا خرج منها بقواته.
- تعدد أعداد المسيحيين مقابل القوة المحدودة للمسلمين، وكانت أعداد المسيحيين في الأندلس ضخمة، بالإضافة إلى قوتهم وحضورهم، وكانوا يتبعون قيادة القائد القوي ذريق.
- تتميز الأندلس بطبيعتها الجغرافية وكونها أرضًا غير معروفة بالنسبة للمسلمين، مما جعل الغزو وفتح البلاد أمرًا صعبًا، كما تتميز بالجبال الكثيرة والأنهار.
كيف تعامل موسى بن نصير مع هذه العقبات
لم يستسلم موسى بن نصير لتلك العقبات، بل كانت هي حافزًا ودافعًا له لتحقيق النجاح، فبدأ بتنظيم أموره وتحديد أولوياته، وعمل على التغلب على تلك العقبات كالتالي:
- قام ببناء الموانئ وإنشاء السفن.
- علّم الإسلام للأمازيغ (البربر) في مجالس خاصة لهم، وبعدما تأكد من فهمهم للإسلام، بدأ يعتمد عليهم ويستخدمهم في جيشه.
- تولى طارق بن زياد قيادة الجيش الإسلامي.
- يتعلق الأمر بفتح جزر البليار وضمها تحت راية الإسلام، وبذلك يكون موسى بن نصير قد أمن ظهره من جهة الشرق، ويدل هذا العمل على حنكته وبراعته في التخطيط والقيادة.
خطوات فتح الأندلس
اتصال جوليان بالعرب والمسلمين عن طريق قائده موسى بن نصير، فقد رحب موسى بالفكرة فكتبها الى الخليفة الاموي الوليد بن عبد الملك يعلمه بآخر تطورات الموقف في المغرب العربي، ويعرض عليه فكرة فتح الأندلس، فوافق الخليفة الأموي على الفتح على أن تكون هذه المهمة سرية للغاية، وذلك خشية من المجازفة بأرواح المسلمين.
لم يكتفي موسى بن نصير بموافقة الخليفة على الفتح، فقام ببعث كبار قواده وهو طريف بن مالك المعافري، لكي يقوم بحملة استطلاعية لمعرفة الأوضاع في شبه جزيرة ايبيريا، وكان مجموع الحملة خمسمائة جندي، وعندما رجع طريف بن مالك إلى طنجة بغنائم كثيرة ومعلومات كثيرة أيضا، وهذه المعلومات رتبت الخطط اللازمة لعملية الفتح عسكريا. وكانت نتائج حملة طريف الاستطلاعية ما يلي:
- حققت نجاحًا في الاتصالات الطريفة مع الجانب الإسباني.
- تعرف على اسبانيا وخيراتها الكثيرة.
- الاطلاع على المسالك والممالك الاسبانية المهمة.
- تأكدت من حسن نوايا الكونت يوليان، حاكم سبتة
- يتمثل الهدف في فهم الوضع العام والحاجة الملحة للإصلاح في إسبانيا.
- ساهمت التخطيط لوضع برنامج لصناعة السفن في إقناع الخلافة الأموية والوالي موسى والقائد طارق بالشروع في الحملة وتجهيز الجيش للفتح
- حفزت هذه الحملة موسى بن نصير للاستعداد والاستمرار في خطته للفتح، وأعد حملة جديدة بقيادة أحد القادة المعروفين بالشجاعة والإخلاص والقيادة الجيدة، وهو القائد طارق بن زياد.
- عبر طارق إلى الأندلس من ميناء سبتة بقوة هجومية مكونة من سبعة آلاف مقاتل، وبعد ذلك، قام طارق بإعداد السفن.
نتائج فتح المسلمين لبلاد الأندلس
- تم فتح المدن الأندلسية في عهد الوالي عبد العزيز بن موسى بن نصير كإجراء لمواجهة الممالك الإسبانية التي نشأت بعد الفتح وصد هجماتهم في شمال إسبانيا.
- يتم مواصلة الفتوحات خلف جبال البرتات في فرنسا لنشر الإسلام وتنظيم حملات عسكرية طوال العام.
- كان حكم الولاة في الأندلسمنقوصًا حتى تولى 21 واليًا في هذه الفترة، وغالبًا ما تولى بعضهم الحكم مرتين، مما يدل على عدم استقرار الأندلس.
- حدث تنازع على السلطة واغتيال الوالي موسى بن نصير نتيجة مؤامرة دبرها بعض قادة جيش العرب مثل أيوب بن حبيب اللخمي وحبيب أبي عبده وغيرهم، بالتواطؤ مع الخليفة الأموي سليمان، وذلك بسبب بعض الاتهامات.
- انتشار الإسلام واللغة العربية في الأندلس، وتأسيس المساجد ووصول عدد من العلماء والدعاة من المغرب والمشرق وسياسة التسامح مع أهل الذمة وفقًا لقواعد الإسلام التي تقوم على مبدأ عدم الإكراه في الدين وأن أكرمكم عند الله أتقاكم.
- انتشرت المجاعة بين العرب في الأندلس، وزادت الهجرة إلى أفريقيا وانخفض عدد المسلمين.
- عمل بعض الولاة على مزج عناصر من مكونات المجتمع الأندلسي والتي كان منها العرب المغاربة (البربر) ، الموالي المسالمة(الذين اعتنقوا الإسلام)، المستعربون( الاسبان الذين ظلوا على دين النصرانية من اهل الذمة وعاشوا مع المسلمين) اليهود والمولدون ( وهم أبناء الفاتحين وأمهاتهم من الاسبانيات)، والصقالبة.
- خلال عصر الولاة، استمرت النزاعات والحروب والفتن في الأندلس بين العرب وبعضهم البعض بسبب ظهور حركة الاسترداد، حيث ترك العرب منطقة جبلية وعرة في الأندلس، استوطنتها قبائل القوط وبقايا الرومان الإيبيريين وانضم إليهم بعض النصارى الأسبان، وظلوا ينتظرون الفرصة لاستعادة أراضيهم. جاءت هذه الفرصة خلال فترة الفتن والحروب بين العرب والبربر، ونجح بلاي في الاستيلاء على مقاطعة في شمال إسبانيا وتأسيس مملكة ستور.