الانسانتنمية بشرية

اسباب تؤدي إلى عدم التسامح مع الاخر المختلف

ما هو عدم التسامح مع الاخر المختلف

قد يعني مفهوم التسامح رد فعل بارد وعاطفي على الكراهية، وهو عكس تعريف التسامح في بناء المجتمعات، ولكن التسامح يتطلب الصبر والتحمل وليس الغضب. تذكر دائما، إذا دمر شخص ما حياتك، فاستغل الفرصة لتسامحه، وسيكون ذلك أكبر إهانة لهذا الشخص وسيجعله عاجزا وضعيفا تماما، وستظهر له القوة والأفضلية بشكل كبير. فقط تذكر، عندما يؤذيك شخص ما، فإن الألم الذي تشعر به يترك بصمة عليه كما عليك. لنفترض أن شخصا ما يدخل حياتك ليدمر حياتك تماما، ثم يهينك ويبتعد، فإذا قبلت هذه المشكلة وابتعدت وبدأت حياة جديدة، فستدمر تماما معنويات الشخص الذي دمر حياتك القديمة، وستصل إلى أعلى درجات التسامح، وبذلك سيكون هذا الشخص قد فشل تماما في عمله المدمر وسيشعر بالعجز التام والضعف وسينسحب للأبد، والتسامح هو الحل الأفضل للشخص الذي دمر حياتك، حيث سيجعله عاجزا وضعيفا أمامكن.

اسباب عدم التسامح مع الاخر المختلف

  • تحمل بداخلك الكثير من الغضب: الغضب الشديد يؤدي إلى اضطراب في ضبط النفس ويقيد فوائد التسامح في بناء المجتمعات. عندما نكون غاضبين، يمكن أن تكون العاطفة قوية جدا وتعوق قدرتنا على التسامح تجاه الآخرين. غالبا ما نختار أن نغضب من موقف ما لأننا نعتقد أنه السلوك الوحيد المناسب. ونتيجة لذلك، نستخدم الغضب كوسيلة زائفة لتبرير رفضنا للتعامل المباشر مع المشكلة. يقال إن العديد من الأمور التي نتمسك بها هي مجرد تشتيت عن المشاكل الحقيقية التي نواجهها. ومع ذلك، فالعواطف والدوافع لها دورها. يبدأ التسامح من خلال الفهم. عندما نلجأ إلى الأعذار لإشعال الموقف لصالحنا، فإننا نمنع أنفسنا من الرغبة في الفهم ونسمح لأنفسنا فقط برؤية ما نرغب في رؤيته ونغضب أكثر .
  • قد تكون خائفًا من التسامح: على الرغم من وجود دور للتسامح في بناء المجتمعات، إلا أن الكثير من الناس يشعرون بالخوف من التعرض للأذى مرة أخرى بسبب تسامحهم. ربما تكون معتادا على تكرار السلوكيات أو الأفعال نفسها ولا تريد أن تشعر بخيبة أمل مرة أخرى، مما يؤدي إلى قمع النفس وعدم إتاحة فرصة للتسامح. هذا هو نوع من الآليات الدفاعية التي قد يطورها الأفراد مع مرور الوقت لحماية أنفسهم من التعرض للأذى مرة أخرى. وربما يخشى البعض طلب التسامح لأنهم يخشون خيبة أمل الآخرين. بغض النظر عن الموقف الذي تجده نفسك فيه، قد يتأثر عقلك ببعض المفاهيم المسبقة بناء على تجاربك السابقة.
  • قد تعتقد أن الشخص الذي أساء إليك يستحق العقاب: عندما تشعر بالضغينة تجاه شخص ما، فقد تكون تحاول معاقبته، وهذا يجعلك تشعر بالسيطرة والقوة بعد تعرضك للآلام أو الإيذاء، أو إذا كنت ضحية. ومع ذلك، قد لا تكون هذه العقوبة فعالة إذا لم يكن الشخص مدركا بأنه أساء إليك. في الواقع، قد تحمل الأعباء الثقيلة للضغينة في حين يمضي الشخص الآخر في حياته .
  • تشعر بسوء الفهم: قد تشعر بعدم الفهم وتجد صعوبة في الثقة أو السماح للشخص السيء بالدخول. قد تواجه صعوبة في ممارسة أشكال التسامح مع شخص ما إذا لم يجعلك تشعر بالتفهم أو الاستماع، فمن الأسهل تبرير قرارك بالاستمرار في الغضب. بعد كل شيء، لماذا يجب أن تتسامح مع الآخر إذا كان لا يعاملك بأدب؟ حتى تعيشوا كلا منكما بأسلوب حياة أرقى وأعلى. ولكن قد تكون النتيجة النهائية لعدم التسامح هي أنكما لن تتجنبوا بعضكما البعض حقا، بل ستظل المشاكل التي قررتما عدم التعامل معها ومواجهتها مباشرة.

اضرار عدم التسامح

  • الإجهاد المزمن: في دراسة بحثية تم خلاصة الأمر بأن عندما يفكر الشخص بأن الآخرين يمكن أن يؤذوه، فذلك يؤدي إلى مشاعر سلبية. فضلا عن أنه يمكن أن يسبب الإجهاد المزمن نزيفا في المخ ويؤدي إلى أمراض خطيرة مثل مشاكل القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم. يجعل الشخص الذي يعبر عن مشاعره السلبية بالكراهية أو العنف أقل عرضة للمشاكل الصحية الخطيرة من الشخص الذي لا يستطيع التعبير عن حالته العقلية والنفسية. ويمكن أن يؤدي التوتر المزمن إلى اضطرابات نفسية طويلة الأمد. وغالبا ما ينتهي الأمر بالأشخاص الذين يعانون من إجهاد مزمن بسبب عدم التسامح إلى فقدان الشهية أو الإصابة بالنهم.
  • الاكتئاب: يمكن للمشاعر السلبية غير المعالجة أن تؤدي إلى الكثير من المشاكل الصحية العقلية طويلة الأمد، ومنها الاكتئاب الذي يعتبر أحد أكثر المشاكل الصحية العقلية شيوعا. ومن الممكن أن يكون الاكتئاب الذي يسببه المشاعر الغير معالنة أكثر خطورة من أشكال أخرى، إذ يؤثر على استقرار الشخص العقلي والصحة الجسدية. ويتضمن الاكتئاب العديد من المشاكل الصحية الشائعة، مثل القلق وسوء المزاج والأرق. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن للشخص الذي يعاني من الاكتئاب أن يصبح غير متسامح، حيث لا يثق بالآخرين لمشاركة مشاعره، مما يؤدي إلى المزيد من الضغوط السلبية ويزيد من سوء الحالة. وهذا يؤثر على قدرة التسامح في بناء ورقي المجتمعات
  • الاضطرابات الشخصية: يعاني الأشخاص من اضطراب الشخصية، مثل جنون العظمة، عندما يتفاعل دماغهم مع المواقف الصعبة بطريقة ترتفع فيها ضغط الدم. لا يستطيع أي شخص التحكم في عواطفه ولا يمكنه تشكيل رأي ثابت حول أي موقف. بالإضافة إلى ذلك، في مراحل متقدمة من الاضطراب، قد يعاني الشخص أيضا من الهلوسة خلال المواقف الصعبة أو السلبية. الشخص الذي يعاني من هذا الاضطراب لا يستطيع الوثوق بالآخرين ولا يمتلك ضبطا على نفسه. على الرغم من إهمال هذه المشكلة إلى حد كبير في علم النفس السريري، إلا أن الأشخاص الذين يعانون من انهيارات عقلية بسبب عدم التسامح قد يكونون يعانون من اضطراب الشخصية المتمثل في جنون العظمة. ولا يستطيعون الاستفادة من فوائد التسامح بأي حال من الأحوال .

كيف تسامح الآخرين

  • يبدأ أثر التسامح على الفرد والمجتمع بالاعتراف بالألم الذي يشعر به الشخص، وإدراك السبب الذي يتسبب في هذا الألم.
  • يجب عليك التعبير عن مشاعرك بطرق صحية.
  • التخلص من أي توقعات قد تملكها لتصحيح الخطأ الحاصل.
  • تجنب تجاوز حدودك أو استعد لها حتى لا يتكرر ذلك مرة أخرى. وتذكر أن الأشخاص لا يستطيعون إعطائك ما ليس لديهم. تذكر ما تتوقعه من الآخرين وحاول تجاهله، فالتسامح يساعد على تعزيز التلاحم والعلاقات الاجتماعية.
  • البحث عن طرق جديدة لتلبية الاحتياجات المستقبلية.
  • لا تضع شروطًا لاعتذارك، فقط اعتذر عن الخطأ الذي ارتكبته، وإذا أراد الشخص الآخر الاعتذار فهذا اختياره، ولكن لا تتوقع ذلك.
  • من بين مظاهر التسامح هو الاعتراف بأن ما حدث قد حدث بالفعل، وعدم التمني والبكاء على اللبن المسكوب .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى